15-فبراير-2020

ينتمى الكولاجين إلى عائلة من البروتينات تعد مكونًا أساسيًا في بناء الأنسجة الضامّة (Getty)

يرد اسم الكولاجين بكثرة في إعلانات مستحضرات التجميل، بوصفه مكوّنًا سحريًا قادرًا على إعادة رونق البشرة ونضارتها. فما هو هذا الكولاجين؟ وما هي استخداماته؟ وما مدى صحّة ما يقال عنه؟

ينتمى الكولاجين إلى عائلة من البروتينات التي تعدُّ مكوّنًا أوليًا أساسيًا في بناء الأنسجة الضامّة مثل الجلد والغضاريف

1. ما هو الكولاجين؟

ينتمى الكولاجين إلى عائلة من البروتينات التي تعدُّ مكوّنًا أوليًا أساسيًا في بناء الأنسجة الضامّة، مثل الجلد والغضاريف. ويشكّل الكولاجين حوالي ثلث البروتين الموجود في جسم الإنسان. ويوجد 28 نوعًا مختلفًا منه، تصنف تبعًا لاختلاف الأحماض الأمينيّة المكوّنة لها.

اقرأ/ي أيضًا: كيف يدمّر "بزنس" النظافة النسائية صحة المهبل وثقة المرأة بنفسها؟

و90% من الكولاجين الموجود في الجسم هو من النوع الأول، ويتواجد في كلٍ من الجلد، والأوتار، والأعضاء الداخليّة والأجزاء العضويّة من العظام. أما بقيّة الكولاجين الموجود في الجسم، فيتوزّع كالتالي:

  1. النوع الثاني: يتواجد في الغضاريف.
  2. النوع الثالث: يتواجد في نخاع العظم وفي الأنسجة اللمفيّة.
  3. النوع الرابع: يتواجد في الأغشية القاعديّة.
  4. النوع الخامس: يوجد في الشعر وفي أسطح الخلايا.

2. ما هو مصدر الكولاجين؟

يصنع الجسم الكولاجين عبر تفكيك البروتين الذي يحصل عليه من الغذاء وتحويله إلى أحماض أمينيّة، حيث أنَّ الأحماض الأمينيّة هي وحدات البناء الأساسيّة للبروتينات في الجسم، ومنها الكولاجين.

3. ما هي الأطعمة الغنيّة بالكولاجين؟

يمكن الحصول على الوحدات الأساسيّة لبناء الكولاجين عبر تناول الأطعمة الغنيّة بالبروتين، مثل الدجاج، واللحم البقريّ، والبيض، الألبان، والبقوليات، والمكسرات والحبوب الكاملة.

الكولاجين
لم تثبت علميًا فاعلية الكولاجين المأخوذ عن طريق الفم

وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ النظام الغذائيّ الغنيّ بالخضروات والفواكه الطازجة، يوفر للجسم مضادات الأكسدة التي تحميه من العوامل المؤكسدة الهدّامة للكولاجين.

ومن العوامل التي تسبب تراجعًا في معدّلات إنتاج الكولاجين في الجسم: التقدّم في العمر، والتعرّض المُفرط لأشعّة الشمس، والتدخين، والنظام الغذائيّ غير الصحيّ.

4. ما هي استخدامات الكولاجين في الطب؟

يتسبب التهاب المفاصل باستنزاف الكولاجين الموجود بشكلٍ طبيعيّ في المفاصل بسرعةٍ تفوق قدرة الجسم على تعويضه، ما يتسبب بألم المفاصل، وبتحديد قدرتها على الحركة. ونظرًا للدور المحوريّ الذي يلعبه الكولاجين في الحفاظ على المفاصل، بدأ الأطباء بإجراء عدّة تجارب منذ العام 1980 لعلاج التهاب المفاصل باستخدامه، إلا أنَّ هذه الطريقة كانت فعّالةً في بعض الحالات فقط، ولم تحقق الأهداف المرجوّة منها على نطاق واسع.

ووجدت دراسة نُشرت عام 2017، أنَّ الكولاجين المأخوذ عن طريق الفم قد أثبت فاعليته في التخفيف من آلام التهاب المفاصل العظميّ، إلا أنَّه لم يكُن أكثر فاعليةً من الدواء الموجود أصلاً لعلاج التهاب المفاصل الروماتويديّ.

