21-فبراير-2021

الشّاعرة الأمريكيّة ماري أوليفر

ولدت الشّاعرة الأمريكيّة ماري أوليفر (Mary Oliver) في ولاية أوهايو سنة 1935. نشرت مجموعتها الشعريّة الأولى عام 1963 وأتبعتها بعدّة مجاميع، حتّى نالت جائزة البوليتزر عن مجموعتها الشعريّة الخامسة (American primitive) عام 1984.

تعتبر ماري أوليفر من الشّعراء الذين أعطوا الطبيعة مسكنًا دائمًا في شعرهم، إذ إن العناصر المُشكِّلة لها وكل ما يدخل في جناحها الواسع مثّلت حجر الرحى الأساسيّ الذي ارتكزت عليه أعمالها، فنادرًا ما نجد قصيدة في دواوينها، لا تكون فيها الطبيعة الحيّز المباشر الذي تسلكه لبناء عالمها الشّعري.

من مجموعتها الشعرية: الإوز البري (Wild Geese)، أغاني الكلاب (Dog songs)، ألف صباح (A thousand mornings).

رحلت الشاعرة عن عالمنا في فلوريدا عام 2019.


عيون بيضاء

 

في الشتاء

الغناء كلّه في قمم الأشجار

حيث طائرُ الرّيح

بعينيه البيضاوين

يحثّ ويدفع بين الأغصان.

 

مثل أيّ واحد منّا

يريدُ أن ينام

لكنّه قلق، لديه فكرةٌ تتراءَى ببطء

من تحت جناحيه النّابضين

طالما يبقى مستيقظًا.

لكنّ موسيقاه الرحبة والمستديرة، لاهثة جدًا كي تدوم

بعد كل شيء

 

لذا انتهى الأمر.

 

في الصنوبر المتوّج

يبني عشّه

لقد قام بكل ما يستطيع.

 

لا فكرةَ لديّ عن اسم هذا الطائر

أتخيّل وحسب منقاره الوقّاد

مطويًا في جناح أبيض

بينما الغيوم التي استدعتها من الجنوب

التي علّمها أن تكونَ دمثة وصامتة

تثخن وتبدأ بالسقوط

على العالم السّفليّ

مثل النجوم، أو ريش بعض الطائر الذي لا يمكن تصوّره

والذي يحبنا

الهاجعُ الآن، والصامت

الذي حوّل نفسهُ

إلى ثلج.

 

العاصفة

 

الآن، عبرَ البستان الأبيض

كلبيَ الصغير يمرح

قاصمًا الثلج الجديد بأقدامه البرّيّة.

راكضًا هنا، جاريًا هناك

متحمسًا، غير قادرٍ على التوقف، بصعوبة.

يقفز

يدور حتى يمسي الثلج الأبيضُ مكتوبًا

بأحرف فسيحةٍ وغزيرة

جملةً طويلة، تفصحُ عن ملذّات الجسد في هذا العالم.

 

أوه!

لم أستطع أنا نفسي، الإدلاء بها على نحوٍ أفضل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

آلدا ميريني: قتلت كل عشاقي لأنهم يريدون رؤيتي أبكي

ألن غينسبرغ: وزن العالم هو الحب