13-مارس-2019

يحتاج الرجل إلى متوسط ألفي سعرة حرارية يوميًا (The961)

تعرف المائدة اللبنانية تنوعًا في أطعمتها ما بين الخضار والزيوت والحبوب، بتنوع قيمتها الغذائية، ما قد يعطي انطباعًا أولًا بصحة المائدة اللبنانية على كل حال.

بالإضافة للعديد من عوامل القياس، يمكن تحديد متوسط 1500 سعرة حرارية للمرأة وألفي سعرة حرارية للرجل، مطلوبة يوميًا 

لكن وإن كانت المائدة اللبنانية التقليدية غنية بالقيمة الغذائية المتنوعة، لكن كل شيئ يتغير بمرور الزمن للعديد من الأسباب، التدهور الاقتصادي والبحث الدائم عن العمل من أجل لقمة العيش، جزء منها.

اقرأ/ي أيضًا: الدليل الأبسط لكيفية حساب السعرات الحرارية كل يوم

وتقوم صحة الإنسان أساسًا على التغذية الصحية. وهنا نطرح سؤالًا حول ما إذا كانت المائدة اللبنانية صحية أم لا؟ وما هي الأمراض الناجمة عن سوء التغذية؟

السعرات الحرارية لكل فرد

من أجل تقرير السعرات الحرارية المناسبة لكل فرد، هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار، مثل الفئة العمرية ومعدل النشاط الحركي، وقدرة الجسد على الحرق، وكذا طبيعة الجسد في حال كان متأرجحًا باستمرار بين النحافة والسمنة، أو شبه مستقر.

تحدث "ألترا صوت" مع رين خاطر، الخبيرة في التغذية على مدار عشر سنوات، فقالت إنه من أجل تحديد كمية السعرات الحرارية، لابد من قياس نسبة الدهون بواسطة "Fat test"، وتكون بمثابة مؤشر مهم وفعال. 

وعلى كل حال، فكما أشارت خاطر يمكن تحديد متوسط 1500 سعرة حرارية للمرأة وألفي سعرة حرارية للرجل، مطلوبة يوميًا. وإن كان ذلك المتوسط لا يمكن معه إهمال العوامل سابقة الذكر في تقرير السعرات المناسبة لكل فرد يوميًا.

ووفقًا لخاطر فإن المواطن اللبناني يأخذ سعرات حرارية أقل من المطلوب والتأثيرات الصحية لذلك تبقى مرهونة بالفرد بشكل شخصي ومرتبطة بالتاريخ الصحي للمواطن وبالتفاعلات الجسمانية المختلفة.

وتذكر أن التأثيرات الصحية للحمية القاسية، قد تكون مضرة بالصحة، ويجب التعامل مع الجسد لناحية النحافة من خلال تخفيض 500 وحدة حرارية في اليوم فقط، وهكذا يمكن أن ننحف بمعدل نصف كيلو إلى كيلو في الأسبوع الواحد وبذلك نخسر الدهون دون خسارة العضل والمياه في الجسم وبالتالي تكون عملية صحية.

ماالعلاقة بين الوضع النفسي والتغذية؟

تلعب العادات الاجتماعية دورًا مهمًا في التغذية وزيادة الشراهة، فاللبنانيون معروفون بتجمعاتهم أيام الأحاد وتجهيز موائد الطعام العائلية المتنوعة والعامرة بالأصناف والحلويات والفواكه.

التغذية
يرتبط الأكل عند البعض بعواطفهم وحالتهم النفسية

تلعب تغيرات العصر الراهن دورها في التأثير على صحة الإنسان ونمطه الغذائي، فبحسب رين خاطر فإن الرجال والنساء معرضون في الوقت الراهن لزيادة أوزانهم بسبب تغيرات في أنماط الشغل والوظيفة، وظهور وظائف المكاتب التي لا تستدعي حركة. السرعة التي هي أبرز سمات العصر الحالي، لها أيضًا دورها المباشر على اتساع نطاق الإصابة بأمراض السمنة، بسبب الوجبات السريعة.

كذلك فإن مجمل الحالة النفسية لها تأثير على النمط الغذائي، فبحسب خاطر فإن هناك أشخاص يأكلون بكثرة حين يغضبون، أو نتيجة للملل أو نتيجة للفرح. والبعض يتوقف عن الأكل بفعل عوامل نفسية مختلفة، و"هؤلاء نطلق عليهم لقب الأكَلَة العاطفيون (Emotional eaters)"، على حد قولها. 

