17-أكتوبر-2021

لتطبيق تيك توك آثار خطيرة على المراهقين والمراهقات (Getty)

يتحدث الأطباء في دول مختلفة حول العالم عن ارتفاعٍ في حالات التشنّج اللاإرادي بين الفتيات، مع توقعات بأن يكون القلق والاكتئاب، وتيك توك، عوامل مسؤولة عن ذلك.

ارتفع عدد حالات التشنّج اللاإرادي بين الفتيات بنحو ضعف أو أكثر في عدد من دول العالم، من بينها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا 

فقد سجّل الأطباء ومراكز الرعاية الصحية ارتفاعًا محيرًا في أعداد المراجعين من أولياء الأمور والفتيات المراهقات، اللواتي يتحدثن عن معاناة بسبب التعرض لحالات متكررة من التشنّج اللاإرادي، وذلك وفق تقرير مطوّل نشر على صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية. وقد تابع عدد من الخبراء والمختصين هذه الظاهرة، ليتبين لهم بعد عدد من الدراسات بأن الفتيات كنّ يشاهدن باستمرار مقاطع فيديو على تيك توك لأشخاص يقولون إنهم يعانون من "متلازمة توريت".

تعريفات أوليّة

- ما هو التشنّج اللاإرادي؟

التشنّج اللاإرادي، المعروف أيضًا باسم "النفضة"، هي حالة بحسب ويكيبيديا، تتمثل في ظهور "حركة مفاجئة متكررة وغير إيقاعية ونمطية في عضلات الجسد، ويعرف هذا الاضطراب بالإنجليزية باسم (Tics). يمكن أن تحدث حالة اضطراب "النفضة" أو "العترة" لدى الأطفال من سن خمس سنوات وحتى سنّ المراهقة، وتختفي بصورة تلقائية بعد مرحلة المراهقة، إلا أنها يمكن أن تتحول إلى حالة مزعجة ومزمنة تتطلب متابعة الطبيب المختص.

ما هي متلازمة توريت؟

متلازمة توريت (Tourette Syndrome)، هي خلل عصبي وراثي يظهر لدى الأطفال في سنّ مبكرة، ويؤدي إلى حركات عصبية لاإرادية متزامنة مع أصوات متكررة. وتصنف متلازمة توريت ضمن مجموعة الاضطرابات التشنجية اللاإرادية، ولا يعرف لها سبب محدّد بدقّة، باستثناء احتمال أن يكون ناجمًا على الأغلب عن عوامل جينية وبيئية، ويصيب الأولاد أكثر من الفتيات.

ظاهرة في أربع دول، والعامل المشترك: تيك توك

تفاجأ الأطباء المختصون في مجال اضطرابات الحركة من عدد الفتيات اللواتي راجعن العيادات بسبب المعاناة من التشنجات اللاإرادية، خاصة أن ذلك نادرًا ما يصيب الفتيات تحديدًا، وبدا واضحًا أن ثمة طارئًا جديدًا قد أدى إلى ارتفاع هذه الحالات في وقت واحد. وقد درس الباحثون الحالات التي تم تسجيلها في الولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا، والمملكة المتحدة، وتبين أن ثمة عنصرًا مشتركًا بين جميع أولئك الفتيات: تيك توك.

اقرأ/ي أيضًا: مترجَم: كيف يسهّل "تيك توك" وصول الأطفال إلى عالم الجنس والمخدّرات؟

ووفق الدراسات القليلة المنشورة في مجلات عملية متخصصة، فإن الأطباء قد لاحظوا أن الفتيات يتابعن مقاطع فيديو على تيك توك لمؤثرين يقولون إنهم يعانون من "متلازمة توريت"، وهي اضطراب عصبي يسبب تشنجات متكررة مترافقة أحيانًا مع أصوات غير إرادية من المريض.

وعلى الرغم من عدم توفر بيانات شاملة على المستوى الوطني أو الدولي حول الظاهرة، إلا أن صحيفة وول ستريت جورنال قد كشفت عن ارتفاع عدد الحالات بين الفتيات المصابات بالتشنج اللاإرادي بحوالي 10 أضعاف في الآونة الأخيرة، خاصة مقارنة بالفترة التي سبقت جائحة كوفيد-19. وبحسب الصحيفة، فإن عدد الحالات قبل الجائحة لم يتجاوز حالة أو حالتين على الأكثر شهريًا، أما حاليًا فيصل الرقم إلى 20 حالة.

