20-سبتمبر-2021

اللياقة تزيد من فرص الإنسان بعمر مديد وصحة سليمة (Getty)

ألتراصوت- فريق الترجمة 

لزيادة فرصنا في حياة أطول، فإننا بحاجة يومية إلى ما لا يقل عن 7000 خطوة أو ممارسة الرياضات المتنوعة، كالتنس أو ركوب الدراجة الهوائية أو السباحة أو الهرولة أو غيرها، لمدة لا تقل عن ساعتين ونصف أسبوعيًا.

يرى العلماء أن الحركة بواقع 7000 إلى 8000 خطوة يوميًا، أي بما يعادل 30 إلى 45 دقيقة من الحركة والنشاط البدني، ترتبط بتحسن الصحة وزيادة العمر

هذه النتيجة التي توصلت إليها دراستان مهمتان عن العلاقة بين النشاط البدني وطول العمر. تعد هاتين الدراستين من أكبر الدراسات في هذا المجال حتى اليوم، وقد تتبعتا أكثر من 10،000 رجل وامرأة على مدى عقود، وأظهرتا أن النوع والقدر المناسبين من الحركة البدنية تقللان مخاطر الموت المبكر بنسبة تصل إلى 70 بالمئة، وننقل هنا بعض تفاصيلها بتصرف عن موقع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.


تتوفر العديد من الأبحاث السابقة التي توصلت إلى نتائج مشابهة تؤكد الترابط بين النشاط البدني والرياضي وبين العافية العامة وطول العمر، وأن أولئك الذين يمارسون الرياضة يعيشون فترات أطول مقارنة بأولئك الذين نادرًا ما يتحركون. ففي دراسة نشرت عام 2018 من قبل هيئة مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة، تبين أن حوالي 10 بالمئة من الوفيات بين الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم بين 40 و70 عامًا كانت ناجمة عن قلة الحركة. وفي دراسة عام 2019 في أوروبا، ظهر أن عقدين من عدم الحركة يضاعفان مخاطر الوفاة المبكرة بين السكان.

إلا أن الخلاف بين العلماء كان يتمحور حول تحديد القدر الكافي من التمرين، بالحدّ الأدنى أو الأعلى، الذي يسهم في تعزيز فرص الإنسان في عيش حياة أفضل وأطول. كما أنه ليس واضحًا بعد ما إذا كان الإفراط في التمرين يسهم في تقصير العمر أيضًا.

هاتان القضيتان كانتا محط اهتمام الباحثين في هاتين الدراستين الحديثتين، والتي تحاول تحديد الروابط بين النشاط البدني وطول العمر من عدة زوايا مختلفة لكنها متقاطعة. الدراسة الأولى نشرت في مجلة JAMA Network Open، وركزت على دراسة عدد الخطوات. وفي حين تخبرنا هواتفنا الذكية بأنه من الضروري السير 10 آلاف خطوة يوميًا للحفاظ على الصحة، إلا أن الأبحاث ليست متفقة على هذا الرقم، وليست هنالك دراسة تشير بوضوح إلى العلاقة بين السير 10 آلاف خطوة يوميًا وبين طول العمر أو الصحة.

اقرأ/ي أيضًا: 6 خرافات عن ممارسة الرياضة إيّاك أن تصدقها

وقد حاول الباحثون من جامعة ماساتشوستس، وهيئة CDC الأمريكية، وغيرها من المؤسسات، أن ينظروا فيما إذا كان يمكن لعدد أقل من الخطوات أن يضمن العافية وطول العمر للإنسان في حال الالتزام بها. وقد لاحظ الباحثون أن الأفراد الذين شملتهم الدراسة وتوفوا في عمر مبكر، كانوا قليلي الحركة البدنية، أما الأشخاص الذين كانوا يتحركون بواقع 7000 خطوة يوميًا، كانوا أقل عرضة للموت المبكر بنسبة 50 بالمئة مقارنة بأولئك الذين كانوا يتحركون يواقع أقل من 7000 خطوة، وقد ارتفعت النسبة بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين كانوا يخطون أكثر من 7000 خطوة، حيث وصلت إلى 90 بالمئة لدى الأشخاص الذين يصلون حاجز 9000 خطوة يوميًا.

لكن عند حاجز ال10،000 خطوة، كانت الآثار أقل وضوحًا. تقول الباحثة أماندا بالوخ المشرفة على الدراسة: "ثمة نقطة تتراجع فيها المكاسب الصحية المتعلقة بالحركة. فالأشخاص الذين يسيرون أكثر من 10،000 خطوة يوميًا، أو أكثر بكثير، قلما كانوا يعيشون فترة أطول من أولئك الذين التزموا بحوالي 7000 خطوة يوميًا.

أما الدراسة الثانية، فقد نشرت في آب/أغسطس الماضي في مجلة "مايو كلينيك بروسيدينغدز"، وتوصلت إلى نتائج مشابهة فيما يتعلق بحجم التمرين أو الحركة البدنية المطلوبة يوميًا من أجل الحفاظ على مستويات أفضل من الصحة وفرص العيش فترة أطول. فقد بينت الدراسة الطولية، التي تعتمد على بيانات تم البدء بجمعها منذ السبعينات، بأن الأشخاص الذين مارسوا الرياضة، بشكل أو بآخر، بمعدل 2.6 ساعة إلى 4.5 ساعة أسبوعيًا، كانوا أقل عرضة بنسبة 40 بالمئة تقريبًا للموت المبكر مقارنة بالأشخاص الخاملين الذين تتبعت الدراسة بياناتهم.

وعند تحويل هذا القدر الزمني الأدنى (2.6 ساعة أسبوعيًا) من التمرين إلى خطوات، فإن الرقم التقديري سيكون بين 7000 إلى 8000 خطوة في معظم الأيام. أما معدل 4.5 ساعة أسبوعيًا من التمرين فيعادل 10،000 خطوة أو أكثر في معظم الأيام.

أما المجموعة الأكثر نشاطًا، الذين يمارسون الرياضة بمعدل 10 ساعات أو أكثر أسبوعيًا، فلم يحققوا قدرًا مماثلًا من المنافع الصحية مقارنة بأولئك الذين يلتزمون بمعدل 2.6 إلى 4.5 ساعة أسبوعيًا من النشاط البدني، بحسب ما أوضح الدكتور جيمس أوكيفي، أستاذ الطلب في جامعة ميسوري كانساس، ومدير قسم طب القلب الوقائي في معهد سانت لوك، والمشارك في الدراسة.

10 بالمئة من الوفيات بين الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم بين 40 و70 عامًا كانت ناجمة عن قلة الحركة

إلا أن الدراستين تصنفان بأنهما دراستان اقترانيتان، بمعنى أنها توصلتا إلى وجود علاقة اقتران بين زيادة العمر والحركة البدنية، إلا أنهما لا تزعمان وجود علاقة سببية واضحة ومحددة بين الأمرين.

الخلاصة:

  • يرى العلماء أن الحركة بواقع 7000 إلى 8000 خطوة يوميًا، أي بما يعادل 30 إلى 45 دقيقة من الحركة والنشاط البدني، ترتبط بتحسن الصحة وزيادة العمر، ويمكن للزيادة الطفيفة عن هذا القدر أن تؤدي إلى مستوى مماثل من الفائدة على العافية. أما المبالغة في التمرين بشكل يومي فقد يكون لها أثر عكسي في نقطة معينة.
  • من المهم قياس ومتابعة نشاطك البدني بالطريقة التي تناسبك. البعض يفضل مقياس الخطوات، بينما يفضل آخرون استخدام مقياس الوقت. المهم تحديد النشاط أو الأنشطة الأنسب لطبيعة عملك وتفضيلاتك الشخصية ودوافعك، بما يضمن أن تحظى بفرصة للالتزام بذلك قدر الإمكان خلال الأسبوع.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ماذا يحدث لجسمك عندما تتوقف عن الرياضة؟

ماذا يقول العلم عن حاجتنا اليومية من التمارين الرياضية؟

تعرّف إلى أهمّ 5 عادات صحية تزيد عمرك عقدًا من الزمن!