07-أبريل-2016

تلفزيون المنار في الضاحية الجنوبية 2006 (Getty)

قرار إدارة القمر الاصطناعي المصري "نايل سات" بوقف بث قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني، بتاريخ 6 نيسان/أبريل يمكن وصفه بالإيقاف المربك للقناة وحزبها وجمهورها ومحورها، فرغم محاولتهم الرهان على عبد الفتاح السيسي أنه سيأخذ موقفًا محايدًا منهم، ولن يكون جزءًا من هجوم دول الخليج بقيادة السعودية عليهم إلا أن الرهان سقط مع إيقاف المنار.

مع اقتراب زيارة الملك السعودي لمصر يقدم السيسي "قربان" محبة له بمنع بث قناة تعمل منذ سنوات لم يكتشفوا أنها تبث الفتنة والطائفية إلخ.. إلا الآن!

قبل الإيقاف كانوا يكتبون عن زيارة وفد حزب الله للقاهرة للتعزية في محمد حسنين هيكل، وتم تضخيم الزيارة وأنها دليل على حسن العلاقات بين السلطة المصرية والحزب، إلى جانب الدعاية الرنانة من أحد مذيعين المنار (مصري الجنسية) للسيسي والحديث عنه بكل تفخيم وتعظيم، ليحدث عكس ما كانوا يتوقعوه، فمع زيارة الملك السعودي لمصر يقدم السيسي "قربان" محبة له بمنع بث قناة تعمل منذ سنوات لم يكتشفوا أنها تبث الفتنة والطائفية إلخ... إلا الآن!

اقرأ/ي أيضًا: كوميديا أم جنسٌ مبتذل؟

وعلى الرغم أن "المنار" كانت تستضيف الكثير من الشخصيات المصرية، ومنهم حاليًا من هم أعضاء بالسلطة التشريعية، لكن لم يكتب أحد منهم تضامنًا مع القناة أو رفضًا لقرار إيقاف/منع البث.

منذ تصاعد مرحلة الصراع بين "المحاور" بالمنطقة الشرق أوسطية وتنتشر التهم والتصنيفات الباطلة، إذا كتبت كلامًا لا يعجب أحدهم فأنت بالتأكيد "بترودولاري" الهوى، أو تعمل لخدمة مشاريع هيمنة، فالجميع يحتكر الصكوك (العروبة/ الوطنية/ الإسلامية/ المقاومة، وكذا الثورية)، لكن ما هو أبعد من إيقاف المنار، أن ثقافة الحجب والحظر والمنع فاشلة ولا يمكن السكوت عنها، فالحكومات ليست وصية والجماهير ليست من فاقدي الأهلية، وفي ظل أزمات متعددة تتعرض لها المؤسسات الإعلامية، يجب أن تستعد دائمًا ببدائل لمواجهة أي قرار حظر أو مصادرة.

اقرأ/ي أيضًا: تونس.. تشكيك ودعوات للتحقيق في "وثائق بنما"

وفي النهاية لجمهور محور "المنار" وغيرها، صنعوا لك التدجيل والتضليل كثيرًا، عندما استضافت قنواتكم شخصيات لا أصل لها ولا وفاء وقدمتها لكم كمقاومين أحرار وهم ليسوا إلا ماهم عليه بيادق لا أكثر، وعندما كانوا "يستأجرون" من يرتدي زي الأزهر ويعطونه المال ويسفروه إلى لبنان ثم إيران، لاستخدامه وتوظيفه لتصدير الوهم لكم من خلال أنهم يمتلكون الحلفاء والمحبين في كل مكان، بالتأكيد لا أنكر أن لكم حلفاء، لكن أقصد هذه النوعية بالتحديد، خدعوكم في أبسط التفاصيل من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر، عندما يظهروا لكم مذيعة بالحجاب، وما يسمى بالزي الإسلامي وهي في الواقع لا ترتدي هذا الزي إلا أمام الكاميرات فقط، إلى جانب شخصيات كانت تعمل بقنوات وافقت أن تكون مجرد ببغاءات تدافع عن أنظمة وشخصيات، هي أصلًا لا تعترف بمشروعيتها لكن لأجل المال يهون كل شيء! 

إذا كتبت كلامًا لا يعجب أحدهم فأنت بالتأكيد "بترودولاري" الهوى

لعل ما كتبه أحد منتجي قناة من هذا المحور سابقًا: "يسجل للسعوديين أنهم دعموا الإعلام أكثر من الإيرانيين بكثير، الإيراني يريد بناء إمبراطورية بالبلاش، الإيراني بخيل"، لم يكن مستغربًا بالنسبة لي، بل إنه يبتعد عن الكلمات الزائفة التي يتم التستر بها دائما عن حقيقة مضمون ما يريد البعض إعلانه بصراحة.

من الواضح أيضًا أن جميع "المحاور" الآن تدفع ثمن وتحصد ثمار التحالفات والتعاملات المتناقضة والمزدوجة، والمواقف غير الحاسمة والمبنية على أرضية صلبة، ومحاولة بعض حلفائهم اللعب على كل الحبال!

اقرأ/ي أيضًا:

"كذبة لبنان".. ومنارة الحرّيات السعودية!

تونس.. حملة إلكترونية ضد الشروط المعقدة للزواج