وقد لاحظ الأطباء تشابهًا في بعض الانفعالات لدى الفتيات، ومن أبرزها كان تكرار كلمة "Beans" بشكل مفاجئ وغير إرادي بينهنّ، ليتبين لاحقًا أنّها كلمة تصدر كذلك بشكل غير إرادي من أحد المؤثرين على تيك تك، والذي يدعي أنه مصاب بمتلازمة "توريت". إلا أن الأطباء أفادوا بأن ما يحصل غير مرتبط بهذه المتلازمة، وإنما باضطراب حركي وظيفي.

تقرير وول ستريت جورنال الأمريكية

كما أوضح الأطباء الذين تحدثوا إلى وول ستريت جورنال إن العديد من الفتيات اليافعات اللواتي عانين من هذه الحالة، عانين من قبل من اضطرابات تتعلق بالقلق أو الاكتئاب، وهي اضطرابات نفسية تفاقمت بسبب الجائحة. ويبدو أن الطين قد ازداد بلّة بسبب منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة تيك توك وإنستغرام الأكثر شيوعًا بين المراهقين والمراهقات.

وقال الأطباء إنه من غير الممكن أن تنشأ هذه الاضطرابات التشنجية لدى الأطفال جراء مشاهدة مقطع واحد أو مقطعين من تلك الفيديوهات التي يظهر بها مؤثرون يعانون من حالات مشابهة، إلا أن خوارزميات المنصّة يبدو أنّها تسهّل وصول المراهقين إلى ذلك النوع من المحتوى في حال تسجيل اهتمام به من قبلهم، حيث يتم عرض المزيد من الفيديوهات لهم في حال شاهدوا مقطعًا واحدًا حتى نهايته أو كرروا مشاهدة أجزاء منه.

اقرأ/ي أيضًا: تقرير سرّي من فيسبوك يكشف أثر "إنستغرام" الخطير على المراهقات

ويؤكّد الخبراء على أن هذه الحالات غير مستعصية ويمكن علاجها في معظم الأحيان، إلا أنّهم يوصون بالحدّ من استخدام الهواتف والولوج إلى منصات التواصل الاجتماعي، وضرورة متابعة أولياء الأمور لطبيعة المحتوى الذي يستهلكه أطفالهم عليها. وأكدت وول ستريت جورنال على ضرورة أن يراجع الآباء والأمهات الطبيب المختص في حال ظهرت أعراض لتلك التشنجات على الفتيات، ولاسيما في حال أثر ذلك على طبيعة نشاطهم اليومي وتفاعلهم مع الآخرين.

يؤكّد الخبراء على أن هذه الحالات غير مستعصية ويمكن علاجها في معظم الأحيان، إلا أنّهم يوصون بالحدّ من استخدام الهواتف والولوج إلى منصات التواصل الاجتماعي

وكان تقرير سابق لصحيفة وول ستريت جورنال قد كشف مؤخرًا عن أثر تطبيق تيك توك على المراهقين، وتسهيل وصولهم إلى محتوى الجنس العنيف والمخدّرات، حتى لو كان المستخدم دون 15 عامًا من العمر، وذلك عبر خوارزميات التطبيق التي تجعل وصول الأطفال إلى عالم الجنس والمخدّرات أسهل. كما كشفت تقارير أخرى عن أثر إنستغرام الخطير على المراهقات، حيث يتسبب نوع المحتوى الذي يتعرضن إليها بالتأثير على تقديرهنّ لأجسادهنّ وطبيعتها، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات إصابتهن بالقلق والاكتئاب، وتزايد الرغبة لديهنّ بالانزواء أو حتى الانتحار. 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تقرير سرّي من فيسبوك يكشف أثر "إنستغرام" الخطير على المراهقات

مترجَم: كيف يسهّل "تيك توك" وصول الأطفال إلى عالم الجنس والمخدّرات؟