30-نوفمبر-2024
أبو الظهور

مطار أبو الظهور (مواقع التواصل الاجتماعي)

أعلنت فصائل المعارضة السورية، اليوم السبت، سيطرتها على مطار أبو الظهور العسكري ضمن عملية "ردع العدوان"، وذلك بعد معارك عنيفة خاضتها ضد قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له.

يُعدّ مطار أبو الظهور العسكري رمزًا للصراع المستمر بين النظام والمعارضة، حيث تتغير السيطرة عليه تبعًا لتطورات المعارك. ويبقى المطار شاهدًا على التحولات العسكرية والسياسية في الشمال السوري، مع استمرار النزاع على النفوذ في المنطقة.

يقع المطار في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ويمتد على مساحة تُقدّر بـ16 كيلومترًا مربعًا. ويُعد ثاني أكبر قاعدة عسكرية في الشمال السوري بعد مطار تفتناز. كما يتمتع المطار بموقع جغرافي استراتيجي، إذ يتوسط ثلاث محافظات رئيسية: إدلب، وحماة، وحلب، ويُعتبر بوابةً إلى البادية السورية من جهة الشرق. لطالما كان هذا الموقع محور صراع شديد بين قوات النظام والمعارضة، نظرًا لأهميته العسكرية واللوجستية.

محطات رئيسية في تاريخ مطار أبو الظهور

سيطرة المعارضة عام 2015:
في أواخر عام 2015، نجحت فصائل المعارضة في السيطرة على المطار بعد حصار دام ثلاث سنوات. كان هذا الانتصار آنذاك بمثابة ضربة موجعة للنظام السوري، الذي اضطر إلى الاعتراف بالانسحاب من القاعدة.

عودة النظام إلى المطار عام 2018:
في أوائل عام 2018، تمكنت قوات النظام السوري، بدعم جوي روسي مكثف، من استعادة السيطرة على المطار. جاء ذلك عقب هجوم بدأ أواخر 2017، حيث سيطر النظام على عدة قرى محيطة، مثل الجعكية وتل سلمو، ليتمكن من دخول القاعدة تحت غطاء جوي كثيف تجاوز 100 غارة جوية.

استعادة السيطرة من قبل المعارضة في 2024:
في إطار عملية "ردع العدوان"، استعادت فصائل المعارضة المطار من قبضة النظام السوري. وعلى عكس عام 2015، لم يستغرق تحقيق هذا الإنجاز سنوات، بل جاء بوتيرة سريعة، ما يُنظر إليه كتطور مهم في الصراع شمال سوريا، في ظل استمرار المعارضة بتوسيع سيطرتها على مواقع استراتيجية.

تُعد السيطرة على مطار أبو الظهور مكسبًا عسكريًا كبيرًا للمعارضة السورية، نظرًا للدور الذي يلعبه المطار كنقطة ارتكاز في العمليات العسكرية. كما يفتح المجال أمام تحركات أوسع نحو المناطق المجاورة. في المقابل، يواجه النظام السوري تحديًا جديدًا في الحفاظ على مواقعه الاستراتيجية شمال البلاد، ما يزيد من تعقيد الوضع الميداني والسياسي في المنطقة.