05-فبراير-2021

مساع أوروبية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يكون "وسيطًا نزيهًا" في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران من أجل إعادة تفعيل الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي أدى انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بشكل أحادي منه، إلى تعطله.

عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يكون "وسيطًا نزيهًا" في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران من أجل إعادة تفعيل الاتفاق النووي

وقال ماكرون الخميس: "سأفعل كل ما في وسعي لدعم أية مبادرة من الجانب الأمريكي لإعادة الانخراط في حوار أصبح ملحًا، وسأحاول أن أكون وسيطًا نزيهًا وملتزمًا في هذا الحوار". وكان الرئيس الفرنسي قد حاول بشكل متكرر إقناع ترامب باحترام الاتفاق النووي، لكن بدون جدوى، مما أدى إلى أزمة عميقة بين الإدارتين في طهران وواشنطن، انتهت إلى فرض مزيد من العقوبات الأمريكية على إيران، وإعلان السلطات الإيرانية توقفها عن الالتزام بالشروط المفروضة على نشاطها النووي.

اقرأ/ي أيضًا: جواد ظريف: بايدن ذكي ومخضرم واستراتيجيتنا مع إدارته ستكون خطوة بخطوة

تأتي تصريحات الرئيس الفرنسي، بعد أن انتقد وزير الخارجية الإيراني التقصير الأوروبي في الحفاظ على الاتفاق النووي، معتبرًا أن الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، وهي المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، لم تفعل شيئًا لحماية الاتفاقية المعروفة رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.

وطالب ماكرون بإجراء مفاوضات جديدة مع إيران من شأنها أن تضع قيودًا على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، على أن تشمل هذه المفاوضات السعودية وإسرائيل، رغم رفضهما بشدة لاتفاق 2015 ودعمهما قرار ترامب بالانسحاب الأحادي. وحسب صحيفة العربي الجديد، فإنه من غير الواضح ما إذا كان عرض ماكرون أن يكون "وسيطًا" سيكون موضع ترحيب في واشنطن.

في السياق، كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد اقترح في مقابلة هذا الأسبوع أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يساعد في بناء الثقة وإحياء الاتفاق. لكن طهران تصر على أن تُسقط الولايات المتحدة العقوبات الجديدة التي فرضها ترامب قبل أن تدخل في أية مفاوضات، لكن الإدارة الجديدة لجو بايدن طلبت من السلطات الإيرانية احترام شروط اتفاق 2015، دون أن يكون واضحًا إن كان الرئيس الأمريكي الجديد ينوي رفع العقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة، كبادرة حسن نية.

وفي منتصف شهر كانون الثاني/يناير الماضي، أكد  محمد جواد ظريف أن استراتيجية طهران تجاه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ستعتمد على "خطوة مقابل خطوة"، مؤكداً أن بلاده "لن تقبل باتخاذ إجراءات مقابل مجرد بيان". وأدلى ظريف بهذه التصريحات في جلسة لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية.

وأضاف وزير الخارجية الإيراني لوسائل الإعلام عقب الجلسة، أن طهران لا تسعى إلى التصعيد والحرب، فيما دعا "من يفكر بالاعتداء على إيران إلى استخلاص العبرة من الاعتداءات السابقة".

ووصف ظريف بايدن بأنه "رجل ذكي ومخضرم، ولديه مهارة كبيرة في العلاقات الخارجية"، لكنه نفى وجود علاقة صداقة تجمعهما كما تشيع بعض التقارير، مشيرًا إلى أن العلاقة بينهما اقتصرت على مباحثات ولقاءات عندما كان يترأس البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة.

تأتي تصريحات الرئيس الفرنسي، بعد أن انتقد وزير الخارجية الإيراني التقصير الأوروبي في الحفاظ على الاتفاق النووي

وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018 وفرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية، حثت طهران المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا على تنفيذ التزاماتهم لحماية مصالح إيران بموجب الاتفاق، لكن بعد خروج الولايات المتحدة الأحادي من الاتفاق، تجاوزت إيران الحدود المنصوص عليها في الاتفاق على مستوى تخصيب اليورانيوم، وتوقفت عن الالتزام بالقيود التي ينص عليها الاتفاق على أنشطة البحث والتطوير النووية. وفي 4 كانون الثاني/يناير، زادت طهران نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المائة كجزء من خطة العمل الاستراتيجية للبلاد لمواجهة العقوبات التي وافق عليها البرلمان في كانون الأول/ديسمبر 2020.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بعد إعلان طهران رفع نسبة تخصيب اليورانيوم.. ما سيناريوهات التصعيد مع واشنطن؟