15-مارس-2019

ماثيو زابرودر (SFGate)

ماثيو زابرودر شاعر ومترجم أمريكي، درس الروسية والأدب السلافي وصدرت له عدة مجموعات شعرية، منها (Sun Bear) عام 2014 و (Come on All You Ghosts) عام 2010، كما ترجم العديد من الأعمال الشعرية من اللغتين الرومانية والروسية.


إنه الثلاثاء

من غرفة إلى غرفة

بعد أن غادرت

ظللت هائمًا

طيلة ساعات

كما قلت لي

أعددت

حساء الفطر

أخذت كتابًا

كنت قد قرأته

لكن نسيت ما فيه

شربت القهوة

المكان هادئ

لا أدري لماذا

طوال الظهيرة

وأنا أفكر بك

في الطريق

والمطر يهطل

مسالمًا مثل الخرز البلاستيكي

من السبعينات

حين خلعوا كل الأبواب

عن الخزانات

وكان آباؤنا

مع أمهاتنا

يدخّنون طوال الليل

ويقهقهون عاليًا

من الأسفل

ولم نكن نسمع ما قالوه

وما عرفوه

إن كنت تكرهينني

فسيكون ذلك

قطعًا

لأسباب تاريخية


المغنّي الأمريكي

  • في ذكرى فيك شستنت *

حين أسير

نحو صندوق البريد

ممسكًا رسالة

تخفق في التعبير

عن مدى أسفي

تشعر بندائك

أو أي كلمات كانت

في ذلك اليوم

كانت ستوقف

أجمل الأغنيات

لمن كان يعرف

منذ البداية

أن الرحيل لن يتأخر

ألاحظ

حين كتبت "جنازة"

تلك الكلمة الغريبة

السواد الدائم

على تلك القماشة 

المتدلية دومًا

فوق المنصّة

ومن عليها يرتدون

ملابس مغبرّة واقية

ولا يتكلّم بأي شيء

أحدهما مع الآخر

أتحرك بلا حراك

كنسمة خفيفة

حول رجال ثلاثة

يرتدون سترات مطوّرة

عديمة الوزن

عنيدة في وجه كل المواسم

حتى الأعاصير

أسمعهم يقولون

شيئًا بالألمانية

ثم يلتقطون صورة

للبرج الصغير الأزرق

السابح عاليًا في الضباب

تتوسم النبل فيهم

رؤوسهم مليئة

بأفكار جليلة

كالحديث عن أي ثورة

قد تجعلنا سعداء

من إحدى النوافذ

تنطلق الأبواق الشاردة

كان في الثالثة

حين ولدت

ولفترة طويلة

لم تكن لدي أدنى فكرة

والدي كان يعمل

في مكتب خاص

مليء بأكثر الناس

هدوءًا وهم يعملون

زرته مرّة

وبدا لي الأمر عاديًا

صرت في الجامعة

درست أشياء

صبغتُ شعري

امتلأت غضبًا

تنكّر حبًا

وظللت أهرب

لا أعاني سوى

من بعض العظام المكسورة

تعافى كل شيء

والآن أعيش في كاليفورنيا

حيث رأيته في مسرح

أحمر وذهبي

يغني منتحبًا

بقوّة لم أفهمها

خارجة من رئة واحدة

كان في أواخر عروضه

التي تبقّت

مرّة في أثينا

قبل سنوات طوال

تشاركنا سيجارة

وبعض الدخان

من كلا وجهينا

لا أستطيع أن أذكر

الكثير من الأشياء

سوى رؤيته

في كرسيه المتحرك

وجسده المتكوّر على نفسه

وقد ذهب

إلا أغانيه

التي ما أزال أدفعها

في أذني

وأختار الأغنية الأكمل

وأسمع كلماته

وأرى

المرآة

في المنارة القديمة

تعكس ضوء المراكب الجسورة

لا أدري كيف عبرت

المياه حاملًا ما نريد

لك الآن أن ترتاح

فثمة نور على المرفأ

منه سنقتبس

ونمضي قدمًا.

 

هامش:

  • فيك شيسنت (Vic Chesnut) مغنّ أمريكي أمضى حياته مقعدًا بسبب تعرضه لشلل رباعي بعد حادث في السيارة، وتوفي عام 2009.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سرّ ضلع فلسطين

حرز قديم للطريق