07-فبراير-2018

خيبة أمل إيكاردي (Getty)

قبل أشهر قليلة سخرت جماهير إنتر ميلان من يوفنتوس كأكثر فريق خسر في نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث طبعت قمصان كُتب عليها اسم كارديف وهو الملعب الذي خسر به فريق السيدة العجوز أمام ريال مدريد، في نهائي دوري أبطال أوروبا العام المنصرم، ووضعت على القميص الرقم 7، وهو عدد المباريات النهائية التي خسرها أعظم نادٍ في إيطاليا بأهم البطولات الأوروبية "دوري أبطال أوروبا".

تربط بين جماهير إنترميلان ويوفنتوس علاقة دائمة التوتّر، فجماهير يوفنتوس لا تعترف بخمسة ألقاب توّج بها الإنتر بطلًا للكالتشيو

لم يشكّل ما سبق عاملًا حاسمًا في تأجيج العداوة التاريخية بين الناديين الكبيرين في إيطاليا، فنار الكراهية لا تنطفئ بينهما على الإطلاق، ويمكن اعتباره كمشهد بسيط من مسلسل مليء بأحداث البغض بين الطرفين، كيف لا وجماهير يوفنتوس ما زالت حاقدة على الفريق الذي سلبهم "حقّهم" بنيل الدوري الإيطالي عام 2006 بسبب ما يعرف بفضيحة التلاعب بنتائج المباريات "الكالتشيو بولي"، والتي هبط على إثرها فريق يوفنتوس لأدنى درجات الدوري الإيطالي، في وقت تم به تنصيب الإنتر ملكًا إجباريًّا على الكالتشيو. وقد استمر ذلك لعدّة أعوام لاحقة، أعوامٌ لا تعترف جماهير السيدة العجوز بوجودها في تاريخ كرة القدم لأن ناديهم "المظلوم" كان مجبرًا على اللعب في الدرجات الأدنى في وقت تجرّأ الإنتر على أن يجعل من نفسه بطلًا لإيطاليا.

تنتهز جماهير الناديين الفرصة لإثبات المقدرة على قهر الطرف الآخر وتسبب أكبر قدر من الكوارث التي تحل به، فبعد انطلاقة مثالية جدًا للإنتر بالدوري الإيطالي هذا الموسم، شكّل لقاء النادي النيراتزوري في ملعب يوفنتوس أرينا بتاريخ 9 كانون الأول/ديسمبر2017 نقطة تحول عصفت بآمال مشجعيه، وكان ذلك بانتهاء مباراته أمام فريق السيدة العجوز بالتعادل السلبي، المراقب العام لنتيجة المباراة يجدها جيّدة لفريق إنتر ميلان الذي اقتنص تعادلاً من أرض بطل الدوري الإيطالي، لكن ما حدث بعد ذلك من سلسلة عدم الفوز الكارثية جعلت جماهير يوفنتوس ترجع للتاريخ القريب وتؤكد أنها كانت سببًا في لعنة أصابت الإنتر.. فكيف حدث ذلك؟

اقرأ/ي أيضًا: في عيد ميلاده الـ 33 .. أحرف خالدة سطّرها كريستيانو رونالدو بتاريخ كرة القدم

بدأ إنتر ميلان هذا الموسم في الكالتشيو بتحقيق نتائج رائعة، فكان لاعبو المدرب لوتشيانو سباليتي يحققون الفوز تلو الآخر، وأبهر الثنائي الأرجنتيني ماورو إيكاردي والكرواتي إيفان بيريسيتش المتابعان بأدائهما المرهق لدفاعات الخصوم، ونتج عن ذلك تحقيق أفضل انطلاقة للنيراتزوري بتاريخ مشاركاته في الكالتشيو، فبعد 15 جولة من انطلاقة الدوري الإيطالي حقق الإنتر 39 نقطة من 12 انتصارًا و3 تعادلات أتت من بولونيا ونابولي وتورينو، وهنا تنبّأ الجميع بقدرة الإنتر على كسر احتكار السيدة العجوز للقب الكالتشيو في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب تفرّغ اللاعبين لهذه البطولة بعكس ملاحقيه في الدوري الذين امتلأت أجندتهم بالمباريات القارّية، وكون البطولة الثانية التي يشارك بها "كأس إيطاليا" يضمن نظامها مشاركته على الفور بدور الستة عشر، وهذا يعني التفرّغ شبه التام للكالتشيو.

