08-مايو-2019

خيبة ميسي بعد هزيمة فريقه برباعيّة أمام ليفربول (Getty)

صنع ليفربول المستحيل عندما قلب تأخّره ذهابًا بثلاثة أهداف نظيفة، إلى فوز تاريخي على برشلونة بأربعة أهداف دون رد، وذلك في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، على الرغم من فقدانه لخدمات 3 من أبرز نجومه، بذلك حجز الريدز مكانهم في نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب المتروبوليتانو الخاص بنادي أتلتيكو مدريد، فيما خرجت الأندية الإسبانية من المنافسة، ولن تنال اللقب هذا الموسم بعد سيطرتها عليه لخمسة مواسم متتالية.

أيامٌ عصيبة عاشتها كتيبة يورغن كلوب في الأسبوع الأخير، فعلى الرغم من الأداء المبهر للفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتحصيله رصيدًا قياسيًّا في المسابقة، إلا أن حلم التتويج بالبريمير ليغ بات صعب المنال، وقد يجمع الريدز في هذا الموسم 97 نقطة دون أن يرفع الكأس، لأن مانشستر سيتي لا يقف عقبة بينه وبين التتويج سوى انتصار على برايتون، وهنا يكون بيب غوارديولا قاد فريقه لحصد 98 نقطة.

قلب ليفربول تأخّره بثلاثة أهداف نظيفة إلى فوز بالأربعة رغم غياب أبرز نجومه بسبب الإصابة

لم يعد هنالك أمل لليفربول في التتويج بأي لقب محلّي هذا الموسم وفق المعطيات السابقة، لأنّهم خرجوا مبكّرًا من كأسي الرابطة والاتحاد الإنجليزي، فضلًا عن ضيق احتمالات تعثّر السيتي في مواجهة برايتون، لذلك آمن رفاق محمّد صلاح بأن الفوز بدوري أبطال أوروبا سينقذ موسمهم الرائع.

لكنّ مباراة ذهاب نصف نهائي البطولة على ملعب الكامب نو عبست بشكل غريب في وجه الريدز، فهُزموا بنتيجة كبيرة قوامها 3 أهداف دون مقابل، رغم أفضليّتهم الواضحة على أصحاب الأرض، لكنّ سوء الطالع الذي لازم صلاح وماني وميلنر بدّد أحلام ليفربول، ناهيك عن تألّق الحارس تيرشتيغن، وسطوع النجم الأزلي لبرشلونة ليونيل ميسي، أدى لخسارة ثقيلة وخروج شبه مؤكّد من دوري الأبطال.

اقرأ/ي أيضًا: عجائب كرة القدم.. ليفربول يتفوّق على البارسا ويُهزم أمام ميسي!

سيكون على ليفربول أن يتخطى برشلونة بفارق أربعة أهداف، وصفوفه لا تحوي ثلاثة من أبرز نجومه، فنجمه الأوّل محمّد صلاح تعرّض لاهتزاز خفيف في الجمجمة بمباراة نيوكاسل، حرمته من خوض المهمّة المستحيلة أمام البرسا، إضافة إلى فيرمينيو المصاب ونجم خطّ الوسط نابي كيتا، هي مهمّة مستحيلة تقريبًا مع فريق قال قائده بداية الموسم إن هدفه إعادة كأس دوري الأبطال إلى ملعب الكامب نو، مبيّنًا اعتذاره للجماهير عن التفريط بها العام الماضي بعد فضيحة روما، عندما هُزم إيابًا بثلاثيّة نظيفة، فلن يكون هنالك ريمونتادا أخرى في ملعب الآنفيلد على حساب البارسا، لأن فريقًا كالبارسا لا يمكن أن يحدث معه ذلك مرّتين في موسمين متتاليين، فكيف لو كان الخصم ناقص الصفوف من أبرز نجومه..!

  لا يوجد لليفربول ما يخسره، لذلك بدأ بهجماته الشرسة مبكّرًا على مرمى الحارس تيرشتيغن، وكان له ما أراد عندما صوّب هندرسون كرة أنقذها الحارس الألماني، فتهادت أمام أوريغي الذي هزّ الشباك في الدقيقة السابعة، هدفٌ منح الريدز جرعة من الأمل، ولم يؤثّر في معنويات البارسا الذي حاول في أكثر من مرّة أن يقتل المباراة، لكنّ تألّق أليسون بيكر حال دون تسجيل كوتينيو وألبا هدف التعديل القاتل، كما انحرفت كرات ميسي الخطرة عن القائم في مناسبتين، وهنا نجح أصحاب الأرض في الخروج من الشوط الأوّل دون أن تهتزّ شباكهم، ما يعني أن احتمالات تحقيق المعجزة في الشوط الثاني ما زالت قائمة.

اقرأ/ي أيضًا:  قمّة كروية منتظرة.. برشلونة يبحث عن فوزه الأول على ليفربول في الكامب نو

أصيبت أحلام ليفربول بطعنة جديدة عندما تسبّبت الإصابة بخروج أحد أبرز نجوم الريدز روبرتسون، ما اضطر يورغن كلوب لإدخال فينالدوم بدلًا عنه ووضع جيمس ميلنر في مركزه، وكحالة الشوط الأوّل ضغط ليفربول بشكل رهيب على دفاعات ضيوفهم، وكاد فان دايك أن يضاعف تقدّم فريقه بكرة من كعب قدمه، لكنّ صحوة تيرشتيغن حالت دون دخولها المرمى، إلى أن نجح البديل فينالدوم في تسجيل الهدف الثاني مستثمرًا كرة عرضيّة من آرنولد أودعها في الشباك. دقيقتان بعد ذلك وإذ بالبديل الذهبي فينالدوم يضيف هدفًا ثالثًا عدّل به نتيجة الذهاب، عندما استغلّ كرة مرفوعة من شاكيري وأودعها برأسه في الشباك، كلّ تلك الإثارة وما زال الشوط الثاني في بدايته بالدقيقة الحادية عشرة.

حاول ميسي تسجيل هدف تقليص الفارق الثمين، والذي سيتوجّب من خلاله على الريدز أن يضيفوا هدفين كي يسرقوا بطاقة التأهّل، لكن أليسون بيكر رفض ذلك، وأبعد كرته إلى ركنيّة، ولم يستكن ليفربول بعد تعديل الكفّة، فأراد استغلال الحالة المعنويّة السيّئة التي يعيشها البارسا مع تخبّط خطوطه الخلفيّة، وقبل نهاية الوقت الأصلي بـ11 دقيقة، باغت أرنولد دفاع البارسا عندما نفّذ على عجل ركلة ركنيّة أرضيّة أمام أوريغي الخالي من الرقابة، فأودعها المهاجم البلجيكي في الشباك، دون أن ينجح البارسا في تسجيل الهدف القاتل، بذلك حقّق ليفربول ريمونتادا تاريخيّة على حساب برشلونة، والذي خرج للعام الثاني على التوالي من البطولة بعد قلب نتيجة تاريخي، فكانت الهزيمة أمام روما في الأوليمبيكو بالدور ربع النهائي 3-0، والآن الهزيمة القاسية في الآنفيلد برباعيّة نظيفة، فانتصرت الروح العالية والثقة بالنفس على كلّ ما هو منطقي، وخرج البارسا وحيدًا من ملعب الآنفيلد الذي تزيّنه عبارة: You Will Never Walk Alone.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مفاجأة مدوّية لأياكس في تورينو.. ولا مكان لمعجزات اليونايتد في برشلونة

توتنهام بطلًا لملحمة الموسم.. وليفربول يضرب موعدًا مع برشلونة