في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية الأميركية، تتحرك إدارة الرئيس دونالد ترامب وحلفاؤها بسرعة لتعزيز السيطرة على الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، مما يعكس رغبة قوية في إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأميركية وفقًا لمبدأ "أميركا أولًا" الذي يرفعه ترامب.
إغلاق الوكالة
كشف الملياردير إيلون ماسك أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وافق على إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بعد أيام من التكهنات حول مستقبل الوكالة، إثر تجميد تمويلها وإعطاء العشرات من موظفيها إجازة.
كشف الملياردير إيلون ماسك أن الرئيس الأميركي ترامب، وافق على إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بعد أيام من التكهنات حول مستقبل الوكالة، إثر تجميد تمويلها وإعطاء العشرات من موظفيها إجازة
وذكر ماسك على منصة "إكس"، عبر إحدى المساحات الحوارية: "بالنسبة لموظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لقد ناقشت الأمر (مع الرئيس) بالتفصيل وقد وافق على أنه يجب أن نغلقها".
وأضاف ماسك، إنه تحقق من الأمر مع ترامب عدة مرات، الذي أكد له أنه يريد إغلاق الوكالة، التي توزع مليارات الدولارات من المساعدات الإنسانية وتمويل التنمية سنويًا.
فرض ترامب رسومًا جمركية عقابية بنسبة 25 بالمئة على الواردات الكندية والمكسيكية، إلى جانب تعريفات إضافية بنسبة 10 بالمئة على السلع الصينية.
اقرأ أكثر: https://t.co/BDeixiBhOp pic.twitter.com/HxhH37UOqZ— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 2, 2025
وبعد التصريحات التي أطلقها ماسك بموافقة الرئيس دونالد ترامب على إغلاقها، أصدرت الوكالة تعليمات لموظفيها بعدم التوجه إلى مقرها، الإثنين 3 فبراير/شباط الجاري، وفقًا لإشعار تم توزيعه عليهم.
وقال موظفون في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إنهم تتبعوا 600 موظف أبلغوا عن منعهم من الوصول إلى أنظمة الحواسب الخاصة بالوكالة خلال الليل. وتلقى الأشخاص الذين ما زالوا متصلين بالنظام رسائل بريد إلكتروني في نظام الوكالة تفيد بأنه "بناء على توجيهات قيادة الوكالة، سيتم إغلاق مبنى المقر الرئيسي أمام موظفي الوكالة الاثنين".
إقالات داخل الوكالة: الأمن القومي في مهب الريح؟
وفقًا لمسؤولين حاليين وسابقين في الوكالة، قامت إدارة ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع بإقالة مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى، بعد أن رفضوا السماح لممثلين عن وزارة "الكفاءة" (DOGE) الحكومية، التي يديرها ماسك، بالدخول إلى مناطق محظورة داخل الوكالة.
وفقًا لمسؤولين حاليين وسابقين في الوكالة، قامت إدارة ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع بإقالة مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى، بعد أن رفضوا السماح لممثلين عن وزارة "الكفاءة" (DOGE) الحكومية، التي يديرها ماسك، بالدخول إلى مناطق محظورة داخل الوكالة
رئيس الأمن في الوكالة، جون فورهيس، ونائبه، وُضعا في إجازة إدارية، مما أثار قلق عدد من المشرعين الأميركيين الذين اعتبروا هذه الخطوة تهديدًا مباشرًا لأمن المعلومات السرية داخل أكبر هيئة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم.
تكهنات بإلغاء الوكالة أو دمجها في وزارة الخارجية
تزايدت الشكوك حول نية إدارة ترامب إلغاء الوكالة بالكامل أو دمجها ضمن وزارة الخارجية، وهو ما يعزز الدور المتنامي للشخصيات غير المنتخبة في عملية إعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية.
يرى مراقبون أن هذه التحركات تهدف إلى تحويل الوكالة من هيئة مستقلة إلى ذراع مباشر للبيت الأبيض، تركز على مشاريع تحقق "فوائد ملموسة" للمواطنين الأميركيين بدلًا من دعم التنمية العالمية
يرى مراقبون أن هذه التحركات تهدف إلى تحويل الوكالة من هيئة مستقلة إلى ذراع مباشر للبيت الأبيض، تركز على مشاريع تحقق "فوائد ملموسة" للمواطنين الأميركيين بدلًا من دعم التنمية العالمية.
مواجهة بين موظفي (USAID)ومسؤولي (DOGE)
وسط هذه التغييرات المتسارعة، أعلن رئيس الموظفين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، مات هوبسون، استقالته المفاجئة. ونقلت مصادر من داخل الوكالة أن هوبسون لم يقدم أي تعليق رسمي حول أسباب مغادرته، لكن توقيتها يشير إلى وجود أزمة داخلية متفاقمة.
فقد أفاد شهود عيان أن مجموعة من ثمانية أفراد من وزارة "الكفاءة" دخلوا مبنى الوكالة يوم السبت، مطالبين بالوصول إلى جميع الطوابق والمكاتب، رغم أن أغلبهم لم يحملوا التصاريح الأمنية اللازمة. وعندما حاول الموظفون منعهم من دخول بعض المكاتب الحساسة، هدد مسؤولو الوزارة باستدعاء سلطات إنفاذ القانون.
في النهاية، تم منحهم حق الدخول إلى المكاتب الأمنية والمناطق المحظورة، مما أثار مخاوف كبيرة داخل الكونغرس حول سلامة المعلومات السرية داخل الوكالة.
قرار ترامب بتجميد المساعدات الخارجية الأميركية أثار صدمة في عموم أوروبا الشرقية، الأمر الذي جعل الحكومات المحلية الموالية للغرب تواجه مصيرًا مجهولًا في ظل الصراع المحتدم بين الدول الغربية من طرف وروسيا والصين من طرف آخر.
اقرأ أكثر: https://t.co/EpyQY5fA8N pic.twitter.com/15Tx22IidP— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 1, 2025
إيلون ماسك يهاجم (USAID) ويطالب بتفكيكها
على منصته "إكس"، شن إيلون ماسك هجومًا غير مسبوق على الوكالة، واصفًا إياها بأنها "عصابة إجرامية" و"وكالة فاسدة تدار من قبل ماركسيين يساريين يكرهون أميركا". وأضاف في منشور بحسابه على "إكس": "حان وقت إنهائها".
حسابات(USAID) تختفي من الإنترنت
بحلول ظهر الأحد، تم إلغاء حساب الوكالة على منصة "إكس"، حيث ظهرت رسالة تفيد بأن "الحساب غير موجود"، كما تم تعطيل صفحتها على منصة "إنستغرام".
أما الموقع الرسمي للوكالة فقد توقف عن العمل منذ السبت، دون تقديم أي تفسيرات رسمية حول ما إذا كان ذلك ناتج عن تعطيل مقصود من الإدارة أو مشكلة تقنية.
تجميد المساعدات الخارجية وتأثيره على العلاقات الدولية
تصاعدت الخلافات بين إدارة ترامب والكونغرس بعد تجميد المساعدات الخارجية، وهو ما أثار غضب عدد من المشرعين الذين اعتبروا هذه الخطوة تهديدًا مباشرًا للمصالح الأميركية في الخارج.
وخلال مناقشات مغلقة، لم يتمكن مسؤولو وزارة الخارجية من تقديم توضيحات حول المشاريع التي تم تجميدها، مما زاد الغموض حول مستقبل برامج المساعدات، خاصة في دول مثل أوكرانيا، التي تعتمد على الدعم الأميركي في مواجهة الغزو الروسي.
📌 وقع #دونالد_ترامب قرارًا ينص على فرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على #المكسيك و #كندا، بالإضافة إلى فرض رسوم مماثلة بنسبة 10 بالمئة على #الصين.
📌 تعليقًا على قرار فرض الرسوم الجمركية، كتب ترامب متسائلًا عبر منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": "هل سيكون هناك بعض… pic.twitter.com/wrxzy7Tuws
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 3, 2025
الكونغرس يطالب بالتحقيق ومحاسبة إدارة ترامب
هذا، ووجه 10 من أعضاء الكونغرس عن الحزب الديمقراطي، خطابًا إلى وزير الخارجية ماركو روبيو، يطالبون فيه بتوضيحات عاجلة حول قرارات إدارة ترامب. كما صرّحت السيناتور عن ولاية نيوهامبشير، جان شاهين، بأن أي وصول غير قانوني إلى المعلومات السرية يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي الأميركي.
الجمهوريون يؤيدون تفكيك الوكالة
على الجانب الآخر، يؤيد عدد من المشرعين الجمهوريين تقليص دور (USAID)أو حتى إلغائها تمامًا. وقال النائب عن ولاية فلوريدا، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، برايان ماست، إنه يؤيد إعادة النظر في وضع (USAID)كوكالة مستقلة. لكنه لم يحدد ما إذا كان ذلك يتطلب موافقة الكونغرس.
ترامب يمنح ماسك صلاحيات واسعة داخل الحكومة
قام ترامب بتعيين ماسك على رأس وزارة "الكفاءة"، وهي هيئة حكومية جديدة مكلّفة بإعادة هيكلة الإنفاق الفيدرالي وخفض التكاليف.
ومنذ تعيينه، سعى ماسك إلى فرض سيطرة واسعة على مؤسسات الحكومة الفيدرالية، حيث قام بتعيين مقربين منه في مناصب حساسة داخل وكالات مختلفة.
ويأتي تحرك إدارة ترامب للسيطرة على (USAID) بعد يوم واحد من تمكن موظفين في الوزارة التي يديرها ماسك من الوصول إلى نظام حساس داخل وزارة الخزانة الأميركية، مسؤول عن إدارة تريليونات الدولارات من المدفوعات الحكومية، وذلك بعد إقالة مسؤول رفيع المستوى في الوزارة.
"يرى إيلون ماسك أنّ الحضارة الغربية باتت مهددة ويجب إنقاذها من خلال دعم صعود الأحزاب اليمينية".
تقرؤون المقال: https://t.co/aYibSiik7K pic.twitter.com/Czl50jrQFi
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 10, 2025
هل هي نهاية (USAID)؟
تشير التحركات الأخيرة إلى أن إدارة ترامب تتجه بقوة نحو إعادة تشكيل الهيئات الفيدرالية الأميركية، وسط معارضة قوية من الديمقراطيين وتحذيرات بشأن تأثير ذلك على الأمن القومي والسياسة الخارجية الأميركية.
يبقى السؤال المطروح: هل سينجح ترامب وماسك في تفكيك (USAID)، أم أن الكونغرس والقضاء سيتحركان لوقف هذا المسار؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الوكالة.
الرئيس الأميركي السابق، جون كينيدي، كان قد أسس الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، في ذروة الحرب الباردة لمواجهة النفوذ السوفيتي
يذكر أن الرئيس الأميركي السابق، جون كينيدي، أسس الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، في ذروة الحرب الباردة لمواجهة النفوذ السوفيتي.
واليوم تقع الوكالة في قلب التحديات الأميركية خاصة مع النفوذ المتزايد للصين، التي لديها برنامج مشابه للمساعدات الخارجية يطلق عليه مبادرة "الحزام والطريق".