24-فبراير-2019

مايا أنجلو (Poetry Foundation)

مايا أنجلو شاعرة أمريكية من أصول أفريقية. في قصيدتها هذه تتحدّى في بساطة مفرداتها قبح التاريخ ومرارة الحاضر، إذ لا يخفى على القارئ قبح تاريخ الرق الأمريكي للعرق الأسود، وهو أمر لمّا تتحرر منه القارة الجديدة رغم خطواتها المستمرة نحو العدالة الإنسانية.

مايا أنجلو تباهي بلونها الأخّاذ، وانتصارها على وحوش الداخل ووحوش الخارج على السواء. في قصيدتها هذه اختارت أن تسميها "I Rise"، وهو فعل اخترتُ من معانيه العربية الفعل "أشمخ" لما وجدت فيه من مناسبة لكبريائها الأسمر الجذاب.


يمكنك أن تكتبني في التاريخ

بحبر مرارتك وأكاذيبك الملتوية

وأن تدوسني لتغرقني في قعر التراب

لكنني، ورغم ذلك، كالغبار ما زلت أشمخ.

 

هل تزعجك وقاحتي؟

ما بك تكتنفك الظُلمة؟

ألأنّي أمشي وكأن حقول النفط

تتفجر في غرفة جلوسي.

 

كالأقمار والشموس تمامًا

وبيقين الأمواج

وكالآمال تندفع عاليًا

أماثلها

فأشمخ.

 

هل أردت رؤيتي ذليلة؟

منحنية الرأس ومنكسرة العينين؟

بأكتاف تتداعى كحبات المطر

مضعفة بنداءات الروح؟

 

هل تكدرك خيلائي؟

إياك أن تثقل نفسك

لأني أضحك وكأن مناجم ذهب

تحفر في فنائي الخلفي

 

يمكنك أن تطلق نار كلماتك عليّ

يمكنك أن تزدريني بعينيك

وأن تغتالني بكراهيتك

لكني، ورغم ذلك، كالهواء، ما زلت أشمخ

 

هل تربكك جاذبيتي؟

هل باغتّك برقصي، وكأني

أمتلك ماسات عند ملتقى وركي

 

أنا التي أخرج من أكواخ خزي التاريخ

وأشمخ

أعلو فوق تاريخ متجذر في العذاب

وأشمخ

أنا محيط أسود، في توثبي واتساعي

أحمل الموج في داخلي متدفقًا مائجًا

تاركةً خلفي ليالي الذعر والفزع

وأشمخ

وفي بزوغ فجر جلي في روعته

أشمخ

جالبة الهبات التي أورثها لي أسلافي

أنا حلم العبيد وأملهم

أشمخ

أشمخ

أشمخ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أو كما تكلمت الشمس

بكاء الصّحراء