14-يونيو-2018

تعرف المدارس الحكومية المصرية بأغلب حالات العنف المرصودة (محمد حسام/ الأناضول)

أطلق مركز "دفتر أحوال" ، وهو مركز مصري مستقل مختص بالأرشفة والتوثيق والأبحاث، تقريره لرصد العنف والجريمة في مؤسسات التعليم المصرية، خلال الفترة ما بين عامي 2014 و2017.

56% من حالات العنف والاعتداء الجنسي بالمدارس المصرية، تحدث في مرحلة رياض الأطفال!

ورصد المركز في تقريره، وقائع العنف والجريمة التي أُحيلت لجهات التحقيق المختصة، إدارية أو جنائية، بالإضافة إلى الوقائع التي تم الاكتفاء بالنشر عنها في الوسائل الإعلامية والصحفية. وفيما يلي نستعرض لكم أبرز الأرقام التي جاءت في التقرير البحثي عن العنف في المدارس المصرية:

العنف في المدارس المصرية

تناول فريق البحث 1379 واقعة، في الأعوام الأربعة زمن البحث (2014، 2015، 2016، 2017)، لتكشف الأرقام عن أن عام 2017 كان صاحب النصيب الأكبر من وقائع العنف في المدارس المصرية، إذ بلغت أحداث العنف خلاله 456 على الأقل. فيما كان 2016 أقل الأعوام التي شهدت وقائع عنف بإجمالي 184 واقعة.

اقرأ/ي أيضًا: التحرش.. وسواس مدارس مصر

تركزت أكثرية وقائع العنف في محافظتين هما الجيزة وسوهاج. ففي الجيزة والتي يقدر عدد سكانها وفقًا لآخر إحصائية بثمانية ملايين نسمة، سجلت 139 واقعة عنف في المدارس، تلتها محافظة سوهاج بصعيد مصر بـ110 واقعة عنف. 

وكشفت أرقام التقرير أن المحافظات الحدودية والساحلية هي الأقل من حيث وقائع العنف، فقد بلغت ثلاث وقائع عنف فقط في جنوب سيناء، و10 وقائع في مطروح و11 واقعة في الإسماعيلية و12 واقعة عنف في المدارس بشمال سيناء. مع الإشارة إلى أن هذه المحافظات تقل فيها الكثافة السكانية بدرجة كبيرة، فيقل فيها الازدحام في الفصول الدراسية. 

وفي جزئية أخرى، يقول التقرير إن وقائع العنف كانت أكثر حضورًا في المرحلة الابتدائية بواقع 522 حالة، تليها المرحلة الإعدادية بإجمالي 278 واقعة، ثم الثانوية العامة بإجمالي 277 واقعة. بينما كانت مدارس الثانوي العسكري الأقل من حيث وقائع العنف، بإجمالي خمس وقائع فقط، ما قد يشير إلى زيادة درجات الانضباط والالتزام الإداري في هذه المدارس عن غيرها من المدارس. 

تركزت أكثرية حالات العنف المدرسي في محافظتي الجيزة وسوهاج اللتين تعرفان كثافة سكانية مرتقعة

وتحدث التقرير كذلك عن حوادث العنف والاعتداء والتحرش الجنسي في المدارس، فتبيّن أن 56% منها تقع في مرحلة رياض الأطفال! و43% منها في المرحلة الإعدادية. وفي مراحل تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وقعت 33% من حالات التحرش والاعتداء الجنسي، بينها 19% خلال مرحلة رياض الأطفال.

اقرأ/ي أيضًا: المدارس في مصر.. سوق تجارية بلا تعليم

تعطي تلك الأرقام قراءة مخيفة عمّا يتعرض له الأطفال الأصغر سنًا في مصر، وداخل مؤسسات التربية والتعليم، في ظل عدم وجود رادع قانوني حقيقي ضد مرتكبي هذا التعدي.

تزداد حالات العنف في المراحل التعليمية الأولى (محمد حسام/ الأناضول)
تزداد حالات العنف في المراحل التعليمية الأولى (محمد حسام/ الأناضول)

وبحسب التقرير تنفرد مدارس البنين والمدارس المشتركة، بالنسبة الأكبر لوقائع العنف. وعادة ما تستوعب هذه المدارس أعدادًا أكبر من الطلبة، دون وجود آليات تربوية وتعليمية لاستيعابهم، فقد وثق التقرير وجود 520 واقعة عنف في مدارس البنين، بينما قلت في مدارس البنات حالات العنف مسجلة 163 حالة، علمًا بأن معظم مدارس البنات غير المشتركة في مصر، مدارس راهبات أو معاهد أزهرية.

مأساة المدارس الحكومية في مصر

المدارس الحكومية في مصر هي صاحبة المأساة الأولى، باحتضانها 93% من إجمالي حالات العنف المرصودة في التقرير، وغني عن القول بأن المدارس الحكومية في مصر تعرف مأساة متعددة المستويات في التعليم والتربية والأبنية والمرافقة والخدمات والأدوات والإدارة.

وبحسب التقرير فإن وقائع العنف الجسدي في المدارس الحكومية بلغت 448 واقعة في الفترة المذكورة، بينما بلغت في الخاصة 35 واقعة. وبلغت وقائع التحرش والاعتداء الجنسي في المدارس الحكومية 79 واقعة، و14 في المدارس الخاصة.

من ذلك يتأكد أن عوامل الأمن والأمان في انخفاض كبير في المدارس الحكومية عنها في المدارس الخاصة، ومن ذلك يُفهم لماذا تدفع الطبقة المتوسطة مبالغ طائلة لإدخال أبنائها المدارس الخاصة بمستوياتها المختلفة بطبيعة الحال.

تنخفض عوامل الأمان في المدارس الحكومية بمصر عنها في الخاصة بنسبة 93%، حيث تنتشر فيها حالات العنف الجسدي والجنسي

في النهاية يمكن الإشارة إلى أن الدولة التي حددت أولويات موازنتها العامة بعيداً عن قطاعي التعليم والصحة، ستجني ثمرة إعدادة ترتيب أولوياتها لاحقاً، خاصة وهي تعطي أولويات أكبر لقطاعات أخرى في "صرف أموالها" ليس من بينها العناية بصحة المواطنين وجودة التعليم الذي يتحصلون عليه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إلغاء المدارس التجريبية في مصر.. لا مكان للطبقة الوسطى!

اختيار مدرسة مناسبة لأطفالنا.. كيف؟