مايكروسوفت: "خصوم واشنطن" يصعّدون الهجمات السيبرانية باستخدام الذكاء الاصطناعي
18 أكتوبر 2025
في تقريرها السنوي حول التهديدات الرقمية، كشفت شركة مايكروسوفت عن تصاعد غير مسبوق في استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل دول مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، بهدف شن هجمات سيبرانية و"تضليل الرأي العام الأميركي".
التقرير الذي نُشر الخميس، سلط الضوء على تحول الإنترنت إلى ساحة مواجهة متقدمة، حيث تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتقويض الأمن القومي الأميركي عبر تقنيات خداع متطورة وهجمات إلكترونية دقيقة.
تضاعف في الهجمات الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
بحسب مايكروسوفت، تم رصد أكثر من 200 حالة استخدم فيها "خصوم الولايات المتحدة" الذكاء الاصطناعي لتوليد محتوى زائف على الإنترنت خلال تموز/يوليو الماضي، وهو رقم يزيد بأكثر من الضعف مقارنةً بعام 2024، ويتجاوز بعشرة أضعاف ما تم تسجيله في 2023. هذه القفزة تعكس تسارعًا في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي من قبل جهات معادية، سواء كانت دولًا أو جماعات إجرامية، في إطار سباق تسليح رقمي جديد.
الذكاء الاصطناعي: أداة هجومية متعددة الاستخدامات
وفقًا للتقرير، فإن الذكاء الاصطناعي يُستخدم لتحسين جودة الهجمات السيبرانية، من خلال ترجمة رسائل التصيد الاحتيالي إلى الإنجليزية بطلاقة، وإنشاء نسخ رقمية مزيفة لمسؤولين حكوميين، ونشر "معلومات مضللة تثير الانقسام". هذه الأدوات تتيح للمهاجمين اختراق الأنظمة الحساسة، وتعطيل الخدمات العامة، وسرقة البيانات السرية، سواء لأغراض استخباراتية أو لتحقيق مكاسب مالية.
مايكروسوفت: تم رصد أكثر من 200 حالة استخدم فيها "خصوم الولايات المتحدة" الذكاء الاصطناعي لتوليد محتوى زائف على الإنترنت خلال تموز/يوليو الماضي
وتشير آيمي هوغان-بيرني، نائبة رئيس مايكروسوفت للأمن والثقة، إلى أن العديد من المؤسسات الأميركية لا تزال تعتمد على دفاعات إلكترونية قديمة، في وقت تتوسع فيه شبكاتها الرقمية. وتضيف: "نحن أمام لحظة مفصلية تتسارع فيها الابتكارات بشكل غير مسبوق. هذا العام هو عام الاستثمار الضروري في أساسيات الأمن السيبراني".
الولايات المتحدة: الهدف الأول للهجمات السيبرانية
يؤكد التقرير أن الولايات المتحدة تتصدر قائمة الدول المستهدفة بالهجمات السيبرانية، متقدمة على "إسرائيل" وأوكرانيا، ما يعكس امتداد النزاعات الجيوسياسية إلى الفضاء الرقمي. وتُستهدف الشركات والمؤسسات الحكومية الأميركية بشكل متكرر، مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف القطاعات.
في المقابل، تنفي روسيا والصين وإيران تورطها في عمليات تجسس أو تخريب رقمي. الصين اتهمت واشنطن بمحاولة "تشويه" صورتها بينما تنفذ هي نفسها هجمات إلكترونية. أما إيران، فقد أصدرت بيانًا عبر بعثتها لدى الأمم المتحدة، أكدت فيه أنها لا تبادر بأي عمليات هجومية، لكنها تحتفظ بحق الرد "بما يتناسب مع طبيعة وحجم التهديد".
ويكشف التقرير عن أسلوب جديد تتبعه كوريا الشمالية، يتمثل في استخدام شخصيات رقمية مزيفة تحمل هويات أميركية للتقدم إلى وظائف تقنية عن بُعد. الحكومة الكورية تستولي على الرواتب، بينما يستغل القراصنة الوصول إلى الأنظمة لسرقة المعلومات أو زرع البرمجيات الخبيثة. هذه الاستراتيجية تمثل نموذجًا متقدمًا من التهديدات التي ستواجه المؤسسات الأميركية في المستقبل، بحسب نيكول جيانغ، الرئيسة التنفيذية لشركة "فابل" المتخصصة في الأمن السيبراني. وتضيف جيانغ: "الأمن السيبراني لعبة قط وفأر. ما يسعون إليه هو الوصول، والبيانات، والمعلومات، والمال".