عادت تسريبات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى واجهة وسائل الإعلام الإسرائيلية، وذلك بعد التقارير كشفت منتصف الأسبوع الجاري عن مقترح مصري جديد لوقف إطلاق النار في غزة، شبيه بالاتفاق الذي أنهى العدوان الإسرائيلي على لبنان الأسبوع الماضي، وذلك وسط ضغوط تمارسها الولايات المتحدة عبر إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وخلفه دونالد ترامب، يطلبان فيها إنجاز الاتفاق قبل 20 كانون الثاني/يناير المقبل.
ووفقًا لتسريبات صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نُشرت، اليوم الخميس، فإنه "تجري حاليًا محادثات سرية حول صفقة تبادل أسرى تشمل أيضًا وقف إطلاق نار في غزة"، ولفتت الصحيفة إلى أن "المحادثات في هذه المرحلة تتعلق بمقترح مصري جديد"، والذي جاء بعد الاجتماعات التي استضافتها القاهرة بين ممثلين عن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" والسلطة الفلسطينية بشأن التهدئة في غزة، وإدارة القطاع بشكل مشترك بينهما.
وعلى الرغم من رفض مسؤول كبير في القاهرة، لم تسمه، الكشف عن "الخطوط العريضة" للمقترح، إلا أنه أوضح للصحيفة الإسرائيلية أن الخطة الجديدة تتضمن "وقفًا تدريجيًا للقتال في غزة مع انسحاب إسرائيل من معبر رفح"، وأضاف أن المقترح يشمل أيضًا "وقف إطلاق نار مؤقت لنحو 60 يومًا تحتفظ إسرائيل خلاله بوجود عسكري في القطاع، وبعد حوالى أسبوع تبدأ عملية إعادة المحتجزين الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة".
تتعلق المحادثات في هذه المرحلة بمقترح مصري جديد، والذي جاء بعد الاجتماعات التي استضافتها القاهرة بين ممثلين عن حماس والسلطة الفلسطينية
وفي مقابل ذلك، سيتم إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية بموجب آلية يتفق عليها الطرفان، كما يشمل المقترح "إمكانية عودة المهجرين الفلسطينيين إلى شمال القطاع"، وبحسب "يديعوت أحرنوت"، فإنه "من المتوقع أن ينتقل معبر رفح إلى إدارة السلطة الفلسطينية وإشرافها".
وقال المسؤول المصري الكبير للصحيفة إنه "سيتم إنشاء لجنة إدارة مشتركة من الضفة الغربية وقطاع غزة تضم حوالى 10-15 تكنوقراط سياسيين فلسطينيين مستقلين، موضحًا أن هذه اللجنة ستعمل تحت إشراف ممثلين أميركيين، ولافتًا إلى الأيام الـ60 الأولى للاتفاق ستكون بمثابة "أيام اختبار" للطرفين، وفي حال صمدت الخطة سيكون ذلك "نهاية الصراع بين الطرفين"، مشيرًا إلى أن "حماس تظهر نهجًا إيجابيًا"، وأنه تم إطلاع بايدن وترامب على تفاصيل الخطة الجديدة.
منظمة العفو الدولية: إسرائيل ارتكبت ثلاثة أنماط لـ"الإبادة الجماعية" في غزة.
اقرأ أكثر: https://t.co/CDRZy9ZqVA pic.twitter.com/bHvSjzj8Rn— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 5, 2024
من جانبها، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية في تسريباتها لبنود المقترح الجديد إن القاهرة اقترت "زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية الداخلة إلى قطاع غزة، لتصل إلى حوالى 350 شاحنة يوميًا"، مضيفة أنه من المتوقع أن يقترح المصريون صيغة جديدة لانتشار جيش الاحتلال في محوري نتساريم وفيلادلفيا.
أما موقع "واللا" الإسرائيلي، فقد أشار إلى أن المقترح الجديد أظهر استعداد حكومة الاحتلال للموافقة على وقف إطلاق النار لمدة تتراوح ما بين 42 و60 يومًا، على أن يتضمن إطلاق سراح جميع النساء المحتجزات اللواتي ما زلن على قيد الحياة لدى حماس، بالإضافة إلى جميع الرجال الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا، والمحتجزين الذين يعانون من أمراض خطيرة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية، لم تسمها، قولها إن "الاتصالات للدفع بصفقة الرهائن (المحتجزين) ووقف إطلاق النار في غزة جادّة ومتقدمة"، وأضافت المصادر أن "وفدًا إسرائيليًا مفاوضًا سيغادر إلى القاهرة الأسبوع المقبل، لكن ذلك منوط برد حماس على الاقتراح المصري"، وتابعت المصادر مشيرة إلى أن "الجزء الرئيسي من جلسة المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) اليوم (الخميس) سيتناول مفاوضات إطلاق سراح المختطفين والصفقة الجديدة المطروحة على الطاولة من مصر"، بحسب وكالة "الأناضول".