03-نوفمبر-2015

محمود فهمي عبّود/ العراق

الخوف من الشعراء

كانوا يقفون على باب الأنطولوجيا 
بملابس رثة
وأعمار متباينة
كما أن الأمر لم يخل من الكوميديا 
أحدهم مثلًا 
كدّس الكلمات في جلبابه القصير
حتى ظهرت سيقانه المقوسة
كما رأيتها في درس العلوم
صفحة الأسقربوط
الرجل صاحب الشعر الناعم أيضًا
والضحكة المفاجئة
كان لطيفًا في بداية الشعر
ثم أدمن حضور الأمسيات
بجدية مضحكة
تليق
بكاتب عالمي..

وكنت أحبّ اسم جارته
كان يعني الدخول الى الجنة
بإحدى اللغات
لن أحكي لكم عن الجميع 
في مرة غيرت شاعرة ديانتها
وعلقتها
كشعر مستعار
على حافة دولابها
بضلفته المشروخة
لم يتوقف الأمر هنا 
بل كانت تشير لهم على المنزل دائمًا
كلما أشار أحدهم 
على خفة ضفيرتها
كانوا يتجولون في أنحاء الأنطولوجيا
مثل مجانين 
وجدوا منزلًا مهجورًا 
فاندفعوا يبحثون عن الأشباح
التي لا تختبئ سوى برؤوسهم
لوثة كبيرة
ملأت الصفحات
أنهم لا يتورعون عن شيء
يأكلون الأقمشة
يصنعون المراكب الورقية
من بقايا القصائد
وينزلقون على الدرابزين
كأنه 
طريق لكوكب آخر
ثم تصطدم مؤخراتهم بالأرض
فيصرخون من الألم
عيونهم الحمراء 
أكثر ما أخافني
ولكنني اختبأت 
في غرفة صغيرة
وراقبت الأمر من النافذة
فلم ينتبه أحد لقصائدي الصغيرة
غير المرأة البلهاء
التي تعيد
تدويرها
بسعادة بالغة
وضعت لها مرة فخًا في قصيدة
وما زالت تنظر الى أصابعها
كلما مررت أمامها.

 

غبار 

يريد أن يتركني في الأزرق
وحدي..
وقد اكتفيت من البرودة 
أما أنا 
فأريد أن أسكب الأبيض على الجدران 
بكثافة.. 
كي ألمح..
بسهولة 
غبار الذنوب القادمة

 

قد يحدث أن تنزلق حياتك ناعمة 

قد يحدث أن تنزلق حياتك ناعمة 
في غفلة منك.. 
مثل شال من الحرير على كتفي امرأة 
يسقط أسفل قدميها..
لن يلمحه سوى هذا الرجل الذي كان يراقبك منذ البداية 
الرجل الذي ينحني ليلتقط الحياة
بين أصابعه 
وهو ينادي اسمك بلهفة متعجلة 
ليعيده إليك 
ليعيدها إليك..
لا تعتبريه أمرًا مسلمًا به
يدك ممتنة وممدودة 
لحياتك المستعادة 
ولا تختصري الابتسامة.

اقرأ/ي أيضًا:

لا يزال مدفونًا في الرماد

FORMAT