29-يونيو-2018

كان الأطفال المخطوفون من عائلات لا تناصر نظام فرانكو (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

كانت فترة الحرب الأهلية الإسبانية، وفترة حكم نظام فرانكو المدعوم من الفاشية، من الأسوأ والأكثر جدلًا في تاريخ البلاد. وشهدت هذه الفترة عمليات خطف أطفال منظمة، من العائلات التي لا تناصر النظام الملكي، وهي الجريمة التي بدأت تنكشف تفاصيلها في فترة متأخرة. نكشف لكم في هذه المقالة المترجمة بتصرف من موقع "بي بي سي"، معلومات قد تسمعونها لأول مرة عن هذه القضية.


سيقف أخصائي نسائية وتوليد يبلغ من العمر 85 عامًا أمام المحكمة في إسبانيا، ليكون أول شخص يخضع للمحاكمة فيما يتعلق بقضية سرقة وبيع مئات الآلاف من الأطفال خلال وإبان عهد الدكتاتور الإسباني فرانثيسكو فرانكو.

ما يزال فرانكو حتى الآن شخصية يدور حولها الكثير من الجدل في إسبانيا، ولاسيما فيما يتعلق بموقف الكنيسة الكاثوليكية منه

وسيمثل الدكتور إدواردو فيلا أمام المحكمة لاتهامات تتعلق بخطف وتبني بنت رضيعة إبان ولادتها عام 1969، في قضية يعتقد أنها ستكون اختبارًا مبدئيًا قد تنجم عنه تحقيقات أوسع في هذه الفضيحة، التي ظلت لسنوات عديدة طي التحفظ والكتمان من قبل السلطات الإسبانية والكنيسة الكاثوليكية.

وتدعي مجموعات الضحايا من عائلات الأطفال أن 300 ألف طفل كانوا قد سرقوا وبيعوا أثناء حكم الدكتاتور فرانكو في الفترة بين نهاية الحرب الأهلية الإسبانية عام 1939 والسنوات التي تلت وفاة فرانكو عام 1975. والعديد من أولئك الرضع كانوا قد اختطفوا من عائلات جمهورية وذهبوا لعائلات موالية لنظام فرانكو.

اقرأ/ي أيضًا: من فرانكو إلى السيسي.. الدكتاتورية حظوظ!

وما يزال فرانكو حتى الآن شخصية يدور حولها الكثير من الجدل في إسبانيا، ولاسيما فيما يتعلق بموقف الكنيسة الكاثوليكية منه ودورها في تسهيل عمليات بيع الأطفال، مما دفع العديدين إلى إطلاق دعوات لدفن هذا الماضي وعدم النبش فيه.

وكان قاضي التحقيق بالتاسار غرزون في العام 2008 أفاد بأن حوالي 30 ألف طفل كانوا قد سرقوا من العائلات التي كانت تتهم بأنها غير موالية لنظام فرانكو الفاشي، إبان الحرب الأهلية بعد إعلان انتصاره فيها.

ولم يكن هنالك اهتمام إعلامي واسع بقضية المتاجرة بالأطفال التي استمرت حتى ستينات القرن العشرين، حتى خرجت الفضيحة إلى العلن بعد أن تحدث رجلان عن قصتهما في العام 2011، وهما أنطونيو باروسو وجوان لويس مورينو، وقد كشفا أنهما كانا قد بيعا من قبل رجل دين مسيحي في زاراغوزا إلى عائلتين جديدتين.

ويقول السيد باروسو، والذي أنشأ جمعية "Anadir"، وهي جمعية وطنية لضحايا التبني غير الشرعي، إن 15% من عمليات التبني التي حدثت في إسبانيا بين عام 1965 و1990 كانت تشتمل على عمليات خطف لأطفال من عائلاتهم. ووفقًا لهذه النسبة فإن عدد الأطفال الذين اختطفوا في تلك الفترة قد يصل إلى 300 ألف.

ما هي تهمة إدواردو فيلا؟

تدعي إنيس مادريغال، التي تتهم الدكتور فيلا بخطفها عام 1969، أن أمها الحقيقة ربما تكون قد تعرضت للخداع أو الضغط حتى تتخلى عنها.

وتقول مادريغال: "لقد أخبروا أمي الحالية بأن الأم البيولوجية كانت امرأة متزوجة لم تستطع أن تحتفظ بي لأني نتيجة علاقة غير شرعية من رجل آخر أثناء غياب أبي". وقد اعترف الدكتور فيلا بأنه قد وقع بالفعل على شهادة تفيد بأن والدي إنيس مادريغال بالتبني، هم والداها البيولوجيان.

وأفاد الدكتور كذلك بأنه كان في ذلك الحين يوقع بعض الأوراق التي تأتيه من القابلات والممرضين دون أن يقرأها ويدقق بها، وذلك أثناء عمله في عيادة سان رامون في مدريد.

وقد أثبتت اختبارات الحمض النووي أن إنيس مادريغال لا تربطها أية علاقة بوالديها الجدد. وكانت إنيس قبل وفاتها عام 2016 قد أخبرت القاضي بأن الدكتور فيلا كان قد قدمها "هدية"، وذلك بعد أن وصلته من قبل رجل دين مسيحي.

الخط الزمني لفضيحة سرقة الأطفال في عهد فرانكو

  • في عام 2008 قدّر قاضي التحقيق بالتسار غرازون وجود 30 ألف حالة اختطاف لأطفال من عائلاتهم، التي كانت تتهتم بعدم موالاتها لنظام فرانكو إبان الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939).
  • تم الإبلاغ عن 3000 حالة، لكن الادعاء العام الإسباني كان قد أحجم عن التحقيق في الغالبية العظمى من القضايا.
  • في العام 2013 توفيت ماريا غوميز فالبيونا (87 عامًا)، وهي راهبة كانت تواجه اتهامات بالخطف وتزوير الوثائق، وكانت وفاتها قبل مثولها للمحاكمة.
  • في العام 2017، دعت اللجنة البرلمانية الأوروبية للعرائض السلطات الإسبانية إلى أن تكون أكثر اهتمامًا بقضايا الضحايا في هذه القضية، وذلك عبر تشكيل ادعاء عام مختص وإنشاء بنك عام للحمض النووي، كما دعت الكنيسة الكاثوليكية لفتح أرشيفها من أجل معرفة المزيد عن عمليات التبني التي حصلت إبان عهد فرانكو.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل تشبه الحرب السورية..الحرب الأهلية الإسبانية؟

كارمن لافوريت: سأبقى وحيدة!