25-أغسطس-2021

ثمة خلاف كبير في تحديد حجم الثروات المعدنية التي تنعم بها أفغانستان وفرص استثمارها (Getty)

ألتراصوت- فريق الترجمة

يؤكد باحثون أن الأرض التي لطالما وصفت بأنها "مقبرة الإمبراطوريات" هي أيضًا مهدٌ لثروات معدنية هائلة تقدر قيمتها بمئات المليارات. فبفضل موقعها على حزام "تيثيان" (Tethyan Belt) تعدّ أفغانستان من الدول الغنية بعدد من المعادن، كالذهب والنحاس والليثيوم، إضافة إلى أنواع عديدة من الأحجار الكريمة، والتي قد تتمكّن البلاد من استغلالها والاستثمار فيها. ولطالما أكّد الخبراء بأن أفغانستان التي دمرتها الحروب ومزقها الاحتلال وعطّل إمكاناتها، تجلس على "منجم من ذهب"، حيث تبلغ قيمة الاحتياطات من المعادن فيها بحسب بعض التقديرات الأمريكية أكثر من تريليون دولار أمريكي.

لطالما أكّد الخبراء بأن أفغانستان التي دمرتها الحروب ومزقها الاحتلال وعطّل إمكاناتها، تجلس على "منجم من ذهب"

ففي العام 2010، أعلنت الولايات المتحدة عن اكتشاف مناجم ضخمة في عدة مناطق في أفغانستان، من شأنها بحسب مسؤولين أمريكيين أن تغير اقتصاد البلاد وتؤثر على مسار الحرب فيها بشكل جوهري في حال النجاح في تحويلها إلى واحد من أهم مراكز التعدين في العالم. ووفق مذكرة لوزارة الدفاع الأمريكية نشرت في ذلك العام، تم الحديث عن احتياطات هائلة من الليثيوم في أفغانستان، تجعلها تستحق وصف "سعودية الليثيوم"، بمعنى أنها ستكون دولة مركزية ذات قدرة على توفير احتياجات العالم من هذا العنصر بالغ الأهمية في عدد من الصناعات التقنية الدقيقة.

الأحجار الكريمة

تعرف أفغانستان تاريخيًا وعلى مدى آلاف السنين بأنها أرض اللازورد، وهو حجر كريم شبه ثمين، موجود بوفرة كبيرة في منطقة بدخشان شرق أفغانستان، كما يتوفر فيها عدد من الأنواع الأخرى من الحجارة الكريمة، مثل الزمرد والياقوت. ويبلغ سعر القيراط الواحد من اللازورد حوالي 150 دولارًا، إلا أنّ معظم عمليات استخراج هذا المعدن تتم بصورة غير قانونية، ليتم تهريب معظمها عبر باكستان، ما يحرم أفغانستان من مصدر مهمّ من الإيرادات.

هل هنالك تقديرات أخرى؟

تعرض صحيفة فايننشال تايمز نظرة متشككة حيال هذه الأرقام، وترى بحسب نشرتها الأخيرة في 23 آب/أغسطس أنها ليست سوى "ضربة خيال جامح في تفاؤله". فمعظم البيانات المتوفرة تعود إلى الثمانينات، بالاعتماد على بعض الأعمال الكشفية التي قام بها الروس. صحيح أن المعادن متوفرة في أفغانستان وبوفرة، بشكل ملائم للاستغلال الصناعي والاستثماري، وهو ما جذب إلى البلاد عدد من كبار الشركات من آسيا والغرب، إلا أن العديد من محاولات الاستثمار أخفقت بشكل سريع وتراجعت، بسبب النزاع السياسي والفساد وعدم الاستقرار الأمني.

الموارد المعدنية في أفغانستان (بالطن المتري/فايننشال تايمز)

وبحسب المقال، فإن التفاؤل المبالغ به ليس في محله، خاصة مع احتمالات تعمّق الأزمة في الداخل الأفغاني بعد سيطرة طالبان. فحتى لو تمكن الاقتصاد من تجاوز السياسة، وهذا مستبعد غالبًا، تبقى هنالك العقبة اللوجستية. فأفغانستان دولة حبيسة غير ساحلية، بشبكة قطارات هزيلة وبنية تحتية ضعيفة. كما أن استخراج بعض المعادن، مثل الليثيوم، يتطلب تقنيات بالغة التعقيد وأيدي عاملة مختصّة، وهو ما لا يتوفّر في أفغانستان اليوم. كل هذا جعل البنتاغون، بحسب ذات المقال، يعترف بأن "خليج الليثيوم" سيظل بعيد المنال وعصيًا على الاستغلال.

تجادل الفايننشال تايمز بأن تحديد قيمة الموارد قد يكون "مراوغًا"، وذلك لأن بعض التقديرات لا تأخذ بالاعتبار حجم النفقات الضخم في مشاريع استخراج المعادن وشحنها

كما تجادل الفايننشال تايمز بأن تحديد قيمة الموارد قد يكون "مراوغًا"، وذلك لأن بعض التقديرات لا تأخذ بالاعتبار حجم النفقات الضخم في مشاريع استخراج المعادن وشحنها، كما أن تكلفة رأس المال (Cost of Capital) لا بدّ وأن تضع هامشًا لعدم الاستقرار السياسي، والذي يتجاوز الحدّ المعقول في أفغانستان نظرًا للظروف السائدة فيها، وهو ما يجعل الصحيفة تختم مقالها بالقول بأن "كل الذهب في العالم لا يساوي شيئًا لو كان تحت أرض تعلوها الحرب".

حجم الموارد المعدنية في أفغانستان (بالطن المتري)

الحديد

2.3 مليار

النحاس

12.4 مليون

الألمنيوم

4.5 مليون

عناصر معدنية نادرة

1.4 مليون

الزنك والرصاص

243،900

الزئبق

33،2234

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بعد عقدين من الاحتلال الأمريكي.. ما مستقبل القطاع الصحي في أفغانستان؟

ما مستقبل اقتصاد أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان؟