24-فبراير-2021

مشهد من حي صبرا في بيروت (Getty)

أثار خبر تلقّي عدد من النواب اللبنانيين للقاح فيروس كورونا داخل مبنى مجلس النواب التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان. وعلى هذه الخلفية عمّ الغضب صفوف الناشطين، الذين اتهموا الدولة بسرقة لقاحاتهم، وتوزيعها على النواب، بالرغم من تأكيد وزارة الصحة أكثر من مرة سابقًا، أن التوزيع سيتم وفق معايير نزيهة وشفافة، وأنها ستشمل في المرحلة الأولى العاملين في القطاع الصحي، وأن عمليات التلقيح ستتم داخل المراكز الصحية حصرًا.

على الرغم من تأكيد وزارة الصحة اللبنانية، أكثر من مرة، أن توزيع اللقاحات سيتم وفق معايير نزيهة وشفافة، تم تلقيح الفريق الرئاسي و16 من النواب في البرلمان اللبناني قبل إتمام تلقيح الطواقم الطبية 

فيما كان رئيس اللجنة الوطنية لإدارة ملف كورونا عبد الرحمن البزري أول من أعلن عن "الفضيحة". ولوّح البزري بتقديم استقالته من اللجنة، لكنه عاد وتراجع عنها بشكل مؤقت بسبب الظروف الراهنة. إذ قال البزري في المؤتمر الصحفي الذي عقده عصر الثلاثاء 23 شباط/فبراير 2021 إن البنك الدولي سجّل هذا الخرق وسيتابع هذا الملف. وأضاف البزري بوجوب أن يصدر تبرير لما حصل أو ستقرر اللجنة الاعتذار عن عملها بعد اجتماع تعقده عند تمام السادسة من مساء الأربعاء 24 شباط/فبراير. وأكّد البزري أن اللقاحات وصلت إلى مجلس النواب بدون علم اللجنة الوطنية لكورونا، بل عن طريق وزارة الصحة.

اقرأ/ي أيضًا: مدينة نيس تتجه لإقفال أبوابها في وجه السياح بسبب زيادة الإصابات بكورونا

تزامن خبر إعلان حصول 16 من النواب اللبنانيين على اللقاح في المجلس النيابي، مع إعلان الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية عن حصول الرئيس العماد ميشال عون وزوجته وعشرة من معاونيه على اللقاح في القصر الجمهوري، الأمر الذي ساهم في تغذية غضب اللبنانيين. بينما شرعت القوى السياسية اللبنانية إلى تقاذف التهم والتنصّل من مسؤوليتها أمام هذا الملف. وأصدر عدد من النواب الذين حصلوا على اللقاحات في المجلس بيانات برروا فيها حصولهم على اللقاح، وقالوا إن المسؤولية تقع على عاتق وزارة الصحة التي طلبت منهم الحضور إلى المجلس للحصول على اللقاح.

 

ضمن هذا الإطار، وصفت الناشطة نادين فرغلي النواب بلصوص اللقاحات. وطالبت النواب الذين حصلوا على اللقاحات بتقديم استقالاتهم. كما حمّل الناشط فريدي رحمة وزير الصحة حمد حسن المسؤولية الأساسية عن الفضيحة التي حصلت، كما حمل رئيس مجلس النواب نبيه بري المسؤولية بالدرجة الثانية. بينما طالب المغرد سمير علاء الدين بمحاسبة ومعاقبة كل من قام بتمرير اللقاحات إلى داخل مجلس النواب، بدون علم اللجنة الوطنية للكورونا برئاسة البزري.

واستخدم الناشطون اللبنانيون وسم #فضيحة_اللقاح للتعبير عن غضبهم، وللمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة. وتساءلت الناشطة حياة الحريري عن الكيفية التي ستأتي بها ردة فعل وزير الصحة بعد هذه الفضيحة التي حصلت في عهدته وتحت سلطته. وقالت علا خزعل أن النواب سيقدمون تبريرات كاذبة وغير مقنعة، وأنصار الأحزاب التي ينتمي هؤلاء النواب إليها سيصدقون ذلك. واعتبر الكثير من الناشطين أن النواب سرقوا اللقاحات من آبائهم وأقاربهم الطاعنين في السن والذين يعانون أمراضًا مزمنة. 

وانتشر أيضًا وسم  #nowasta الذي عبر الناشطون من خلاله رفض استخدام الواسطة في توزيع اللقاح. فقال طارق متري ساخرًا إنه علينا تلقيح النواب لكي يحافظوا على صحتهم وكي يبقوا قادرين على سرقتنا. ومن خلال الوسم نفسه، انتقد علي الجمّال الوتيرة البطيئة التي تتمّ فيها عملية توزيع اللقاحات، وقال إن المواطن العادي لن يحصل على اللقاح إلى أن يبلغ سن الثمانين، فيما تصل اللقاحات إلى النواب بدون حتى أن يذهبوا هم إليها.

كما أشارت دانيالي قزح إلى أن قائد الجيش الإسباني تقدّم باستقالته لأنه أخذ اللقاح قبل دوره، كذلك فعل وزير خارجية البيرو. وقالت إن ثقافة الاستقالة والاعتذار من الشعب وتحمّل المسؤولية لا وجود لها في لبنان. واستغرب المغرد جان ماري شارل حصول النواب على اللقاح قبل الفرق الطبية، في الوقت الذي تواجه هذه الفرق الخطر في الخطوط الأمامية. وطالب بإقالة وزير الصحة المسؤول عن الفضيحة ورميه بالبيض. وسأل أنطوني بركات من جهته بسخرية "من سرق علب الشاي، ألن يسرق لقاحات كورونا؟".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

قضية الامتحانات الحضورية في مصر مستمرة في تصدير وسوم جديدة

أنباء حول إمكانية عودة "حظر الجمعة" تشغل الأردنيين في تويتر