27-أبريل-2018

الحسم المبكر للدوري الإنجليزي، ينضم لسلسلة إنجازات مان سيتي لهذا الموسم (أرشيفية/ رويترز)

قبل خمس مراحل من انتهاء الدوري الإنجليزي، حسم مانشستر سيتي لقب البطولة، بعد فوزه على توتنهام هوتسبيرز، في ويمبلي، بثلاثة أهداف مقابل هدف، مستغلًا خسارة ملاحقه وفريق المدينة الآخر، مانشستر يونايتد، على ملعبه ضد ويست بروميتش، بهدف وحيد.

استطاع مانشستر سيتي أن يحسم الدوري الإنجليزي لصالحه، قبل خمس مراحل على انتهاء الدوري، بفوزه الأخير على توتنهام هوتسبيرز

اللقب هذا هو الخامس للفريق الأزرق السماوي، والثالث في البطولة تحت مسماها الجديد، والأول تحت قيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا، الذي أصبح أول مدرب أصلع الرأس يحقق لقب " البرمييرليغ".

اقرأ/ي أيضًا: 5 حقائق لا تعرفها عن مانشستر سيتي

وكما تجري العادة عندما يتعلق الأمر بيب غوارديولا، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات الكروية، نقاشات حادة بين من يقلّل من إنجاز السيتي وينسبه للأموال التي ضُخت في سوق الانتقالات، وبين من يشيد بما قدمه بيب مع فريقه، ما جعلهم يحسمون الدوري مبكرًا وبسهولة.

في المرحلة 34 وصل السيتي إلى نقطته الـ90، والفريق بحاجة لتحقيق انتصارين في مبارياته الأربع المتبقية ليكسر رقم تشيلسي الذي حقق 95 نقطة في عام 2005. كما أنه يحتاج لعشر نقاط في آخر أربع مباريات للوصول إلى 100 نقطة، وهو رقم إذا ما تحقق، سيُعد إنجازًا كبيرًا، في دوري غاية في الصعوبة، يضم ستة فرق على الأقل من الوزن الثقيل.

حقق الفريق أيضًا بين شهري آب/أغسطس وكانون الأول/ديسمبر من سنة 2017،  سلسلة من 20 انتصارًا متتاليًا، وهو رقم قياسي تاريخي في إنجلترا. ويمتلك السيتي أقوى هجوم في المسابقة بـ98 هدفًا حتى الجولة 34، وبفارق كبير عن منافسيه، ولديه فرصة كبيرة لتخطي رقم تشيلسي الذي سجل 103 أهداف في موسم 2010.

أما على المستوى الدفاعي، فالفريق يمتلك أقوى خط دفاع في الدوري، حيث استقبل 25 هدفًا حتى الآن، أي أقل بهدف واحد مما تلقاه مانشستر يوناتيد، الفريق المعروف بأسلوبه الدفاعي تحت إمرة البرتغالي جوزيه مورينيو.

بين شهري آب/أغسطس وكانون الأول/ديسمبر 2017، حقق مان سيتي سلسلة من 20 انتصارًا متتاليًا، ما يعد رقمًا قياسيًا تاريخيًا في إنجلترا

أرقام أخرى تفوّق بها السيتي بنسخته الغوارديولية، فالفريق يمتلك أعلى نسبة استحواذ على الكرة، وهو أكثر فريق سدد على مرمى الخصوم، وأقل فريق تلقى مرماه تسديدات. وفي مباراته الأخيرة ضد سوانزي، أتمّ الفريق 1008 تمريرات، ليصبح أول فريق في الدوري منذ بدء الإحصاءات، الذي يتخطى الألف تمريرة.

اقرأ/ي أيضًا: أطول سلسلة انتصارات متتالية في 5 دوريات أوروبية كبرى

وبالنسبة للتشكيلة التي لعب بها غوارديولا هذا الموسم، فإن جل اللاعبين الأساسيين تواجدوا في الفريق  الموسم الماضي، باستثناء الصفقتين الصيفيتين: الحارس البرازيلي إديرسون مورايس القادم من بنفيكا البرتغالي، والإنجليزي كايل ووكر، الظهير الأيمن القادم من توتنهام، مع العلم أن العمود الفقري للفريق مكون من لاعبين تواجدوا في الفريق قبل وصول غوارديولا، هم: كيفن دي بروني ودايفيد سيلفا وسترلنغ وأغويرو وفيرناندينيو واوتاميندي والقائد كومباني، وغيرهم، وبالتالي فإن الحديث عن أن غوارديولا بنى فريقه بالمال، هو في غير محله، وفيه الكثير من التجني والإجحاف.

وصحيح أن الفريق فاز باللقب مرتين في السنوات الأخيرة، مع الإيطالي روبرتو مانشيني والتشيلياني مانويل بيليغريني، إلا أن الفارق هذه المرة، في أن الفريق فاز بالدوري بأداء باهر وبفارق مريح، محطّمًا عددًا كبيرًا من الأرقام القياسية، بعد أن قدم مباريات باهرة، وفاز بنتائج كبيرة، وتفوّق على كل خصومه في الكثير من الأرقام والإحصائيات؛ أداءً ونتائج وأرقامًا.

وعندما استلم بيب دفة تدريب النادي صيف العام 2016، لم يعِد جماهير الفريق بالألقاب، لكنه تعهدّ بأنه سيبني لهم فريقًا يجعلهم يفتخرون به. في سنته الأولى لم يحقق الفريق أي لقب، فهاجمت الصحف الإنجليزية المدرب الإسباني، وسخر البعض من طريقة لعبه، واعتبروا أن "فلسفته" غير مجدية في الدوري الإنجليزي. وفي أيار/مايو 2017، أكد غوارديولا أنه لن يغيّر طريقة لعبه، وأن طريقته هي التي جعلته المدرب الأعلى أجرًا.

وفي العام الجاري، وصل الفريق إلى قمة مستواه في الدوري، ليتحول الهجوم والانتقاد له، إلى إطراء ومديح فيه، بل إن بعض الصحفيين الرياضيين والمحللين واللاعبين السابقين، مثل جيمي كاراغر، وريو فيرديناند، ذهبوا إلى تحذير باقي الفرق من سطوة قادمة للسيتي على الكرة الإنجليزية، في حال لم تتخذ الفرق المنافسة خطوات على مستوى الانتدابات وطرق اللعب، لردم الهوة بينهم وبين السيتي.

لمّا بدأ غوارديولا تدريب مان سيتي لم يحقق ألقابًا في أول موسم ليتعرض لانتقاداتٍ تحولت هذا الموسم لإطراء ومديح على الأداء المبهر

في حصيلة الموسم، فاز السيتي هذا الموسم بالدوري وبكأس الرابطة، بينما خرج من ربع نهائي كأس الاتحاد أمام ويغان، ومن ربع نهائي دوري الأبطال أمام ليفربول. التحدي في الموسم القادم سيتمثل في الحفاظ على المستوى، والاستمرار في الهيمنة المحلية، وصبّ الجهود على التتويج بدوري أبطال أوروبا، اللقب الذي لم يحققه الفريق من قبل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل هناك رابط بين الطول ونتائج الأندية في كرة القدم؟

أعلى 10 مدربين أجرًا في العالم