وعلى الرغم من فاعلية الكولاجين المأخوذ عن طريق الفم في تخفيف آلام التهاب المفاصل، إلا أنَّه لا يساعد في تعويض الكولاجين المتآكل في المفاصل، ولا يعالج المرض. وفي المقابل، ووفقًا لدراسة نُشرت عام 2018، فقد يكون إدخال الكولاجين جراحيًا إلى المفاصل المُلتهبة علاجًا ناجحًا لالتهاب المفاصل.

قد لا يكون الكولاجين الحل المثالي لعلاج التهاب المفاصل، إلا أنَّه كذلك بالنسبة لعلاج الجروح والنُدب، حيث يتم استخدامه موضعيًا على الجروح، مرفقًا غالبًا ببروتينات أُخرى ومضادات حيويّة، لتسريع الشفاء ولمنع الالتهابات.

إضافةً لفاعليّته في علاج الجروح، فإنَّه فعّال أيضًا في علاج الحروق، إذ ينصح الباحثون بوضع الهلام المصنوع من الكولاجين فوق الحروق الشديدة، نظرًا لقدرته على توفير بيئة رطبة للجلد مع حمايته من الالتهابات، إضافةً لقيامه بلعب دور الأرضيّة للخلايا الجديدة ولبناء الكولاجين من جديد.

5. هل ينصح الخبراء بتناول الكولاجين؟

الكولاجين هو مكوّن شائع في العديد من المراهم الموضعيّة والمكملات التي تؤخذ عن طريق الفم، إلا أنَّ فاعليته بهذه الطريقة لم تُثبت بشكلٍ علميٍّ بعد، فالعديد من مكملات الكولاجين المأخوذة عن طريق الفم تدّعي قدرتها على تحسين البشرة، وعلى تخفيف آلام التهاب المفاصل، أو حماية العظام، أو تعزيز البنيّة العضليّة، وتحسين صحّة القلب واللثة والدماغ وتقوية الشعر والأظافر والمساعدة في فقدان الوزن وغيرها، إلا أنَّ هذه الادعاءات لم تُثبت بعد.

وعلى الرغم من أنَّ الكولاجين الموضعيّ قد أثبت فاعليته في علاج الجروح، إلا أنَّ ذاك المأخوذ عن طريق الفم لم يُثبت فاعليته بالنسبة للبشرة أو الشعر أو الأظافر، فالمراهم التي تحتوي على الريتينول والريتينويد تحقق فوائد أكبر وملموسة أكثر في الحفاظ على صحة وحيوية البشرة.

الكولاجين
أثبت الكولاجين الموضعي فاعليته في علاج الجروح

ويحذر بعض الباحثون من منتجات الكولاجين التجاريّة المتواجدة في الأسواق، فبالإضافة إلى أنَّها لم تُثبت فاعليتها في علاج المشاكل التي تدّعي أنَّها تُساعد في علاجها، فكثير من هذه المنتجات لم تُختبر سلامتها على الصحّة بشكل منهجيّ.

والكولاجين المُستخدم في تصنيع العديد من هذه المُنتجات، غالبًا ما يكون حيواني الأصل، حيث يُستخرج الكولاجين من عظام الأبقار أو جلود الأسماك. وبعد استخراجه من مصادره يُعالج بشكلٍ مُكثف، ما يتسبب بتفكيكه إلى ببتيدات (سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينيّة)، يسمى ناتج عمليّة المعالجة هذه بـ"الكولاجين المائي" أو "الكولاجين المُميّه"، وهو كولاجين قابل للذوبان في الماء، ما يجعله أسهل للاستخدام في تصنيع المراهم والمستحضرات والأقراص.

رغم أنَّ الكولاجين الموضعي قد أثبت فاعليته في علاج الجروح، لكن المأخوذ عن طريق الفم لم يُثبت فاعليته في أي مما يُزعم له

إذًا، فقبل أن تُفكّر بأخذ مكملات الكولاجين، عليك أن تُراجع تأثير نظامك الغذائيّ ونمطك الحياتيّ على تصنيعه بشكلٍ طبيعيّ في جسدك، فالمُكملات لن تُحقق أي فائدة تُذكر إذا كان نظامك الغذائي سيء أو إذا كنت تتبع نمطًا حياتيًا غير صحيّ، لذلك ينصحك الباحثون بأن تعمل على تحسين نظامك الغذائيّ وعاداتك الصحيّة بدلًا من تناول المكملات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن أن يتسبب حلق شعر العانة في الإصابة ببعض الأمراض؟

الوقاية من سرطان الثدي.. توعية نيوليبرالية استهلاكية

كيف يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على الإنسان؟

من يملك الآخر.. نحن أم أجسادنا؟