21-يوليو-2016

سارة سترور/ أمريكا

المفكر

حَطَبَ الغابةَ في رأسه/ زرع مدينةً مكانَها، وشبرًا.. شبرًا عمَّدَ الجمالَ فيها. أين موضع القمامة في هذه الحالة؟ نسي أن يدعو رجال الدين إلى عرس المدينة، فباتوا يحرّضونها على رقصة الدم، انتقامًا لسلطتهم المسفوحة. تحوّل العرس إلى قمامةٍ حمراء:
دم
دم
دم
لم يعد أمامه إلا أن يُحرق الحلم في رأسه حقنًا للدماء.

 

الشاعر

1

من بين ما يعنيه له السفر في ليل الصحراء، أن يسأله الوصولُ عن موعده، ويأنسَ بخطواته فيه، حتى أنه يقدّمها قربانًا للمسافات البعيدة.

2

صاح أعلى كثبان اللغة: يا روح الصحراء.. هل تتحمّلين مزيدًا من غسل الجفاف، فأمنحك قلمَ السنة الجديدة؟

3

نسي أن الصحراء لا ترد ما تأخذه، فأمضى عامه يكتب على الرمل، كانت الريح فيه قارئتَه الوحيدة.

الفلكي

أصبح عدُّ النجوم في الصحراء سهلًا، حتى أنه نسي نفسه، وهمّ بالغش في العدّ، بعدم احتساب نجمة كهديةٍ لها.
فار في داخله صوت عميق: تصبح النجمة المسروقة حجرًا في جيبك، فهل تدنّى حبك إلى درجة أن تهديها حجرًا؟ 
استهلك ليلته في الاعتذار لنفسه وللنجوم.

 

السائح

أطلّ من فندقه على المدينة، رآها تدبّ في الأسمال. فقرر أن يتعاطف معها.
رمى فوق لباسه الأنيق عباءة رثة وانخرط في الطريق. فراحت خطواته تتلقى مسامير السخرية من كلِّ صوب: هل هناك من يقبل أن يلبس هذه العباءة؟
دَمِيَ مزاجُه/ خلع العباءة/ رماها في وجه الأعين التي اتسعت على أناقته المثيرة للعاب الدهشة/ التفت، فرآهم يتخاطفون العباءة.

السائق

عمشاء هذه السيارة التي يسوق. ضوّها يكاد لا يرى نفسه، في ظلام صحراويٍّ يكاد أن يكون العمى/ كان باله طويلًا حتى نافس الطريقَ، ثم صغر حتى نافس حبة الرمل، ثم تلاشى حتى نافس الأملَ في عودة الميت.
ركن السيارة وتسلّق الكثبانَ يبحث عن بال مرتفع سبقته العاصفة. 

 

العريس

1

حين انطلقت الحافلة إلى عمق الصحراء، كان قد عشق السمراء التي صادفها فيها، فهو لا يشترط طول الوقت في حصول العشق.

1

انتقى لها اسمًا توقع أن يكون لها/ شرع في الترتيب لعرس يرقص فيه حتى الحجرُ/ أخذها إلى محلات تتراقص فيها الألوان والأشكال والروائح/ لم يفرض عليها لونًا أو شكلًا أو رائحة/ أعيتهما الخطوات، فأوصلها إلى بيت أبيها.

0

حين نزلت في خياله، كانت تنزل في الواقع أيضًا/ فتح عينيه بعد كثيِّبين/ التفت إلى يمينه، فوجد مقعدها خاويًا إلا من ورقة أنيقة: راجعْ طبيب الأنف والحنجرة، فقد تسبّب شخيرُك في طلاقنا. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

فستان أحمر

في منبج