وقّع أكثر من 600 يهودي بريطاني، اليوم الإثنين، على بيان يطالبون فيه شرطة العاصمة لندن بإلغاء حظر على مسيرة مؤيدة لفلسطين كانت مقررة يوم السبت المقبل، والتي كان من المفترض أن تنطلق من مقر هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) إلى "وايتهول".
وحسب موقع "ميدل إيست آي"، فقد تمت الموافقة سابقًا على المسار المقترح للمسيرة من قبل ائتلاف مؤيد لفلسطين في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لكن الشرطة تراجعت عن القرار بعد ضغوط سياسية من مجموعات مؤيدة لإسرائيل وأعضاء البرلمان والحاخام الرئيسي للمعابد اليهودية.
وقّع أكثر من 600 يهودي بريطاني على بيان يطالبون فيه شرطة العاصمة لندن بإلغاء حظر على مسيرة مؤيدة لفلسطين كانت مقررة يوم السبت المقبل
وأفادت التقارير أن المسار كان سيقترب من معبدين يهوديين، مما دفع الشرطة لتغيير مسار المسيرة بناء على الاعتراضات المقدمة. فالحاخام إفرايم ميرفيس كان من أبرز المعترضين على المسار، حيث اتهم شرطة العاصمة بعدم الحفاظ على سلامة المجتمع اليهودي، وهو ما دفعهم لاتخاذ القرار الجديد.
غير أن أكثر من 600 يهودي بريطاني، بينهم شخصيات ثقافية وقانونية بارزة، عبروا عن رفضهم لهذا القرار، مؤكدين في بيان مشترك أنهم يشعرون بالصدمة من محاولة تصوير المسيرات كمصدر تهديد للمجتمع اليهودي. ومن بين الموقعين على البيان الممثلة ميريام مارغوليس، والممثل الكوميدي أليكسي سايل، والمغني وكاتب الأغاني ليون روسلسون، بالإضافة إلى المحامين البارزين السير جيفري بيندمان والسير ستيفن سيدلي.
Prominent legal, cultural and academic figures are among more than 660 British Jews calling on the Metropolitan Police to reverse a ban on a pro-Palestine protest assembling at the BBC in London next Saturday. pic.twitter.com/OBc9BXFOFa
— JewishVoiceForLabour (@JVoiceLabour) January 13, 2025
وأكد الموقعون على البيان أن المسيرات لم تستهدف المعابد اليهودية أو المصلين، مشيرين إلى أن المشاركين اليهود في المسيرة لم يشعروا بأي تهديد، بل تم الترحيب بهم بحرارة من قبل المتظاهرين الآخرين. وأوضحوا أن المحاولة لتصوير المسيرة على أنها تهديد لحرية العبادة اليهودية تعتبر تدخلًا في الحريات السياسية التي اكتسبوها بشق الأنفس.
وجاء في البيان انتقاد للحظر، باعتباره يمثّل "رضوخًا لحملات حزبية تهدف إلى منع التجمع السلمي والمشروع". وأفاد أن الشرطة البريطانية واجهت ضغوطًا من المنظمات المؤيدة لإسرائيل، والمعارضة للمظاهرات ضد الإبادة الجماعية في غزة، مدعية أن احتجاجات التضامن مع فلسطين تهدد جماعات الكنيس، وشرح البيان أن هذا الادعاء يتناقض بشدة مع الكتلة اليهودية الكبيرة المرئية في جميع المظاهرات.
وكانت شرطة العاصمة قد أعلنت عن المسار الأصلي للمسيرة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لكنهم تراجعوا عنه، بعد أن أشاروا إلى أن المسيرة قد تؤدي إلى تعطيل كنيس يهودي قريب. ورغم ذلك، استمر العديد من الشخصيات السياسية والثقافية في دعم حق المتظاهرين في إجراء المسيرة، مطالبين الشرطة بالسماح لها بالاستمرار.
وفي يوم الجمعة الفائت، وقع العديد من النواب من مختلف الأحزاب السياسية، بالإضافة إلى نشطاء بارزين، على بيان، يدعو الشرطة إلى السماح للمسيرة بالمرور دون تغييرات في مسارها.