23-أبريل-2022
فلسطين

"Getty"

شارك مئات من الأردنيين يوم الجمعة بمظاهرة حاشدة في قلب العاصمة عمان نصرة للمسجد الأقصى ضد الاعتداءات الصهيونية على المقدسيين، ودعوا إلى قطع العلاقات مع دولة الاحتلال.

فلسطين

المظاهرة التي دعى إليها "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن"، والذي يتكون من أحزاب سياسية وشخصيات وطنية ومؤسسات مجتمع مدني، أكدت وقوفها خلف خيار المقاومة  ودعمها الكامل للمرابطين في المسجد الأٌقصى المبارك ضد الاعتداءات اليومية من قبل قوات الاحتلال إسرائيلي واقتحامات المستوطنين.

خبير إسرائيلي: الإدانات العربية  نابعة عن رغبة هذه الدول باحتواء الغضب الشعبي لديها فقط.

المتظاهرون هتفوا "لا بيان ولا استنكار.. السلاح هو الخيار" و "من عمان حتى العقبة.. فلتسقط وادي عربة"، بالإضافة إلى هتافات ضد اتفاقية الغاز بين الأردن وإسرائيل وأخرى للتأكيد على دعم المرابطين، كما رفعوا لافتات تطالب الأردن الرسمي بقطع العلاقات مع دولة الاحتلال وطرد السفير الإسرائيلي من عمان.

تحرك رسمي

كانت وزارة الخارجية الأردنية مطلع الأسبوع الماضي قد استدعت السفير الإسرائيلي، إيتان سوركيس، لنقل رسالة احتجاج على الانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى والمصلين لكنه "لم يكن موجودا في عمان، وسيتم (الإثنين) استدعاء القائم بأعمال السفارة (دون تسميته) لإيصال رسالة المملكة الصارمة التي ندين فيها التصرفات الإسرائيلية (في المسجد الأقصى)"، وفقا لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال حديثه أمام مجلس النواب.

كما أكد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، "رفضه التام للإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، والتي تقوض فرص تحقيق السلام في المنطقة، مؤكدا ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف التصعيد في القدس"، وفقا لحساب الديوان الملكي الأردني على موقع تويتر.

في السياق ذاته، استضاف الأردن يوم الخميس الماضي اجتماعًا طارئًا للجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في القدس المحتلة، لبحث الأوضاع في المدينة المقدسة، وتمخض عن الاجتماع بيان أدانت فيه اللجنة الاعتداءات الإسرائيلية، وطالبت دولة الاحتلال باحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى.

هل من تغير في العلاقات الأردنية- الإسرائيلية؟

التصريحات الرسمية الأردنية ما لبثت أن قوبلت بردود إسرائيلية في اليوم ذاته، فعقد رئيس خارجية الاحتلال ، يائير لابيد، مشاورات داخل حكومته لبحث الرد الأمثل على إدانة الخارجية الأردنية، ونقل واي نت عن مصادر دبلوماسية مقربة من المشاورات قولها أنه "من المعيب أن يختار الأردن التركيز على إسرائيل فقط ويفشل في إدانة سلوك مثيري الشغب"، على حد وصفها.

من جانبه، قال رئيس وزراء الاحتلال، نفتالي بينيت، إنه يأخذ تصريحات المسؤولين الأردنيين بجدية، خاصة تلك التي "تتهم إسرائيل بالعنف الذي يوجه إلينا، والتي تشجع على رمي الحجارة واستخدام العنف ضد مواطني دولة إسرائيل."

فلسطين

الخبير العسكري الإسرائيلي، ألون بن ديفيد، كتب في معاريف أن الإدانات العربية لانتهاكات الاحتلال ومحاولاته الرامية لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، نابعة عن رغبة هذه الدول باحتواء الغضب الشعبي لديها فقط.

بن ديفيد زعم أنه "في المكالمات الهاتفية الحثيثة التي دارت هذا الأسبوع بين تل أبيب وعمان، طلب الأردنيون الصبر من الإسرائيليين وقالوا لنا: لا مفر أمامنا، يتعين عليكم أن تحتملوا النقد"، منوها إلى أنه "رغم قساوة النقد، لكن الحلف الاستراتيجي والتعاون الوثيق لن يتضررا، كما وعدوا"، وأضاف: "يصعب على الإسرائيليين أن يفهموا عمق معنى المسجد الأقصى بالنسبة للعالم الإسلامي، فأي شدة تفجير هائلة ينطوي عليها برميل البارود الذي يسمى الأقصى؟".

كما ذكر أن "المسجد الأقصى، يلامس الإحساس الديني لكل مسلم، ويمكنه أن يخرج إلى الشارع أناسا من نواكشوط في موريتانيا وحتى جاكرتا في إندونيسيا"، وأشار بن دافيد، إلى أن "مشعلي النار بالذات، هم الذين يفهمون هذا جيدًا، ولهذا يحاولون في كل مرة تقريب أعواد الثقاب من البارود على أمل إشعاله"، واستطرد قائلا إنه " إن تم الكشف عن مدى عمق التنسيق الأمني بيننا وبين الأردن، فإن معظم الإسرائيليين سيفاجؤون."

فلسطين

من جهته، قال غيث العمري، الباحث الرئيسي في معهد واشنطن، للجيروزاليم بوست، إنه "في الأردن، رأينا الأسبوع الماضي دعوات للتظاهر ودعوات للاعتكاف في المساجد والذهاب إلى مظاهرات بعد صلاة الفجر. لذلك، فقد بدأ الغضب يأخذ منحى شعبيا." يضيف العمري إن بيانات الدعم للمقدسيين من شأنها أن تمنح الدولة حصانة داخلية، "ولكن رغم وجود مظاهر لأزمة إلا أن المملكة الهاشمية ليست في خطر على الصعيد الداخلي، كما أن العناصر الأساسية للعلاقة بين إسرائيل والأردن لم تتغير."