أعادت تقارير صحفية أميركية تسليط الضوء على التواجد العسكري الأميركي في شمال شرقي سوريا، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي أثار فيها المزيد من التساؤلات حول مصير مئات الجنود الأميركيين في المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وبحسب ما نقل موقع "إن بي سي أن نيوز" الأميركي عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، فإن الوزارة تعمل على وضع خطط لسحب جميع القوات الأميركية من سوريا، وأضاف الموقع أن المسؤولين المقربين من ترامب أعربا عن اهتمامهما بسحب القوات الأميركية من سوريا، مما دفع مسؤولي البنتاغون إلى البدء في وضع خطط للانسحاب الكامل في غضون 30 أو 60 أو 90 يومًا.
ووفقًا للموقع الأميركي، فإن مايك والتز، والذي عينه ترامب في منصب مستشار الأمن القومي، كان قد أمضى الجمعة الماضي في مقر القيادة المركزية الأميركية في تامبا في ولاية فلوريدا، حيث التقى بكبار القادة العسكريين الأميركيين الذين قدموا إحاطات بشأن الشرق الأوسط. لكن مسؤول في البيت الأبيض أخبر "إن بي سي أن نيوز" أن التخفيض المحتمل للقوات الأميركية في سوريا لم يكن موضوعًا للإحاطة أو الغرض من زيارة والتز.
وفقًا لما نقله موقع "إن بي سي أن نيوز" الأميركي عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، فإن الوزارة تعمل على إعداد خطط لسحب كامل القوات الأميركية من سوريا
وتتواجد القوات الأميركية في منطقة شمال شرق سوريا التي تسيطر عليها قوات "قسد". وقد تشكّلت "قسد" في تشرين الأول/أكتوبر 2015، وهي عبارة تحالف لفصائل عسكرية تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في المنطقة، حيثُ تطلق على مناطق سيطرتها مسمى "الإدارة الذاتية". وحصلت "قسد" على دعم من التحالف الدولي في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وبعد سقوط التنظيم بدأت بالتوسّع في شمال سوريا.
وتتولى "قسد" بدعم من الولايات المتحدة الإشراف على مراكز احتجاز مقاتلي تنظيم داعش بالإضافة إلى عائلاتهم. ووفقًا لـ"إن بي سي أن نيوز"، فإن المسؤولين الأميركيين حذروا سابقًا من أن انسحاب القوات الأميركية قد ينهي الدعم المقدم لـ"قسد"، مما يهدد نحو 20 سجنًا يحتجز قرابة تسعة آلاف مقاتل من تنظيم داعش، بالإضافة إلى مخيم الهول للاجئين الذي يؤوي نحو 50 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال.
ويرى الباحث في معهد كوينسي للشرق الأوسط، آدم وينشتاين، أن "الجدال لصالح وجود غير محدد للقوات الأميركية في سوريا يبالغ في تقدير النفوذ الأميركي ويربط القوات (الأميركية) بظروف لا يمكن السيطرة عليها"، ويتابع مضيفًا أن "السوريين استعادوا بلادهم، وينبغي لواشنطن أن ترد بالدبلوماسية وتخفيف العقوبات بدلًا من نشر القوات إلى أجل غير مسمى"، معتبرًا أن التطورات التي شهدتها سوريا خلال الشهرين الماضيين لا تستدعي "سببًا وجيه لبقاء القوات الأميركية في سوريا"، وفقًا لما نقل موقع "Responsible Statecraft" الأميركي.
وكان البنتاغون قد أعلن بعد نحو 10 أيام من سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي أن عدد القوات الأميركية المتواجدة في سوريا يبلغ 2000 جندي أميركي، وهو عدد يزيد على ضعف العدد المعلن عنه رسميًا، والذي يبلغ 900 جندي أميركي، كما كانت تشير تصريحات المسؤولين الأميركيين سابقًا. ووفقًا للمتحدث باسم البنتاغون، فإن عدد القوات الأميركية في سوريا ارتفع قبل شهور من الإطاحة بنظام الأسد.
ونفت إدارة الرئيس السابق، جو بايدن، مطلع الشهر الجاري أن يكون لديها أي خطط أو نوايا لإقامة قاعدة أميركية في منطقة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا. وقالت على لسان المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ: "اطلعتُ على بعض تلك الأخبار، لا توجد خطة لبناء قاعدة عسكرية في كوباني (عين العرب)".
🔴 لم تخرج إجابات الشرع الذي ظهر في أول مقابلة مع وسيلة إعلام أجنبية منذ توليه منصبه الجديد عن حواراته السابقة، بقدر ما أعاد التأكيد على مجموعة من النقاط التي أُثيرت خلال هذه المقابلة.
◾افتتح الشرع إجابته عن الأسئلة بالإشارة إلى الفترة التي حكم فيها النظام السابق لمدة تصل لنحو… pic.twitter.com/NW46kFMv1Q
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 4, 2025
وقد أجاب ترامب في وقت سابق من الأسبوع الماضي عن سؤال مرتبط بتقارير إسرائيلية تحدثت عن انسحاب القوات الأميركية من سوريا بالقول: "لا أعلم من قال هذا، إلا أننا سنتخذ قرارا بشأن سوريا"، وتابع مضيفًا أن الولايات المتحدة ليست "منخرطة في سوريا"، وفقًا لتعبيره، مشيرًا إلى أن سوريا "لديها مشاكلها الخاصة، ولديهم ما يكفي من الفوضى. لا حاجة إلى تدخلنا هناك".
وسؤال ترامب جاء بالاستناد إلى تقرير نشرته هيئة البث العبرية ذكر أن "مسؤولين بارزين في البيت الأبيض نقلوا رسالة إلى نظرائهم الإسرائيليين تفيد بأن الرئيس ترامب، يعتزم سحب آلاف القوات الأميركية من سوريا"، وأضاف التقرير أن "ترامب مهتم بسحب آلاف الجنود الأميركيين الموجودين حاليا في سوريا، وهذه الخطوة تثير المخاوف لدى القيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل".
وكان ترامب قد أثار خلال فترة ولايته الأولى قبل أعوام مسألة انسحاب القوات الأميركية من سوريا، وهو الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى تقديم وزير الدفاع، جيمس ماتيس، استقالته من المنصب حينها، وتحديدًا في كانون الأول/ديسمير 2018. وقال ماتيس في خطاب الاستقالة الذي قدمه يومها إن ترامب يستحق شخصًا في الوزارة "أكثر توافقًا" مع آرائه.