23-نوفمبر-2018

الإنصات الحقيقي هو أهم سر لنجاح العلاقات (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

التواصل والتواضع، هما العنصران الأهم في نجاح أية علاقة. لكن عالم اليوم تشوبه الكثير من التعقيدات والجلبة والتوتر، حتى أننا نسينا من جهة أهمية الاستماع للآخرين والتواصل السليم معهم، ومن جهة أخرى تولّد لدينا شعور مستمر بانعدام الأمان ونقص الثقة في الآخرين، وصرنا أكثر حرصًا على صورتنا أمامهم، ويحول دون الشعور بالأريحية والتعامل بتواضع معهم.

السر الأهم في نجاح العلاقات مع الأحباء أو الأزواج أو حتى الأصدقاء، هو القدرة على الاستماع الحقيقي

لكنّ ما السرّ الأكثر أهمية في نجاح علاقاتنا مع من نحب؟ هذا ما نحاول الإجابة عليه فيما يلي، نقلًا بتصرف عن مقال للكاتبة هايدي إيسرن، على موقع "Medium".

اقرأ/ي أيضًا: ما هي علامات الحب؟

السر في نجاح العلاقات

السر الأهم في العلاقة الناجحة مع الحبيب أو الحبيبة، أو حتى الأصدقاء والأزواج، هو القدرة على الاستماع الحقيقي، فمجرد تكرار لوازم كلامية من قبيل: "تمام. أها. أوك. صحيح".. وغيرها، لا تعني بالضرورة أنك تستمع جيدًا لمن يتكلم معك. 

الإنصات الحقيقي للرفيق، سواءً كان صديقًا أم حبيبًا أم زوجًا، يلزمه أن تنتقل إلى وضعية جديدة، وتنفصل عما حولك من مشوشات، خاصة هاتفك المحمول، أو التلفاز.

سر نجاح العلاقات
الإنصات الحقيقي لشريكك يلزمه الانفصال عما حولك من المشوشات

الإنصات يختلف عن حجم التواصل

قد تكون نشيطًا في التواصل والرد على رسائل فيسبوك والبريد الإلكتروني وواتساب، أو غيرها، وسوف تظنّ أن ذلك يساعدك على زيادة إنتاجيتك. لكن التواصل مع شريك حياتك أمرٌ مختلف، ويتطلب مستوى مختلف من الاهتمام العمليّ السريع.

إن غياب انتباهك الحقيقي والصادق، كفيل بتدمير العلاقة من أساسها، وعليك أن تتجنب إعطاء انطباع أمام من تحب بأنك تتواصل معهم كأنك تتواصل مع أحد عملائك أو زملائك في العمل.

وأفضل ما يمكن منحه لبعضنا البعض، هو الاهتمام الصادق بالاستماع للقصص التي لدينا، دون الانشغال بأمور جانبية، أو البدء بإطلاق الأحكام. هذه فقط هي الطريقة الوحيدة للنجاح في البرهنة على حبنا للطرف الآخر، خاصة بين الأصدقاء والرفاق، وينطبق ذلك أيضًا على بيئة العمل بالتأكيد.

ينفصل الناس عن بعضهم حين يشعر أحدهم بأنه غير قادر على معرفة الطرف الآخر، أو أنه فقد الرغبة الحقيقية أو الأمل في معرفته بحقّ. ولكي نعرف الآخرين بشكل جيّد، علينا أن نروّض أنفسنا ونروضهم أيضًا، وهذه العملية هي التي تكفل بناء الثقة والمحبة بين الطرفين، ولن تنجح إن كان أحدهما لا يستمع بشكل صادق للآخر.

كيف تكتشف القيمة الحقيقية للاستماع للآخرين؟

ستكتشف القيمة الحقيقية لهذه المهارة فقط حين تجلس مع شخص يهتمّ بشكل حقيقي وصادق بما تقول، ولا يتلفت لهاتفه أو التلفاز أو الشارع. وهذا شيء نادر هذه الأيام، أليس كذلك؟

تخيل لو أنك خرجت مع صديق أو صديقة جديدة، في موعد غراميّ، وقام هذا الشخص بإغلاق الهاتف الذكيّ أو وضعه في جيبه على الوضع "الصامت"، ومنحك كل اهتمامه وإنصاته، ألن يكون ذلك شيئًا ممتعًا بالنسبة إليك؟ ونادرًا هذه الأيام؟

سر نجاح العلاقات
امنح شريكك كامل الاهتمام عندما يتكلم، وتفاعل مع ما يقول

إن كنت ترى أن هذا الشيء مفقود في حياتك، فعليك أن تراجع علاقتك مع من تحبّ، وتعيد النظر في شكل التواصل الموجود بينكما؛ هل هو أمر عابر وثانوي، يتخلله الانشغال بالهواتف أو التلفاز، أم أن التواصل حيوي وصادق ومتبادل؟

كيف تروّض الطرف الآخر ليستمع إليك؟

ابدأ أو ابدئي بنفسك! فإن ذهبت إلى المقهى أو المطعم، أو جلستما في المنزل أو السكن، فاحرص على إبعاد هاتفك الذكي، واحرص على أن يلاحظ رفيقك ذلك.

أفضل ما يمكن منحه لبعضنا البعض، هو الاهتمام الصادق بالاستماع للقصص التي لدينا، دون الانشغال بأمور جانبية

امنحه كامل الاهتمام عندما يتكلم، وتفاعل مع ما يقول، وستجد بعد فترة قصيرة أن الأمر بدأ يتغيّر، وأنه أحبّ التجربة، وبدأ يغيّر هو الآخر من عاداته في الاستماع. في حال استمرت المشكلة، يمكن الحديث بشكل صادق وواضح عن ذلك.

نصائح أساسية لتعزيز مهارة الاستماع

  • أغلق الهاتف الذكي.
  • احرص على حضورك الذهني مع الطرف الآخر.
  • أعط الوقت الكافي للحوار وتبادل القصص وأطراف الحديث.
  • أظهر فضولك واهتمامك بما يقوله الطرف الآخر.
  • لا تطلق الأحكام على ما يقول.
  • احرص على إظهار الحب في عينيك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ما هو السر وراء عمر مديد سعيد؟.. الإجابة في دراسة علمية عمرها 80 عامًا

ما هو الحب الصامت وما علاماته؟.. علم النفس يجيب

ما هو حل مشكلة الحب من طرف واحد؟

هل فسّر الحب التاريخ ودوافع البشر؟