22-فبراير-2023
زلزال تركيا

لأول مرة منذ الثورة السورية رئيس النظام السوري يزور سلطنة عُمان (Getty)

تستمر مأساة الزلزال في جنوب تركيا وشمال سوريا، وفي الوقت الذي يحاول فيه سكان المناطق التي ضربها الزلزال، لملمة أنفسهم، وتحديدًا في شمال سوريا، يستمر نظام بشار الأسد في مساعيه لإعادة فرض حضوره خارجيًا.

محاولات النظام لإعادة تعويمه جاءت، بعد سعيه للسيطرة على المساعدات المقدمة للمتضررين من الزلزال

محاولات النظام لإعادة تعويمه جاءت، بعد سعيه للسيطرة على المساعدات المقدمة للمتضررين من الزلزال، عبر فرض شروطه بأن يكون المرجعية الوحيدة لإيصال تلك المساعدات في داخل سوريا. بالإضافة، إلى استغلال وصول المساعدات من عدة دول عربية، عبر وصولها إلى مطار حلب الدولي، معتبرًا أن إشارة لكسر عزلة النظام. 

وفي هذا الإطار، كانت الزيارة التي قادت رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلى سلطة عُمان، وهي الأولى له منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، في محاولة لكسر عزلة النظام، حيث التقى السلطان هيثم بن طارق، بحضور وفدين رسميين بالعاصمة مسقط.

وتأتي الزيارة بعد نحو يومين من حديث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، في منتدى ميونخ للأمن والتعاون، عن أن "إجماعًا بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل النظام السوري، وأن الحوار مع دمشق مطلوب في وقت ما، حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية، بما في ذلك عودة اللاجئين". 

getty

وأضاف "سترون إجماعًا يتزايد ليس فقط بين دول مجلس التعاون الخليجي، بل في العالم العربي، على أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار". ومثلت هذه التصريحات التي أدلى بها الوزير السعودي تغيرًا جذريًا من موقف الرسمي للملكة العربية السعودية تجاه النظام السوري.

وكان نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، قد زار العاصمة السورية دمشق، يوم الأربعاء الماضي، والتقى بشار الأسد ووزير خارجيته فيصل المقداد، في إطار متابعة التداعيات الإنسانية للزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، وتعتبر زيارة الصفدي هى الأولى  لوزير خارجية أردني منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011.

كما برز اتصال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالأسد، إضافة إلى تلقي الأخير اتصالات من عدد من الزعماء الأجانب، والعرب، من بينهم من كانوا قد قطعوا علاقات بلدانهم مع النظام، على خلفية جرائم نظام الأسد ضد الشعب السوري في محاولة لإخماد الثورة التي طالبت بإسقاطه.

وقبلها بأيام، التقى وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، برئيس النظام السوري بالعاصمة دمشق في زيارة هي الثانية من نوعها منذ بداية العام الجاري. وتقود الإمارات جهودًا منذ فترة  لإعادة نظام الأسد، إلى الساحة العربية، من خلال فتح قنوات حوار و"مصالحة" مع عدد من الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع النظام.

كانت الزيارة التي قادت رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلى سلطة عُمان، وهي الأولى له منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011

والتحرك الأبرز، كان رفع تونس تمثيلها الدبلوماسي لدى نظام الأسد. والحديث الأبرز في هذا السياق، كان مرتبطًا في إعادة النظام السوري لجامعة الدول العربية، في جهود تحتاج إلى إجماع عربي كامل حتى يتحقق هذا الأمر، خاصةً أن هناك عدة دول عربية ترى أن الأسباب التي ساهمت في سحب مقعد جامعة الدول العربية من النظام السوري، ما تزال قائمة.