ألترا صوت - فريق التحرير
أفادت وكالة رويترز عن لجوء الصحفي مارتن بشير في قناة بي بي سي إلى الخداع من أجل تأمين مقابلة صحفية مع الأميرة ديانا عام 1995، حين كشفت الأميرة الراحلة عن تفاصيل حميمة عن زواجها الفاشل من الأمير تشارلز، وفق تحقيق بدأته القناة برئاسة القاضي السابق جون دايسون في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد مزاعم من تشارلز سبنسر شقيق ديانا بأنه تعرض للخداع لتقديمها للصحفي مارتن بشير. ووجد تقرير القاضي دايسون أن الصحفي بشير، والذي كان آنذاك يعمل كمراسل مبتدئ غير معروف، قد عرض بيانات مصرفية مزيفة على سبنسر شقيق الأميرة ديانا، وتشير البيانات إلى أنها كانت تتعرض للتنصت من قبل أجهزة الأمن وأن إثنان من كبار مساعديها كانا يتقاضيان رواتب لتقديم معلومات عنها.
خلصت نتائج التحقيق في ظروف مقابلة الصحفي مارتن بشير مع الأميرة ديانا إلى أنه استخدم الخداع والتزوير كي يتم المقابلة، الأمر الذي استدعى اعتذار هيئة الإذاعة البريطانية - بي بي سي
وقال سبنسر بأن السيد البشير خدعه وحفزه على ترتيب لقاء مع الأميرة ديانا "السيد البشير تصرف بشكل غير لائق وخرق بشكل خطير إرشادات وقيم ومعايير أخلاق المهنة المنصوص عليها في مهنة الصحافة لعام 1993 بشأن التعامل الشفاف والنزيه"، وأضاف "لم تكن الأميرة تعرف بمن تثق" بحسب ما نقلت شبكة يو أس نيوز.
اقرأ/ي أيضًا: انشغال عبر السوشيال ميديا في لبنان بأحداث "الانتخابات السورية"
وأشار تحقيق القاضي دايسون بعد نشره إلى أن بشير كذب مرارًا على رؤساءه بشأن كيفية إجراء المقابلة، وأضاف "بسلوكه المخادع نجح بشير في هندسة الاجتماع الذي أدى إلى المقابلة". وجاء في التحقيق أيضًا "فشلت هيئة الإذاعة البريطانية في الوفاء بالمعايير العالية للنزاهة والشفافية التي تعتبر السمة المميزة لها"، حيث فشل مديرو بي بي سي في التدقيق في رواية بشير للأحداث بشكل صحيح حول كيفية قيامه بتأمين المقابلة. وقد زجت هذه المقابلة بالصحفي مارتن بشير إلى دائرة الضوء حيث استمر في إجراء مقابلات رفيعة المستوى مع مشاهير آخرين، لا سيما المغني الأمريكي الراحل مايكل جاكسون، بحسب ما جاء في تقرير ذا سيدني مورنينغ هيرالد.
كما تجدر الإشارة إلى أن قناة بي بي سي قدمت اعتذارًا إلى الأمير ويليام نجل ديانا. وقال المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، تيم دايفي "بينما لا تستطيع بي بي سي إعادة عقارب الساعة إلى الوراء بعد ربع قرن، يمكننا تقديم اعتذار كامل وغير مشروط". كما أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية أن بشير سيترك وظيفته الحالية كمحرر للشؤون الدينية في القناة الممولة من القطاع العام بسبب اعتلال صحته وخضوعه لعمليات جراحية في المستشفى. وكذلك أعلنت بي بي سي بأن هناك إخفاقات واضحة وبأنها ستعيد الجوائز التي فاز بها البرنامج.
ويذكر أن بشير اعتذر عن التصريحات المزيفة، لكنه قال بأنه لا يعتقد أن أدلته المزيفة دفعت ديانا لإجراء المقابلة، بحسب ما جاء في تقرير لموقع INSIDER. وقد تضمن تقرير دايسون مذكرة مكتوبة بخط اليد من ديانا بعد شهر من المقابلة قالت فيها إنها لا تشعر بالندم، وبأن بشير لم يطلعها على أي معلومات لم تكن على علم بها من قبل.
وخلال مقابلة بانوراما، التي شاهدها أكثر من 20 مليون مشاهد في بريطانيا، صدمت ديانا الأمة والعالم باعترافها بعلاقة غرامية ومشاركتها تفاصيل زواجها من وريث العرش الأمير تشارلز. وقالت "كان هناك ثلاثة منا في هذا الزواج، لذلك كان مزدحمًا بعض الشيء" في إشارة إلى زوجها الأمير تشارلز الذي أعاد إحياء علاقته بكاميلا باركر بولز، زوجته الثانية الآن. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعلق فيها ديانا علنًا على زواجها.
فيما أثار التحقيق شهية وسائل الإعلام البريطانية حيث غطت عدة صحف تفاصيل القضية، ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير، من بين تقارير عديدة حول الأمر، بعنوان "مارتن بشير يستقيل من بي بي سي قبل نشر تقرير تحقيق مقابلة مع ديانا" وأوردت فيه تفاصيل عملية التزوير التي مارسها بشير، وجاء في التقرير "بعد ضغوط من عائلة ديانا، كلف المدير العام لبي بي سي، تيم ديفي، بإجراء تحقيق مستقل للنظر في كيفية إقناع بشير للعائلة بالتحدث أمام الكاميرا عن زواجها، وما إذا كان بشير قد لجأ لوثائق مزورة لكسب ثقة الأسرة. انتهى هذا التحقيق الأن وتم إرسال التقرير إلى هيئة الإذاعة البريطانية للنشر".
أما صحيفة الإندبندنت البريطانية فقد نشرت عدة تقارير أولها بعنوان "الأميرة ديانا: النتائج الرئيسية للتقرير حول كيفية تأمين مارتن بشير للمقابلة"، ووصفت النتائج بأنها "قنبلة متفجرة" وتابعت عرض تفاصيل الرواية كما جاء في تحقيق القاضي دايسون. وجاء تقريرها الثاني تحت عنوان "الأميرة ديانا: لماذا يتم التحقيق في مقابلة مارتن بشير المثيرة للجدل؟". أما صحيفة النيويورك تايمز فعنونت تقريرها كالتالي "مارتن بشير يغادر بي بي سي وسط تحقيق في مقابلته مع الأميرة ديانا". بينما جاء في تقرير الدايلي مايل البريطانية العنوان الآتي "أفاد مارتن بشير أن الأميرة ديانا أعطته معلومات أساسية عن كشوف حسابات مصرفية مزيفة استخدمها لكسب ثقة شقيقها إيرل سبنسر وتأمين مقابلة بانوراما عام 1995". بينما عنوان تقرير الدايلي تيليغراف فجاء لافتًا "بانوراما: الأميرة ديانا ومارتن بشير وبي بي سي: اعتذار لم يبد أسفًا".
اقرأ/ي أيضًا: