يعتبر الاضطراب الوجداني ثنائي القطب واحدًا من الأمراض النفسية التي يخطئ البعض في تشخيصها فيعتقدونه مرضًا عقليًا، وهو عبارة عن حالة من الاضطراب المزمن التي تصيب الشخص في فترات معينة كما قد يصاحبه حالة من الاكتئاب أو الهوس، وقد يظهر الاضطراب لوحده على المريض أو قد تكون الأعراض مترابطةً أحيانًا، وقد أطلق عيه قديمًا اسم الهوس الاكتئابي.
أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
• يعاني بعض مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من إدمان الكحول أو المخدرات وذلك سيزيد من أعراض وخطورة الاضطراب الوجداني بصورة كبيرة، كما سيزيد من نوبات الاكتئاب والهوس.
• يعاني مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من حالة مزاجية متقلبة ومزعجة في أكثر الأحيان حيث ينقلب مزاج المريض رأساً على عقب دون أي سبب منطقي.
يعاني مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من حالة مزاجية متقلبة حيث ينقلب مزاج المريض رأساً على عقب دون أي سبب منطقي
• يظهر على مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب النشاط الدائم بشكل واضح وملفت للنظر حيث يشعر المريض بحالة من النشاط غير المعتاد تصل لأسابيع وقد تمتد أحياناً إلى شهور.
• يعاني مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من نقص التركيز وعدم القدرة على اتخاذ القرارات السليمة، ما قد يسبب العديد من المشاكل لمن حولهم، كما قد يرتكب المريض حماقات عاطفية أو أخلاقية لا تعتبر من صفاته الاعتيادية ويمكننا القول إن المريض هنا غير مسؤول مسؤولية تامة عن تصرفاته.
اقرأ/ي أيضًا: 5 أغذية تحسّن صحتك العقلية ومزاجك
• قد يصاحب مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب حالة من الاكتئاب أحياناً وقد يمر في فترات متناوبة من النشاط والاكتئاب.
• غالباً ما يشعر مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب بالتهميش وانعدام القيمة كما سيشعر أحياناً بالذنب.
• يرفض مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب المساعدة ويصعب إقناعه بضرورة العلاج غالباً، لكن قد يقتنع بمرضه في حال الدخول بنوبات طويلة من الاضطراب ثم يسعى للعلاج.
• يعاني مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من اضطرابات في النوم وربما يفقد القدرة نهائياً على النوم مما يزيد من شعوره بالإرهاق وعدم التركيز، وأحياناً يصل لمرحلة التفكير بالموت بشكل فعلي مما يعرضه أحياناً لخطر الانتحار.
النوبات التي تصيب مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
لا تعتبر النوبات التي يتعرض لها مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب متطابقة في جميع الحالات فقد تظهر النوبات بعدة اشكال هي:
• نوبات تجمع بين الاكتئاب والهوس: تعتبر هذه النوبات الأصعب حيث يتعرض المريض لحالة من الاكتئاب تتبعها مباشرةً حالة من الهوس ونقص التركيز وتكون هذه النوبات مؤلمة للمريض نظراً لهياج العقل وامتلائه بالهلاوس والأوهام التي قد لا تكون جلية للأفراد من حوله كما هو الحال مع مرضى الفصام.
غالباً ما يشعر مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب بالتهميش وانعدام القيمة كما سيشعر أحياناً بالذنب
• نوبات الهوس في مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب: تعتبر حالات الهوس من الحالات التي يصعب ملاحظتها غالباً فالمريض يتعرض لمجموعة من الهلاوس والأفكار التي قد لا يلاحظها البعض وقد يصعب تشخيصها أحياناً، كما أن المريض هنا يكون أقل عرضةً للمشاكل، لذلك قد لا يسعى المريض لأي علاج نفسي إلا في حالة تفاقم الوضع ودخوله في حالة من الاكتئاب.
علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
تبدأ عملية العلاج النفسي لمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب بالتعرف على المرض وتشخيصه بطريقة صحيحة، ثم يتم إعطاء المريض مجموعة من الأدوية التي تعمل على تثبيت المزاج أو مضادات الذهان، كما قد يحتاج المريض لأدوية تخفف الأرق والقلق وقد يلجأ البعض إلى المنومات التي تساعد في حل المشكلة سريعاً.
وفي بعض الأحيان يتناول مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، كما قد تم استعمال أملاح الليثيوم في علاج المرض ثم تم استعمال كاربامازيبان وابيفال كبدائل لليثيوم نظراً لكون آثارها الجانبية أقل من الليثيوم لكن الصعوبة تكمن في التشخيص السريع للمرض والوصول إلى الدواء المناسب، ففي كثير من الأحيان يتم تغيير الدواء أكثر من مرة أو تغيير الجرعات للوصول إلى العلاج المناسب لكل حالة.
اقرأ/ي أيضًا: كيف تساعد مريض الاكتئاب؟
رفض المريض للعلاج
يرفض العديد من مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب التشخيص المرضي وبالتالي لا يلتزمون بالدواء لفترات طويلة، حيث يقطعون العلاج بمجرد عودة مزاجهم لحالته الطبيعية وهذا يسبب لهم انتكاسات أخطر في المرات القادمة؛ إذ أن أدوية الـ الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يجب أن تؤخذ باستمرار وحسب تعليمات الطبيب، وقد يستمر تناولها طيلة العمر أو في أحسن الحالات لمدة أعوام كاملة، فهذا النوع من الأدوية يؤخذ كوقاية من أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب أكثر من أن يكون معالجاً لحالة الاضطراب نفسها، لكن غالباً ما يرفض المريض الخضوع لواقع المرض فهو غالباً لا يلاحظ الاضطراب الذي يتعرض له، كما لا يقتنع بالاستمرار على الدواء في فترات الركود.
الوقاية من نوبات الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
في البداية علينا أن نتفق أن مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب مريض نفسي لا يشكل خطورةً كبيرةً على الأشخاص حوله أو على نفسه خصوصاً عند التعامل معه بطريقة واعية، إذ يجب دائماً التعرف على العوامل والأعراض التي تسبق نوبات المرض، كما ينصح بعدم تعريض مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب إلى ضغوطات زائدة فقد يؤثر الانفعال الشديد سواءً الغضب أو السرور على تعرض المريض لاضطرابات نفسية، كما يجب إبعاد المريض عن أي أسباب تؤثر على نومه لتجنب تطور نوبات المرض.
مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب مريض نفسي لا يشكل خطورةً كبيرةً على الأشخاص حوله أو على نفسه
من الأشخاص الأكثر عرضة للإضطراب الوجداني ثنائي القطب
لا يمكن تحديد فئة من الأشخاص المعرضين لهذا النوع من الأمراض لكن العديد من التقارير تشير إلى أن العلماء والفنانين والمبدعين أكثر عرضة للتعرض لهذا النوع من الأمراض، كما يعتقد العديد من الأطباء أن أكثر مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب هم من الأشخاص الأذكياء الذين لم يستطيعوا تحقيق أهدافهم في الحياة بصورة صحيحة، لذلك تعرضوا لـ الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وقد يكون السبب للتعرض لهذا المرض وراثياً لا أكثر.
أخيراً نجد أن مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب هو مريض بحاجة لعناية خاصة ووعي كامل للأشخاص من حوله، ويجب دائماً إحاطته بالإهتمام والعناية وتفعيل دوره في المجتمع، كما يجب التعامل معه على أنه شخص سوي فهذا المرض لا يؤثر على قدراته العقلية، لكن يجب الاهتمام دائماً بأدويته ومتابعة علاجة حتى لا يتعرض لنوبات من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
اقرأ/ي أيضًا: