23-سبتمبر-2022
لوحة لـ فاتح المدرس/ سوريا

لوحة لـ فاتح المدرس/ سوريا

كيف ننجو بزهرة دمنا

 

ذاكرة الموسيقى، شهوة التفاح ورائحة القصائد

أشياء حميمية نربيها تحت جلدنا

كما لو أنها آخر ما نملك

في هذا العالم

/

الفكرة التي تشرد في صوتك

تؤرق زهد السؤال

هل تكتمل الخطوة بموسيقى الإله الأعزل؟

كيف تتدفق من عينيك سماء دون معجزة؟

من يبتكر للحجارة اسمًا أبديًا كالماء؟

ما الذي يحفر في اللغة أكثر من قصيدة في الريح؟

/

الاقتراب

أكثر ما يشعل رغبة الفراشات

خفوت الكلمة

يدك وهي تشد قلبي إلى نهاياته

/

الرغبة والشعر القلِقْ

أكثر ما يحفّز الأبدية بيننا ويخبرنا

كيف ننجو بزهرة دمنا.

 

 

للشعر رأي آخر

 

كل قصيدة نضوج مخادع

كل وصول زوال محقق

هكذا يبتكر الشعر أحجياته

يخاتل اللغة باللغة

ويكسر ارتياب الوقت في وحشة الأبواب

*

 

أقرأ الشعر كما لو أنني أتشكل

جسداً ملحمياً لآخر هذيانات العالم

*

 

تراتيل هوميروس

لأن الجنون نصف الرؤية

*

 

آلدا ميريني

تمرن الخوف ليكون ذئباً سيبيرياً يقتنص سؤال الفضوليين

ويحوله لنكتة طازجة

*

 

كلود مكاي

كل ما كان يعنيه أن يقايض جبينه بمصير شجرة

ويختصر سلام العالم بقصيدة

ذلك أن للشعر رأيًّا آخر

*

 

أدونيس

يشعل الأغنية موسماً لقطاف الشموس

ويبتكر للقمر اسماً بحجم قصيدة

*

 

نيرودا

لم يكن يعلم أن للوقت هجرة في الريح

حين أثث حضن امرأة

يتسع لغابات صنوبر..

ونام في محارة

*

أوكتافيو باث

قشّر جلد العزلة

وفتح دوائر السّؤال

للشّعر وللمدن وللوجوه المضاءة بالحلم

*

محمود درويش

دم يرتجف لغربة الضفائر

أنقاض خبز يرشح جوع دمه

حتى صهيل المدن الباردة

بين نهرين

*

 

لا بد من حنجرة

تخبئ زهر القصائد

وتسترد دمنا من إيقاع الألفة

لندرك أن للشّعر رأيًّا آخر