18-مارس-2021

في إحدى مدارس كابول (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

حملت السلطات الأفغانية مسؤولية وجود قرار يقضي بمنع الطالبات في المدارس فوق سن 12 عامًا من الغناء في العلن وفي الفعاليات الاحتفالية لدائرة التعليم في العاصمة كابول، في محاولة لإزاحة المسؤولية عن الوزارة. وجاء الجدل حول منع الطالبات من الغناء على الملأ وفي الفعاليات الاحتفالية بعد انتشار رسالة من مديرية التعليم في كابول تم تسريبها لوسائل الإعلام، أشارت إلى أنه لن يسمح للطالبات الأكبر من سن 12 عامًا بالغناء في الاحتفالات العامة، إلا إذا كان جميع المشاركين في الحدث من الإناث، وكذلك نصت الرسالة على أنه لن يسمح للفتيات الأكبر من 12 عامًا بالتدريب على يد مدرس غناء ذكر. 

أثارت مذكرة مسربة في أفغانسان بخصوص منع طالبات المدارس من الغناء علنًا ردود فعل غاضبة محليًا ودوليًا

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الوزارة الأفغانية، نجيبة آريان، للأسوشيتد برس، إنه تم إلغاء المذكرة، التي ذهبت إلى جميع المناطق التعليمية في العاصمة، موضحة أن واضعيها أساؤوا فهم الغرض منها. وأشارت إلى إرسال مذكرة جديدة في وقت لاحق، نصت على حظر المجموعات الموسيقية لكل من الفتيات والفتيان في المدارس الثانوية. وأضافت المذكرة، أن الهدف ليس منع الفتيات من الغناء ولكن منع الفتيان والفتيات من المشاركة في المناسبات العامة التي يمكن أن تنشر فيروس كورونا المستجد، خاصة بعد تسجيل أفغانستان ما يقارب 55 ألف حالة إصابة وحوالي 2500 حالة وفاة، مع الإشارة إلى تشكيك بهذه الأرقام وفق ما أشار تقرير الأسوشيتد برس.

اقرأ/ي أيضًا: مبعوثة المملكة المتحدة الخاصة لتعليم الفتيات تحذر من نتائج كوفيد-19

لكن بعد أن ارتفعت الأصوات المنددة في مواجهة هذا القرار، قال رئيس إدارة التعليم في العاصمة الأفغانية كابول، أن الطلاب والطالبات يمكنهم الغناء على الملأ إذا ما سمحت لهم أسرهم، وأضاف المسؤول الأفغاني، أن التعليمات السابقة بمنع مثل تلك المشاركة لم تنقل بشكل ملائم وأنها خلقت نوعًا من سوء الفهم. وسرعان ما ردت وزارة التعليم بالقول أن "هذه الخطوة لا تعبر عن سياسات الوزارة"، وأضافت "ستجري الوزارة تحقيقًا حول المسألة وسنقوم بالتقييم اللازم لمعرفة الحقائق وسنطلع المواطنين على النتيجة".

ضمن هذا الإطار، قالت ناشطة حقوق الإنسان الأفغانية، سيما سمر، "هذه تأثيرات طالبان المتغلغلة داخل الجمهورية الأفغانية". وكانت حركة طالبان قد اشتهرت بقمع النساء وحظرت التعليم على الكثير من الفتيات عندما حكمت البلاد، كما تم منع الموسيقى باستثناء الأغاني الدينية وكذلك منع التلفزيون. وكانت لجنة حقوق الإنسان المستقلة الأفغانية، أشارت إلى أن قرار منع المراهقات من الغناء ينتهك حقوق الطفل كما أنه غير دستوري.

في ذات السياق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية للكومنولث والتنمية لوكالة رويترز أنه "يسعى للحصول على توضيح من وزارة التعليم الأفغانية بشأن هذه التقارير وأي آثار محتملة على العمل التعليمي الممول من المملكة المتحدة". وكان المانحون الأجانب قد ضخوا مليارات الدولارات في أفغانستان في العقدين الماضيين، إلا أن ما صدر حول منع غناء الفتيات أثار قلقًا دوليًا أيضًا.

فيما غرد مؤسس المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى، أحمد سارماست قائلًا "لا ينبغي أن نرتاح حتى صدور المرسوم المطلوب. ويجب العودة إلى العمل بكامل قوتنا". وحث أنصار الحملة المضادة للقرار المذكور على البقاء في حالة تأهب حتى تصدر الوزارة مرسومًا جديدًا يقضي رسميًا بإلغاء الحظر. وكان سارماست قد أسس أيضًا فرقة أوركسترا وطنية نسائية. واحتل وسم  #IAmMySong قائمة الترند في أفغانستان، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عدة مقاطع لفتيات يغنين في تحد للقرار الصادر وبشكل تضامني مع حق الفتيات في الغناء في بلد يشهد تزايدًا في أعمال العنف والاغتيال السياسي للناشطين والصحفيين والموظفين الحكوميين والمدنيين، ونسبة كبيرة منهم من النساء.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تفاقم ظاهرة اختطاف طلاب المدارس للحصول على فدية في نيجيريا

ماذا تريد مصر من تعليم الديانة اليهودية في المدارس؟