"لذلك فإن الوضع النفسي وعلاقته بالأكل له أهمية عالية"، تؤكد خاطر، مستطردة: "على سبيل المثال هناك من يرتاد العياة ولديه معرفة بما يجب أكله ولكن يطلب من اختصاصية التغذية متابعته خطوة بخطوة من أجل ضمان تنفيذ الخطة. وكذلك فهناك إختلافات بين الشعوب فليس لدينا أرصفة مجهزة للمشي وركوب الدراجات الهوائية وممارسة غيرها من الرياضات والأنشطة الجسمانية بشكل مستمر".

هل يطلب المواطن اللبناني استشارة حول التغذية؟

ربما زاد في السنوات الأخيرة اهتمام الناس بالقراءة ومطالعة ما يخص التغذية الصحية، لكن ارتياد عيادات التغذية للمتابعة مع الخبراء والاختصاصيين هو أمر موسمي في لبنان، يرتبط عادة بفصل الصيف لأسباب تتعلق بالمنظر العام اجتماعيًا.

ولكلفة عياداة التغذية دور في تحديد ارتياد المواطن لها والمتابعة المستمرة مع اختصاصييها، إذ تتراوح تكلفة الاستشارة ما بين 35 و100 دولار أمريكي، ولا تدخل هذه العيادات ضمن الضمان الاجتماعي أو حتى التأمينات الخاصة، باعتبارها من الرفاهيات!

ماذا تقول الدراسات حول التغذية؟

أشارت دراسة نشرت في موقع المكتبة الوطنية للدواء والصحة بالولايات المتحدة، عام 2011، إلى أن التغير الحاصل على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، وتغير نمط الحياة وعادات الأكل وقلة العناصر الغذائية في العالم العربي؛ أدى إلى تفاقم الامراض الناجمة عن سوء التغذية، وفي طليعتها أمراض القلب وهشاشة العظام والسرطانات والسكري والبدانة.

وبطبيعة الحال، تختلف النسب باختلاف البلدان وأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والبيئة وخطط الأمن الغذائي والخطط الزراعية وتأمين المياه الصحية وخطط الصرف الصحي الملائمة الموضوعة من جانب الحكومات.

الوجبات السريعة
أظهرت دراسة وجود تحول لدى العرب إلى استهلاك نسب أعلى من الوجبات السريعة

وتشير نتائج الدراسة التي أجريت على 2048 مواطن لبناني من الكبار إلى وجود تنوع شديد في مأكولاتهم ودخول عادات الأكل الغربية ومنها البيتزا والمعجنات والشطائر الجاهزة والبطاطا المقلية واللحوم والدجاج والمايونيز والبوظة والحلويات والحبوب والخضار والبيض والزيوت والخبز وغيرها.

وفي دراسة أخرى حول مؤشر استدامة الغذاء، نشرها موقع باريلا للطعام والتغذية عام 2017، أظهرت وجود تحول لدى الشعوب العربية إلى استهلاك نسب أعلى من الوجبات السريعة، والتي لا تحتوي عادة على نسب كافية من الألياف، ما ينتج زيادة في معدلات السمنة والإصابة بالأمراض المرتبطة بها.

وأشارت الدراسة إلى أن الازدياد المضطرد لأعداد السكان وارتفاع تجمع الشعوب في المدن، مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والتغيرات المناخية وشح المياه، كلها تشكل تحديات أمام تلبية الغذاء الكافي للشعوب العربية وتحقيق الإشباع المطلوب.

مجمل الحالة النفسية لها تأثير على النمط الغذائي، فهناك ما يعرف بـ"الأَكَلة العاطفيون" أي الذين يتربط الأكل عندهم بمشاعرهم وحالتهم النفسية 

وأشارت دراسة ألقيت في الجامعة اللبنانية الأميركية عام 2018، إلى أن "45% من الوفيات في لبنان جاء نتيجة أمراض القلب"، معتبرة أن التغذية من أحد أهم العوامل المؤثرة في ذلك بسبب ارتفاع نسبة استهلاك السكر والملح والدهون.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الصحة في لبنان.. أوبئة الفساد والطبابة الغائبة

الصحة في مصر.. مائدة فقيرة على ضفاف الموت