21-أبريل-2022
السعادة

للسعادة أبواب عديدة مفتوحة للجميع (Getty)

أسوأ نصائح حول السعادة يمكن أن تسمعها، هي تلك التي تقول لك: "ابحث عن السعادة في الزواج"، أو "تذكّر أنّك إنسانٌ مهم وذو قيمة"، أو "حاول أن تعيش الحياة مثل الدنماركيين". المشكلة في مثل هذه النصائح أنّ فيها بعض الصحّة، لكنّها غير واقعية، ولا تناسب الجميع، ويصعب ربطها بتصرّف مباشر يبدأ وينتهي عند نقطة محددة. فهل ثمة يا ترى نصائح متفق عليها علميًا لتحقيق السعادة؟

الكثير من خطابات التنمية البشرية قد يعتبر بلا قيمة لأنّها تركّز على عموميات قد لا تفيد بشكل عملي 

هذه هي المشكلة في جانب كبير من خطاب التنمية البشرية وبناء الذات الذي نتعرض إليه بشكل شبه يومي. أنّه في الحقيقة "كلام"، فارغ من ناحية مضمونه العملي، رغمّ أنّه قد يكون مبنيًا على دراسات وملاحظات دقيقة. من ينكر مثلًا أن الدنماركيين مصنفون في مقدمة شعوب العالم الأكثر سعادة؟ أو من يستطيع أن يقلل من أهمية الشريك والأسرة الناجحة في سعادة الإنسان؟ لكن صعوبة التعامل مع هذه النصائح تحيلها إلى تجريدات عامّة تناسب الجميع ولا تناسب الجميع في الوقت ذاته. يفهمها الجميع ولا يمكن للجميع اتخاذ خطوات عملية بناء عليها.


مقالات قد تهمّك: 

ما السر وراء تصدر الدنمارك مؤشر السعادة العالمي كل عام؟


وهذا هو السبب الذي يحتّم الانتقال من النظري إلى العمليّ في مثل هذه المواضيع، كالبحث عن السعادة في الحياة، على المستوى اليومي والشخصي الملموس.

في هذا المقال، ننقل لك عشر نصائح مباشرة وعملية ومتفق عليها علميًا، يقدّمها آرثر سي بروكس، من مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية الشهيرة. آرثر سي بروكس أستاذ القيادة في كلية هارفرد كينيدي لإدارة الأعمال، وأستاذ الإدارة في كلية هارفرد للأعمال، ومؤلف كتاب "من قوّة إلى قوّة: العثور على النجاح والسعادة والمغزى في نصف الحياة الثاني".

1. استثمر في العائلة والأصدقاء

ثمة اتفاق مطلق بين الخبراء والباحثين على أنّه ورغم أنّ النفس قد تنجذب بشكل أكبر نحو شراء الأمور المادية، إلا أنه ولأغراض تتعلق بالسعادة والرضا عن الذات، فإن الأفضل هو الاستثمار بالصداقات الوثيقة والعائلة، عبر مشاركة الخبرات معهم والتواصل المستمر، وتخصيص متسع من الوقت بقربهم.

نصائح للسعادة

2. كن فردًا ضمن مجموعة أو نادٍ 

ابحث عن "رأس المال الاجتماعي" عبر المشاركة في الأنشطة التطوعية والتواصل مع الآخرين باستمرار، سواء كان ذلك عبر الاشتراك بنادٍ أو مجموعة على فيسبوك أو غيرها. حاول أن تبني شعورًا من الانتماء إلى مجموعة من البشر تتشارك معهم اهتمامات معينة، وسترى أن لذلك منفعة كبيرة في الوقاية من الشعور بالوحدة والعزلة، وهو ما يساعد بين فترة وأخرى على تعزيز شعورك بالسعادة والرضا والأمان.

