27-يناير-2017

يرتدي المغاربة أزياء خاصة في فصل الشتاء لمواجهة البرد (Trover)

يحتل فصل الشتاء مكانة خاصة عند المغاربة، تتهاطل فيه الأمطار بكثرة وتتساقط فيه الثلوج أيضًا بكثافة، لتبدأ رحلة المغاربة في مجابهة قسوة البرد، طيلة فصل الشتاء. وهم يشبهون البرد عادة بـ"العدو"، حيث تنخفض درجة الحرارة، لتصل أحيانًا في بعض المناطق إلى "ناقص صفر"، وبمجرد إحساسهم بشدة البرد، يرددون مثلًا شعبيًا معروفًا معناه: "استعد للبرد كما تستعد لعدوك". ومن بين الوسائل التي يتخذها المغاربة سلاحًا لهم للدفاع عن أنفسهم ضد شدة البرد، ارتداء بعض الألبسة التقليدية، وعلى رأسها "الجلباب".

إذ يعتقد المغاربة أن الجلاليب التقليدية أكثر تأثيرًا في حمايتهم من برودة الطقس، لا سيما التي تحتوي الصوف كما مادة أساسية في تكوينها، فهذا النوع من اللباس يعرف إقبالًا متزايدًا عند المغاربة خلال فصل الشتاء، يقي الجسم كله من البرد، ويوفر أيضًا حماية للرأس والأذنين، من خلال الغطاء الملتصق بالجلباب.  

يواجه المغاربة البرد بطقوس خاصة منها ألبسة شتوية مميزة وأطعمة يتناولونها تزيد من حرارة أجسامهم

يرتدي شباب أو شيوخ الجلباب التقليدي، بالرغم من ارتدائهم أحيانًا معاطف عصرية، إلا أن الجلباب يبقى المفضل عندهم خلال فصل الشتاء. من دون أن ننسى "القشابة" وهي نوع آخر شبيه بـ"الجلباب"، إلا أنها قصيرة الطول،  بيضاء اللون، ولا تتوفر على أكمام، يرتديها المغاربة في المناطق الشمالية، وتمتاز بالمرونة والخفة مقارنة بالجلباب، وتتكون أيضًا من "الصوف".

ومن بين وسائل التدفئة عند المغاربة أيضًا، الإقبال على الأطعمة الشعبية، إذ تحميهم من قسوة البرد بالإضافة إلى ما تحتويه من فوائد غذائية هامة. أول هذه الأطعمة "البيصارة" بالفول، يتناولها المغاربة بكثرة، خلال فصل الشتاء، خصوصًا في المناطق الجبلية التي تعرف انخفاضًا شديدًا في درجة الحرارة.

اقرأ/ي أيضًا: أسماء أمازيغية ممنوعة في المغرب!

يقول حسن، بائع "البيصارة"، لـ"ألترا صوت": "لا أبالغ إن قلت إن المغاربة يعشقون هذه الوجبة خلال فصل الشتاء، فهي اقتصادية وسهلة التحضير، هي عبارة عن فول مجفف، من النوع البلدي، تتم إزالة القشرة عنه، ليتم طهوه في الماء مع بعض التوابل مثل الكمون وزيت الزيتون البلدي، وتقدم ساخنة مع خبز الشعير أو القمح". ويتناول هذه الوجبة الشعبية الكبار والصغار، لها فوائد غذائية مهمة، إلا أن أخصائي التغذية، يحثون المغاربة على تناولها خلال فصل الصيف أيضًا، لما تتمتع به من قيمة غذائية عالية، عوض تناولها خلال فصل الشتاء فقط، لكن يبدو أنه لا أحد سيقنع المغاربة أن "البيصارة" أو "البيصر" لا تتناول فقط في فصل الشتاء.

الحلزون من الأكلات المفضلة عند المغاربة خلال فصل الشتاء

أكلة شعبية أخرى، يقبلون عليها المغاربة، وتسمى "الببوش" أو "غولال" أو "الحلزون"، قد يستغرب البعض من أكل هذا الحيوان الصغير، إلا أن هذه الأكلة هي المفضلة عند المغاربة خلال فصل الشتاء، وتعتبر من بين أسلحتهم للتدفئة ومقاومة البرد القارس.

ويسعى الكثيرون من فقراء المغرب إلى تناول صحن الحلزون، كمكمل من أجل حمايتهم من "البرد"، ووقايتهم من الأمراض أيضًا، مثل الزكام. وهذا الصحن يعرف إقبالاً متزايدًا خلال انخفاض درجة الحرارة والتي يسميها المغاربة بـ "الليالي". يتكون هذا الصحن من بهارات وأعشاب خاصة، وطريقة تناوله تتم بشرب المرق، الذي يحتوي على البهارات وأكل لحم الحلزون، لما فيها من فوائد وقيمة غذائية تساعدهم على التدفئة.

ويقاوم المغاربة برودة الجو في فصل الشتاء، بوجبة شعبية أخرى وهي الفول المنكوب، والذي يعد من ألذ الوجبات الشتوية، ويتم طهيه عقب تركه ليلة كاملة في المياه، ثم يطهى وتضاف له التوابل وزيت الزيتون والحار ويزين بالليمون وصلصة الطماطم. وبعيدًا عن الطعام يلجأ المغاربة إلى طرق أخرى للتدفئة، فالبعض يقتني "سخانات" تساعدهم على مقاومة البرد، والبعض يستعمل "المجمر"/"الكانون"، إذ يلقون عليه بعضًا من الفحم الحجري. وتبقى هذه الوسيلة المفضلة عند ساكنة المناطق الجبلية، التي تعرف تساقط الثلوج، لكن أحيانًا هذه الوسائل قد تكون سامة ومميتة، خصوصًا عند استنشاق ثاني أوكسيد الكربون، ليكون قاتلًا في بعض الأحيان.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

المغرب يمنع تسويق "البرقع".. هل حان دور النقاب؟

تغييرات على مادة "التربية الإسلامية" في المغرب؟