حملت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، مجموعة رسائل إلى الرئيس اللبناني جوزاف عون، أكدت فيها تشديد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على عدم تمثيل حزب الله في الحكومة اللبنانية المقبلة، وذلك في أول زيارة لها إلى العاصمة بيروت منذ توليها منصبها خلفًا للمبعوث السابق، عاموس هوكشتاين.
وبعد أن كانت الترجيحات تشير إلى اقتراب القاضي نواف سلام من الإعلان عن تشكيلة الحكومة اللبنانية، أمس الخميس، ظهرت تقارير تتحدث عن خلاف على تسمية الوزراء، تمثل في إصرار رئيس حركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه بري على احتفاظ الثنائي الشيعي بتسمية الوزير الخامس في الحكومة المقبلة، وهو الأمر الذي يرفضه سلام. وأرجعت أوساط لبنانية رفض سلام تسمية الثنائي الشيعي للوزير الخامس إلى رغبته في منعهم من الحصول على الثلث المعطل في الحكومة المقبلة.
وقالت أورتاغوس في المؤتمر الصحفي عقب لقائها بالرئيس عون إنه ينبغي على الحكومة الجديدة "وضع حد للفساد"، بالإضافة إلى الالتزام بـ"الإصلاحات، والتأكد من أن حزب الله ليس جزءًا من هذه الحكومة بأي شكل من الأشكال". كما أشارت إلى أن النقطة المرتبطة بـ"نزع سلاح الحزب" تعتمد "على الضغط الذي يمارسه الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) على إيران لكي لا يبقى لها نفوذ في المنطقة"، مضيفةً أن واشنطن ستتأكد "من أن إيران لن تصل إلى امتلاك السلاح النووي".
شدد الرئيس جوزاف عون في لقائه مع المبعوثة الأميركية على أن "إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين جزء لا يتجزأ من اتفاق وقف إطلاق النار"، بالإضافة إلى إيقاف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية
وأشارت أورتاغوس في المؤتمر الصحفي إلى أنها أخبرت الرئيس عون "بأننا (الولايات المتحدة) لا نريد أن ننظر إلى لبنان على أنه (بلد) يتلقى (المساعدات) والهبات فقط".
ملف الحدود الجنوبية ووقف إطلاق النار
وفي معرض ردها على سؤال مرتبط بمحاولة جيش الاحتلال البقاء في قرى الخط الأمامي في جنوب لبنان المحاذية للحدود مع شمال الأراضي المحتلة، قالت إن واشنطن التزمت بأنه "حتى تاريخ 18 شباط/ فبراير الجاري سيكون موعد إعادة انتشار الجيش اللبناني بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي".
وتتوافق تصريحات أورتاغوس بشكل عام مع ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، إذ إنه على الرغم من ادعائه أن الولايات المتحدة "لا تختار" أسماء الوزراء في الحكومة الجديدة، إلا أنه شدد على عدم تمثيل حزب الله في الحكومة الجديدة، مضيفًا أن لبنان يدخل مرحلة جديدة، وأنه "يجب أن تكون الحكومة الجديدة ملائمة للواقع الجديد"، في إشارة إلى تداعيات العدوان الإسرائيلي الذي أسفر عن اغتيال غالبية قيادات الصف الأول في الحزب، بمن فيهم الأمين العام حسن نصر الله.
وكان اتفاق لوقف إطلاق النار قد أُبرم بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية وفرنسية في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، منهيًا عدوانًا إسرائيليًا استهدف قرى الجنوب اللبناني منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قبل أن يتوسع في 23 أيلول/ سبتمبر 2024 ليشمل مختلف الأراضي اللبنانية، بما في ذلك العاصمة بيروت، مما أسفر عن سقوط أكثر من 3500 شهيد، وآلاف الجرحى، فضلًا عن دمار واسع وممنهج في البنية التحتية والمنازل السكنية في شمال وشرق لبنان وصولًا إلى ضاحية بيروت الجنوبية.
من جانبه، أكد الرئيس عون خلال لقائه مع أورتاغوس أن "الاستقرار الدائم في الجنوب يرتبط بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها"، مشددًا في الوقت نفسه على أن "إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين جزء لا يتجزأ من اتفاق وقف إطلاق النار"، وأنه "يجب وقف الاعتداءات الإسرائيلية (على الأراضي اللبنانية)، بما في ذلك قتل الأبرياء والعسكريين وتدمير المنازل"، معيدًا التأكيد على التزام الجيش اللبناني بالانتشار في القرى التي سينسحب منها الجيش الإسرائيلي.
الرئيس اللبناني جوزيف عون يجتمع بنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط في قصر بعبدا #لبنان @FarahFawaz90 pic.twitter.com/hyj3scZWsD
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 7, 2025
في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني، وذلك بالتزامن مع زيارة أورتاغوس إلى بيروت، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية في سلسلة أخبار عاجلة منفصلة.
وقالت الوكالة اللبنانية إن جيش الاحتلال شن سلسلة غارات جوية استهدفت قرى البيسارية، حومين، رومين، وزفتا جنوبي لبنان، بالإضافة إلى شن أربع غارات استهدفت محلة سريج في مرتفعات سلسلة جبال لبنان الشرقية في قضاء بعلبك شرقي لبنان.
وكان البيت الأبيض قد أعلن عن تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حتى 18 شباط/ فبراير المقبل، والذي كان من المفترض أن ينتهي بمهلة الـ 60 يومًا في 27 كانون الثاني/ يناير الماضي، حيثُ من المتوقّع أن تتخلل هذه الفترة بدء محادثات بوساطة أميركية بشأن إعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى الجيش الإسرائيلي.