02-مارس-2021

مشهد من فيلم "The Lighthouse"

ألترا صوت - فريق التحرير

ماذا سنشاهد في هذا الشهر؟ أو في عطلة نهاية الأسبوع؟ وربما الليلة أيضًا؟ يبدو السؤال بسيطًا، ولكنه معقد أيضًا في ظل الخيارات الكثيرة المتاحة، والتي ستدخل الفرد دون شك في متاهةٍ من الحيرة المتواصلة، لجهة تحديد الشريط الذي يستحق المشاهدة دون غيره.

نقترح لكم في هذه المقالة 4 أفلامٍ متنوعة المواضيع والاتجاهات.


The Lighthouse

يتحدث فيلم "The Lighthouse" للمخرج الأمريكي روبرت إيغرز، عن حارسي منارة، وصلا في مهمة إلى جزيرة نائية، حيث سيختبران نوعًا مؤلمًا من الوحدة، دفعت بهما إلى تخيل أشياء لا أساس لها، ولكنها استطاعت تحويل إقامتها إلى مساحة مفتوحة على الخوف والرعب، ساهمت علاقتهما المضطربة ببعضهما البعض، في تغذيتها وإطالة أمدها أيضًا.

العلاقة التي تجمع بين الحارسين تبدو خالية من أي بُعدٍ إنساني، فالأول عجوزٌ مستبد، والثاني شابٌ وقع ضحية استبداده، باعتباره مديره الأقدم سنًا والأكثر كفاءة. ولكن هذه العلاقة المضطربة ستأخذ فيما بعد منحىً مختلفًا تمامًا، إذ يعود الطرفان إلى النبش في ماضيهما للانصراف عن شعورهما بالوحدة، فتتحول العلاقة إلى مساحةٍ يُحاكمان فيها ماضيهما ومسار حياتهما، على وقع الشعور المستمر بالذنب والارتياب من بعضهما أيضًا.

الزمن الباقي

يقوم فيلم "الزمن الباقي" للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان على سيرته الذاتية، وما تحتفظ به ذاكرته من أحداثٍ يمكن عبرها، وبلغةٍ بصرية ملفتة، سرد ما جرى في فلسطين منذ عام 1948 وحتى تاريخ تصوير الشريط، مما يعني أن المتفرج سيكون إزاء سفرٍ زمني، يضيء على معاناة الفلسطيني في الأراضي المحتلة والشتات في آنٍ معًا.

يتكون الفيلم من مجموعة مشاهد تتناول فتراتٍ زمنية محددة في حياة المخرج، تُروى عبر لغةٍ يغلب عليها الصمت أحيانًا، والفكاهة اللاذعة أو الكوميديا السوداء في أحيانٍ أخرى، إذ إن تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين، ما مضى منها وما يمضي لتوّه، تُقدَّم عبر أسلوبٍ يجمع بين التهريج والحزن، ففي واحد من مشاهد الشريط، يظهر صبي يبيع الجرائد وهو يصرخ: "الوطن بشيكل، وكل العرب ببلاش".

Invasion

الصراع بين السُلطات الكندية والسكان الأصليون، هو موضوع الشريط الوثائقي القصير المعنون بـ "Invasion"، إذ يُقدِّم، وعلى امتداد نحو 20 دقيقة تقريبًا، لمحات بسيطة وسريعة عن العلاقة بين الطرفين، ولكنها تبدو كافية للإضاءة على تاريخٍ طويل من الصراع القائم بينهما، باعتبارهما مُستعمِرٌ ومُستعمَر، وهو صراعٌ قديمٌ مُتجدد، يرتبط بالعنف الذي يمارسه الطرف الأول ضد الثاني بشكلٍ مستمر.

يرسم الشريط صورة مغايرة لكندا، تنفي انسلاخها عن ماضيها الاستعماري، عبر قصة احتجاج مجموعةٍ من السكان الأصليين ضد مشاريع حكومية، تستهدف أراضيهم وممتلكاتهم، وتسعى إلى تجريدهم منها عبر وسائل مختلفة، ومنها العنف الذي تمارسه الشرطة ضد المحتجين، الأمر الذي يدل على أن النفس الاستعماري لا يزال قائمًا لا عند السلطات فقط، وإنما عند فئةٍ واسعةٍ من الشعب أيضًا.

متحضرات

اقتطعت مديرية الأمن العام اللبناني 45 دقيقة من فيلم "متحضرات" للمخرجة اللبنانية رندة الشهال، والسبب الألفاظ النابية والخارجة عما يتحمله الذوق العام، وتصدير صورة سيئة عن لبنان وشعبه إلى الخارج، بحسب ما جاء في ضبط المديرية. ولكن الشهال رأت أن السبب الحقيقي للاقتطاع والمنع، هو أن فيلمها يحمّل اللبنانيين مسؤولية الحرب الأهلية.

يقدّم الفيلم قصة مختلفة لمدينة بيروت زمن الحرب الأهلية، إذ يحاول التقاط صورة بانورامية لها ولطبيعة العيش فيها آنذاك، ولكن لا من خلال سكانها فقط، وإنما عبر العمال الأجانب الذين بقوا فيها، بعد مغادرة أرباب عملهم البلاد بسبب الحرب. وعبر هؤلاء العمال، يتعرف المتفرج إلى العوالم السفلية للمدينة، حيث يمارس أبناء الطبقات المهمشة ضد بعضهم عنفًا متبادلًا يبدو امتدادًا للعنف الدائر في الخارج.

 

اقرأ/ي أيضًا:

4 أفلام من عبقرية شارلي شابلن

في رحاب سينما الخيال العلمي