3. حافظ على النشاط الذهني والبدني

لتحقيق ذلك، تتوفر أمامك خيارات لا حصر لها، بعضها قد لا يكلفك شيئًا بالمرّة. مثل ممارسة لعبة الكلمات المتقاطعة، أو القراءة، أو الاستماع إلى محاضرة، أو كتابة مذكراتك. أما في جانب النشاط البدني، فيمكن أن تفكر بالمشي الخفيف أو الهرولة يوميًا. كل ذلك كفيل بأن يحسن مزاجك ويزيد من شعورك بالسعادة.

4. احرص على الجانب الروحيّ

التديّن والتعبّد وممارسة الشعائر أمور مهمّة جدًا لتحقيق السعادة. قد يختلف تعريف هذه الكلمات السابقة بين البشر، من بيئة إلى أخرى، بل ومن إنسان إلى آخر أيضًا. لكن الدراسات تثبت أهمية الجانب الروحي في تحقيق السعادة على المستوى اليومي، عبر التفكير بالحقائق الكبرى المتجاوزة. ثمة وفرة بالأديان في المنطقة العربية، وشحّ في التديّن والسلام الروحي لدى الكثير من النّاس، لظروف سياسية واجتماعية واقتصادية معقّدة، إلا أنّ ذلك لا يعني إهمال هذا الجانب والبحث عن. 

الصلاة

5. مارس الرياضة

لا تنفصل هذه النقطة عن النقطة الثالثة المتعلقة بالنشاط البدني. إلا أن الكاتب خصها بنقطة منفصلة بالنظر إلى أهميتها. لا بدّ أن يشتمل يومك على خطّة للنشاط البدني، الذي يعدّ وصفة ثابتة دومًا في جميع الأبحاث حول ما يمكن أن يعزز شعور الإنسان بالسعادة. فالتمارين الرياضية على اختلافها تساعد في تحسين المزاج وتعزيز الكفاءة الاجتماعية لدى الإنسان.

مارس الرياضة

6. كن لطيفًا

اللطف مع الآخرين ينعكس تلقائيًا على صاحبه ويرتبط بشعوره بقدر أعلى من السعادة والسلام الداخلي، وهي تقنية غير مكلفة ولا صعبة.

7. كن كريمًا

الكرم أحد أبواب اللطف وأهمّ أشكاله التي تساعد في تعزيز شعور الإنسان بالسعادة والقيمة. وقد أثبتت الدراسات أن الكرم يعزز إفرازات الدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين، وكلها مسؤولة عن تحسين المزاج ورفع منسوب السعادة.

8. اعتنِ جيدًا بصحتك

المرض يسبب الألم وقد يثير أنواعًا شتى من القلق والتوتر والهشاشة النفسيّة في حال عدم التعامل معه بذهنية الرضا والتكيّف. لا تهمل صحّتك ومراجعة الطبيب وطبيب الأسنان بشكل دوري. احرص أيضًا على مراجعة طبيب الصحة الذهنية لو أمكن إن كنت تعاني من بعض الصعوبات العاطفية أو المزاجية التي تؤثر سلبًا على عملك وعلاقاتك وأنشطتك الاجتماعية.

السعادة والتواصل مع الآخرين

9. تواصل مع الطبيعة

أظهرت الدراسات أن التجوّل في الأماكن الطبيعية، مثل الأحراش والغابات أو الخروج في مخيمات بعيدًا عن ازدحام المدينة والضوضاء قد يؤثر بشكل كبير ومباشر على خفض مستوى التوتر وتحسين المزاج، بالإضافة إلى تعزيز ملكة الذاكرة.

10. تواصل مع الزملاء خارج نطاق العمل

ضغوط الحياة اليومية قد تحول دون رؤية الفرص الاجتماعية في مكان العمل، وقد ضاءل من هذه الفرص في السنوات الماضية جائحة كوفيد-19 والانتقال في العديد من الشركات إلى نظام العمل عن بعد، وهو ما أثر بشكل كبير على القدرات الاجتماعية لعدد كبير من الناس. إلا أن التواصل مع زملاء العمل على الصعيد الاجتماعي يعدّ ممارسة بالغة الأهمّية لتعزيز الثقة بالذات وتحقيق السعادة بشكل عملي.