09-أغسطس-2021

تصميم متداول عبر تويتر

تواصلت الحملات المطالبة بمقاطعة المدوّن نصير ياسين، وإلغاء متابعة صفحته على فايسبوك، على إثر زيارته الأخيرة إلى الفيليبين للقيام بإعداد مواد لصفحته على فايسبوك عن بعض النشاطات الثقافية هناك، حيث اتُهم بأنه قام بتصوير أعمال إحدى الفنانات ونشرها على صفحته بدون الحصول على موافقتها، كذلك رُصدت لقطات له يقوم فيها بالسخرية من سكان المنطقة التي زارها، وطريقة كلامهم، ومن الفقر الذي يعيشون فيه.

أظهر نصير ياسين في العديد من المواقف انحيازه للحركة الصهيونية، بالإضافة إلى دعمه ومشاركته في النشاطات والبرامج التي تسعى إلى التطبيع

من هو نصير ياسين؟

ينحدر نصير  ياسين من قرية عرابة في الأراضي المحتلة، وعرف بشكل أساسي بسبب صفحة "ناس دايلي" التي أنشأها على موقع فيسبوك، والتي  يقوم من خلالها بنشر مقاطع فيديو يومية من الزيارات التي يقوم بها إلى الدول المختلفة، ووصل عدد متابعي صفحته إلى عشرة مليون شخص في العام 2018.

اقرأ/ي أيضًا: منظمات إنسانية: الجوع يهدّد حياة 2.3 مليون طفل في نيجيريا

وليست هذه المرة الأولى التي تثير فيديوهات نصير ياسين ومواده الجدل وردود الفعل الواسعة، بسبب عدم مهنيته وانتهاكه لخصوصية الناس، وتعليقاته العنصرية والطبقية، مع الإشارة إلى أن الشاب ابن الـ29 سنة، والذي يحاول على الدوام تقديم نفسه كمحايد وموضوعي، ومؤيد لقضايا الشعوب المستضعفة، أظهر في العديد من المواقف انحيازه للحركة الصهيونية، بالإضافة إلى دعمه ومشاركته في النشاطات والبرامج التي تسعى إلى التطبيع، وآخر المواقف كانت تحذير حركة المقاطعة من التعامل مع نصير ياسين، أو تداول مواده، والمشاركة في الأكاديمية التي أسسها لتدريب صنّاع المحتوى الرقمي، بعدما ثبُت وجود إسرائيليين ضمن طاقم الإشراف والتدريب التابع لها، بالإضافة إلى تلقيها الدعم والتمويل من أكاديمية نيو ميديا الإماراتية، التي أنشأها محمد بن راشد في العام 2020، والمتهمة بالعمل على نشر التطبيع الثقافي والإعلامي مع إسرائيل في صفوف الشباب العربي.

ماذا حصل خلال رحلة الفيليبين؟ 

القصة بدأت عندما أعلنت مؤسِسة مشروع كاكاو لويز مابالو، والتي شاركت تجربتها مع "ناس دايلي" في العام 2019، أن نصير ياسين الذي أتى إلى الفيليبين لإعداد مقاطع فيديو حول مشروع كاكاو، لم يحترم الثقافة الفلبينة، وسخر من الناس هناك، عندما كانت عائلتها تستضيفه خلال قيامه بتغطية تجربتها. 

وأشارت مابولو عبر صفحتها على فيسبوك، إلى أن ياسين قلّد اللهجة واللغة المحلية واستهزأ بها، وقالت إنّه لم يكن مركّزًا على القضايا الأساسية التي تهمّ الشعب هناك وما يواجهونه في إنتاج الكاكاو، بل سعى إلى إيجاد روايات تجلب له التفاعل على صفحته. وذكرت مابولو أن ياسين قال من باب المزاح، أن مجرد استخدام اسم الفيليبين في العنوان، سيجلب ملايين مشاهدات من أشخاص لا يستخدمون عقولهم!

وبالإضافة إلى مشكلته مع مزارعي الكاكاو وسخريته منهم، وعدم تسليطه الضوء على تجربتهم بطريقة موضوعية، أعلنت حفيدة رسّامة الوشوم المعروفة في الفيليبين وانغ أود، أن جدّتها تعرّضت للخداع من قبل "ناس دايلي" حيث تم نشر أعمالها بدون استشارتها، بل قام بالطلب منها بالتوقيع على ورقة لا تعرف محتواها، وقد علّق ياسين على الأمر بالقول إنه كان يحاول نشر أعمال وانغ أود الفنية لمساعدتها على الانتشار، بعدما كان فريق عمله قد اقترح على عائلتها إنشاء أكاديمية باسمها لتعليم هذا الفن. 

كيف تفاعل الناشطون مع القضية؟

بعد ساعات قليلة من نشر الفتاتين من الفيليبين لما قام به نصير ياسين، ودعوتهما الجميع إلى إلغاء متابعة صفحته على فيسبوك، انخفض عدد متابعي الصفحة بما يقارب الـ 70 ألف متابع، واستمر العدد في ازدياد مع تواصل الدعوات من جهات مختلفة إلى مقاطعة صفحة "ناس دايلي" لليوم الثالث على التوالي، واستخدم ناشطون من الفلبين ودول أخرى، وسومًا متعدّدة للتعبير عن رفضهم لممارسات نصير ياسين، فقالت الناشطة جوردان شو، إنها قامت بإلغاء متابعة صفحته، لأنه يستغل الأمور الثقافية للشعوب، بهدف الحصول على الإعجابات والمشاركات فقط. 

أما الناشطة نيلي من الفيليبين، فأعربت عن غضبها من الرد الذي قدمته صفحة "ناس دايلي"، وقالت إنهم عوضًا عن الاعتذار ممّن وُجهت لهم الإهانة، يقومون اليوم بلوم الطرف الآخر، وقالت في تغريدة أخرى إنه يتوجب على داعمي "ناس دايلي" التوقّف فورًا عن دعمها، ودعت المواطنين في بلادها إلى إلغاء متابعة الصفحة احترامًا للثقافة الفيليبينية. 

ناشط آخر من الفيليبين  شارك تغريدة تعود للعام 2020 للصحفي أحمد شهاب الدين، يشير من خلالها إلى أن نصير ياسين يدافع عن الاحتلال الإسرائيلي بطريقة متعجرفة وانتهازية، ويلقي اللوم على المظلومين مرارًا وتكرارًا، واعتبر الناشط من الفيليبين، أن تغريدة شهاب الدين تؤكّد على أن أناسًا من بلاد مختلفة يقولون الأمور نفسها عن نصير ياسين، وبالتالي تجب فورًا مقاطعته. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

سلسلة أحداث تنشط التفاعل عبر وسم "التطبيع خيانة"

دراسة تحليلية تشير إلى تزايد مخاطر الفيضانات حول العالم بفعل تغير المناخ