21-فبراير-2025
بيع عقارات الضفة في نيويورك

احتج المئات على تنظيم "معرض عقاري" يروج لبيع أراضي الضفة المحتلة في نيويورك (إكس)

اعتدت مجموعة من المتطرفين الصهاينة اليهود على التجمع الاحتجاجي الذي نظمته جمعية "العودة" الفلسطينية في نيويورك ضد معرض عقاري يروج لبيع أراضٍ في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة.

ووفقًا لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تعرض المتظاهرون لاعتداءات جسدية ولفظية، إلى جانب ترديد شعارات مستفزة تستهدف الفلسطينيين والمسلمين.

تصعيد استيطاني بدعم أميركي

وقد تزامنت هذه الحادثة مع مساعٍ أميركية لتعزيز المشروع الاستيطاني، حيث روّج الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لخطة مزعومة تهدف إلى ترحيل سكان غزة إلى الدول العربية المجاورة.

وفي الوقت نفسه، اتخذ وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، سلسلة من الإجراءات لتسريع بناء المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، من خلال آلية جديدة تسمح بإصدار تصاريح البناء أسبوعيًا، بدلًا من الإجراءات السابقة التي كانت تستغرق عدة أشهر للموافقة عليها.

ترويج غير قانوني لبيع أراضٍ في مستوطنات الضفة المحتلة

تولت "مجموعة غتر" (Getter Group)، وهي شركة عقارية إسرائيلية مقرها حي بورو بارك في بروكلين، الترويج لهذا الحدث بشكل مكثف عبر موقعها الإلكتروني وصفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي، واصفةً المعرض بأنه "حدث عقاري إسرائيلي"، وفقًا لما نقله "ميدل إيست آي".

وأعلنت المجموعة عبر موقعها عن بيع عقارات تقع في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة، رغم أنها تُعد غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وعقب إعلان جمعية "العودة" عن تنظيم الاحتجاج، ردّت "غتر" عبر حسابها على "إنستغرام" بالقول إنها "غير خائفة"، مشيرةً إلى أنها على تواصل مع المسؤولين الأمنيين والسلطات المحلية.

مواجهات بين المتظاهرين والمجموعات الصهيونية المتطرفة

بعد تجمع نشطاء جمعية "العودة" في حي بورو بارك، الأربعاء الماضي، والذي شهد مشاركة مئات المؤيدين لفلسطين، أقدم أعضاء من حركة "بيتار" الصهيونية المتطرفة، التي لها أفرع في عدة دول، على الاعتداء على المحتجين المناهضين للمعرض العقاري، وفقًا لبيان صادر عن الجمعية.

وأضاف البيان أن المتظاهرين تعرّضوا للتهديد والاعتداء الجسدي من قبل متطرفين يهود، مما أدى إلى إصابة شابين نُقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج.

كما أكدت جمعية "العودة" أن المحتجين المؤيدين لفلسطين تعرّضوا لاعتداءات عنيفة، حيث "تم البصق عليهم، وركلهم، والتحرش بهم، ورشهم بغاز الفلفل، والاعتداء عليهم جسديًا".

وذكرت أن أحد المتطرفين حاول إحراق نسخة من القرآن الكريم، فيما قام آخرون بإيماءات مهينة باستخدامه، وسخر بعضهم من الأذان الإسلامي.

ظهور متطرفين من "رابطة الدفاع اليهودية"

انتشرت على منصة "إكس" مقاطع مصورة تُظهر أحد المتظاهرين اليهود يرفع شعار "رابطة الدفاع اليهودية"، وهي جماعة يمينية متطرفة مصنفة كمنظمة إرهابية في عدة دول، بما فيها الولايات المتحدة وإسرائيل.

في المقابل، أعلنت شرطة نيويورك اعتقال أحد المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، وهو رجل يبلغ من العمر 42 عامًا من بروكلين، حيث وُجّهت إليه تهمة الاعتداء من الدرجة الثالثة بزعم ضربه متظاهرًا يهوديًا متطرفًا يبلغ من العمر 61 عامًا.

وكتب حساب "Suppressed News" معلقًا على مقطع مصور يُظهر اعتقال شرطة نيويورك أحد المحتجين الذين شاركوا في اعتصام جمعية "العودة"، قائلًا: "اعتقال متظاهر مؤيد لفلسطين خلال فعالية "العقارات" الإسرائيلية في بورو بارك، بروكلين"، مضيفًا: "تم تنظيم هذه الفعالية لبيع الأراضي المسروقة في الضفة الغربية وفلسطين".

أما المحامية لميس ديك فقد وصفت الحركة الاحتجاجية التي دعت إليها الجمعية بقولها: "هذه واحدة من الحملات الاستراتيجية العديدة التي تقوم بها (العودة) لكشف وإيقاف بيع الأراضي الفلسطينية المسروقة من قِبل اللصوص الصهاينة في الولايات المتحدة".

ي حين كتب حساب لشخص اسمه علي أن اليهود المتطرفين كانوا "يستخدمون أطفالهم كدروع بشرية"، مضيفًا أن "شرطة نيويورك كانت تعمل مع هؤلاء الصهاينة لقمع الفلسطينيين من خلال منعهم من دخول المدينة خلال الساعة الأولى".

ردود فعل غاضبة على فعاليات مشابهة

واجهت الفعاليات العقارية الإسرائيلية، التي روّجت لبيع عقارات في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، سواء في الولايات المتحدة أو كندا، ردود فعل غاضبة من المجتمعات المحلية والنشطاء المؤيدين لفلسطين.

وقد تصاعدت هذه المعارضة بشكل خاص منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث يُعد المعرض الذي نظمته "جتر" أحدث مثال على محاولات تسويق عقارات في مستوطنات غير شرعية.

وفي تعليق على هذه الفعاليات، قال "ميدل إيست آي" إنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت مثل هذه الفعاليات تؤدي إلى صفقات بيع مباشرة، أم أنها مجرد منصات ترويجية تُبرم من خلالها المعاملات في وقت لاحق بشكل منفصل".