هل سينجح المدرّب سباليتي بحماية نفسه من الإقالة الحتميّة؟ أم سيفشل في الفوز للمباراة الحادية عشرة على التوالي ويطيح بمنصبه ويتابع مباريات الكالتشيو من المنزل؟

شكّل تاريخ التاسع من كانون الأول/ديسمبر2017 نقطة تحوّل في مجرى نهر إنتر ميلان الجارف، إذ اعتقد النيراتزوري أنه نجا من فخ البطل يوفنتوس بعدما تعادل معه دون أهداف في ملعب يوفنتوس أرينا، لكن بعدها بثلاثة أيام فقط فشل الإنتر في الفوز أمام نادٍ مغمورٍ جداً اسمه بوردينيوني وتعادل معه سلبًا ضمن كأس إيطاليا، أتبعه بخسارة هي الأولى أمام أودينيزي في الكالتشيو، ثم خسارة أخرى أمام ساسوولو، قبل أن يطيح شقيقه اللدود إيه سي ميلان به من كأس إيطاليا في السابع والعشرين من الشهر نفسه.

لكنّ العام الجديد لم يحدث حلولًا للفريق، فبعد الإقصاء من كأس إيطاليا تعادل الإنتر بالكالتشيو في خمس مباريات على التوالي، بدأت سلسلة التعادلات هذه مع لاتسيو ومن ثمّ فيورينتينا وروما وسبال وأخيرًا كروتوني، وربما لن يكون التعادل مع هذا الفريق المغمور هو الأخير في هذه السلسلة، وبذلك فشل لاعبو الانتر في تحقيق الفوز لأكثر من شهرين، إذ كان الانتصار الأخير بالدوري الإيطالي أمام كييفو فيرونا بخماسية نظيفة، وهنا سجّل الإنتر أسوأ سجل له بالدوري الإيطالي عندما فشل في الفوز لشهرين تضمّنت ثماني مباريات بالكالتشيو، زد عليها مباراتين في كأس إيطاليا.

اقرأ/ي أيضًا: أرسين فينغر وأرسنال.. الحب المستحيل

 حدث كلّ هذا في الموسم ذاته الذي حقق فيه الإنتر أفضل انطلاقة في تاريخه بتحصيل 39 نقطة بعد مرور 15 جولة، ورغم ذلك ما زال إنتر ميلان ينافس في مراكز متقدّمة بالدوري الإيطالي، حيث يحتل الفريق المركز الرابع برصيد 45 نقطة بعد انقضاء 23 جولة، وهو يحتاج كثيرًا لكسر اللعنة التي تبنّاها يوفنتوس الذي ينافس على صدارة الدوري الآن، إذ سيواجه الإنتر فريق بولونيا في المرحلة القادمة من الكالتشيو 11شباط/فبراير على ملعبه جوسيبي مياتزا، فإن فشل في كسر النحس الذي لازمه فسيخسر مركزه المؤهل لدوري أبطال أوروبا لأن ذئاب روما لن تضيع أي جهد تبذله من أجل اقتناص المركز الرابع، فهل سينجح المدرّب لوتشيانو سباليتي بهذه المهمّة ويحمي نفسه من الإقالة الحتميّة، أم سيفشل في الفوز للمباراة الحادية عشرة على التوالي ويطيح بمنصبه ويتابع مباريات الكالتشيو من المنزل؟

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

أغلى 5 صفقات في الميركاتو الشتوي بالدوريات الأوروبية الخمس الكبرى

قصة كأس العالم 1938.. النجاة من مقصلة موسوليني (3-3)