04-مايو-2016

راشد دياب/ السودان

1

أرهقتنا الحروبُ الطويلة
لونُ السماءِ الأزرق 
والنوافذُ الموصدة في وجه البنات.
أرهقنا الجمر فوق الطريق
عجلات اللغة المتعطلة
ومنظر الورد متدليًا في حفرة الرجم.

2

تعالي معي
نروِّض الأشياء البريَّة في بيتنا:
منضدة الزجاج التي تفضح فضول الضيف
النافذة التي تتحرش بابنة الجيران
برواز صورة الجدة الذي يذكِّرك بمعركة الخفاض الدموية
كرباج أبي المعلق لتأديب الأطفال
آية الإخلاص
سريرنا الخشبي غير المحايد
علب التجميل الفارغة
مروحة السقف وحبل الغسيل 
اسمي واسمك التقليديين.

3

كأننا في الليل الموارَب
نعُدُّ مأدبةً أخرى للعاشقين
نعد لهم مزارع ألغام مُزهرة
وحقل المكائد في سلال العَرْض
نعد لهم مصلاة الشواء
الأغنيات معلقة في المشانق
الأرض ما وراء القضبان
الدم 
حفرة النسيان
الخناجر/علامات الطريق
باب الصمت الموصد
النهايات.

4

كأنما أعجن فطائر روحك
كأنك تعدين الشَّرقَ
بكفِّك الغاربة
تلويحة.. تلويحة.

5

لم أعد أثق بالأنهار
كلما دخلت من نافذة غرفتي
حملت إليَّ مركبًا بلونٍ أصفر 
وموجة مزيَّفة.

6

أيُّها الليل
سندخلُ الغابةَ معًا
نشربُ النَّهرَ 
وعَرَق العتمة الخفي
ونعشقُ بنات الجنوب الشاهقات.

7

سَيَرِكُّ النهر في يدكِ الآن
النهر ذو الريشة الملوَّنة
ذو المياه الرقيقة والضَّفَّة التي لا حدَّ لها.
كلُّ مساء تتجمع طيوف الأنهار قرب بابك الموصد
تناغي فوق الأغصان لتفتحي الباب
وأنت لستِ هُنا
ربما ترحلين في المركبات المستَّفة بالبهار،
بالعطر والقمح،
إلى بلاد بعيدة لا يسكنها أحد.
كان اسمي معلقًا في غصنٍ أخير
وكنتُ كأنَّي أغنِّي
ولربما شدوتُ حقًا
فالريح حملتني كطفل يتيم إلى مرضعات شتى
لكنهن أوصدن الأبواب دوني
كنتُ حافيًا وحليقًا وبلا اسم
وكان طيفي يبكي في أركان الجهات السبع
ولا أحد يسأل عني.

اقرأ/ي أيضًا:

طيور مذعورة في حلب

هل يمكنُني النَّوم؟