استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، اليوم الجمعة، في مطار رفيق الحريري الدولي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك في أول زيارة يجريها إلى لبنان منذ عام 2020، والتي يُنظر إليها على أنها محاولة لاستعادة باريس دورها السياسي، عقب انتخاب البرلمان اللبناني قائد الجيش، جوزاف عون، رئيسًا للبلاد بعد فراغ في المنصب دام نحو 25 شهرًا.
وكانت فرنسا قد توسطت إلى جانب الولايات المتحدة في الهدنة التي أُبرمت بين لبنان وإسرائيل في الـ27 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لكنه يبقى اتفاقًا هشًا نتيجة الخروقات الإسرائيلية المتكررة، وهو ما يعيق انتشار الجيش اللبناني في جنوب اللبناني خلال فترة الـ60 يومًا التي حددها الاتفاق، ومن المفترض التزام إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان بحلول نهاية كانون الثاني/يناير الجاري.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، في البرلمان الفرنسي خلال جلسة نقاش حول السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط: "خلال ثلاثة أشهر، ساعدنا لبنان على الانتقال من التصعيد إلى التعافي، وفتح صفحة جديدة من الأمل"، مضيفًا: "بفضل الدعم الشعبي والإجماع الداخلي الواسع والدعم الدولي، يمكن للسلطة التنفيذية اللبنانية الجديدة أن تعمل بشكل حاسم لاستعادة سيادة الدولة وإعادة بناء لبنان"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
بحسب تصريحات رئيس حكومة الأعمال، نجيب ميقاتي، فإن النقاش مع الرئيس الفرنسي ركّز على "الأوضاع الراهنة وضرورة المتابعة لدعم لبنان على الصعد كافة، اقتصاديًا وفي مجال إعادة الإعمار"
ونقلت الوكالة الفرنسية عن مصدر فرنسي قوله إن الهدف من زيارة ماكرون يتمثل بالتأكيد على أهمية سيادة لبنان، ومساعدته على تحقيق إصلاحات اقتصادية هيكلية من شأنها استعادة الثقة الدولية، بالإضافة إلى ضمان وجود حكومة موحدة قادرة على تحقيق التغيير. وفي المقابل قال دبلوماسي لبناني، لم يتم الكشف عن هويته، إن الرئيس الفرنسي يحاول "العودة إلى ملف تابعه باهتمام كبير، لكنه تعثر فيه بشدة".
وغداة استقباله ماكرون في مطار رفيق الحريري الدولي، قال رئيس حكومة الأعمال في تصريحات للصحفيين إن النقاش مع الرئيس الفرنسي ركّز على "الأوضاع الراهنة وضرورة المتابعة لدعم لبنان على الصعد كافة، اقتصاديًا وفي مجال إعادة الإعمار". وأضاف ميقاتي أن الجانبين تحدثا عن "التحديات الراهنة"، حيث "كان ماكرون متفهمًا جدًا للأوضاع اللبنانية، واعدًا بـ"متابعة العمل والدعم للحكومة الجديدة".
وردًا على سؤال مرتبط بتقديم فرنسا الدعم اللازم للبنان الذي يواجه أزمة اقتصادية متفاقمة، خاصةً بعد العدوان الإسرائيلي الأخير الذي تركّز في شرق وجنوب لبنان، المعقل الرئيسي لـ"حزب الله"، أجاب ميقاتي بأن "ماكرون وعد بمتابعة هذا الموضوع من خلال عقد اجتماع على غرار الاجتماع الذي حصل في تشرين الأول/أكتوبر الفائت في باريس لدعم الجيش وإغاثة النازحين"، لافتًا إلى أن "ماكرون على استعداد لدعم لبنان من خلال الصندوق الائتماني الذي تنوي الحكومة القيام به بالتعاون مع البنك الدولي من أجل إعادة إعمار الجنوب".
قراءة في مستقبل العلاقات بين #لبنان والقيادة الجديدة في #سوريا.
اقرأ التقرير: https://t.co/gqGXFwu6OC pic.twitter.com/8tonMqVK6K— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 10, 2025
أما فيما يخص انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها الاتفاق، قال ميقاتي إن ماكرون سيعقد أولًا اجتماعًا مع الضابطين الأميركي والفرنسي المعنيين بآلية تنفيذ التدابير المتعلقة بوقف إطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار 1701، وتابع مضيفًا "سيطلعنا في اجتماع بعبدا (مع الرئيس جوزاف عون) عند الظهر (اليوم الجمعة) على نتيجة هذا اللقاء (مع الضابطين)، وأعتقد أن الأمور تسير باتجاه إتمام الانسحاب في الوقت المحدد".
وأكد ميقاتي أن "موضوع الخروق الإسرائيلية تتم متابعته مع لجنة تطبيق القرار 1701، كما يتم تقديم الشكاوى اللازمة، وهناك وعود بأن الخروق ستنتهي مع انتهاء مهلة الستين يوما نهاية الشهر الحالي". ووفقًا لميقاتي، فإن ماكرون شدد خلال اللقاء على "أهمية التعاون مع لبنان وحرصه عليه"، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول.
وكان لبنان قد شهد حراكًا سياسيًا أفضى إلى خرق على مستوى شغور منصب الرئاسة بانتخاب جوزاف عون رئيسًا للبنان. وبعد بضعة أيام، أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية تكليف رئيس محكمة العدل الدولية، القاضي نواف سلام، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بعد حصوله على 85 صوتًا من أصل 128 في الاستشارات النيابية، التي أجراها عون، وهو ما مثّل خرقًا بعدما كانت التوقّعات تشير إلى أن إعادة تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة.