03-مارس-2021

الألماني يورغن كلوب مدرّب ليفربول (Getty)

عانى فريق ليفربول كثيرًا هذا الموسم من لعنة الإصابات التي لازمت لاعبيه، وأدى ذلك إلى ابتعاده عن المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز، حامل اللقب وجد نفسه مستهدفًا أكثر من غيره في هذا الصدد.

 من جهته نشر موقع سكاي سبورتس البريطاني مساء الثلاثاء تقريرًا مفصّلًا،  شرح خلاله ما عانته أندية البريميرليغ حاليًا من الإصابات في صفوفها، وشرح التقرير عدد اللاعبين الذين غابوا عن أنديتهم بسبب الإصابة، إضافة إلى عدد دقائق الغياب، وكيف أثّر ذلك بمسيرة الفرق مع الأخذ بعين الاعتبار عدد المباريات التي خاضها كلّ فريق، مع احتساب نظام مداورة اللعب، والتي اعتمدها كلّ مدرّب من أجل التخفيف من عبئ ضغط المباريات على اللاعبين.

لا يمكن ليورغن كلوب أن يلوم أحدًا سوى نفسه، صحيحٌ أنّ فريقه عانى كثيرًا من الإصابات، لكنّ إرهاقه للاعبيه بدقائق لعب طويلة، كان سببًا أساسيًا لحدوث ذلك

ذكر التقرير أن فريقين في البريمرليغ يعانون حاليًا أكثر من غيرهم فيما يخصّ الإصابات بين اللاعبين من ناحية العدد، ليفربول ليس منهما، حيث يفتقد كلّ من كريستال بالاس وليستر سيتي لتسعة لاعبين بسبب الإصابة، يليهما ليفربول بثمانية لاعبين، ولا يوجد فريق في المسابقة لا يشتكي حاليًا من الغيابات بسبب الإصابة، أقلّ المتضررين الآن هم ثلاثة أندية هي مانشستر سيتي وآرسنال وتوتنهام، يغيب لاعب واحد فقط عن كلّ فريق بسبب الإصابة، كما هو موضّح بالجدول أدناه..

أكثر الفرق تأثّرًا بالغيابات حاليًا من حيث عدد اللاعبين، المصدر: skysports

قد لا يمثّل عدد إصابات اللاعبين الحالي معاناة الفرق الحقيقية، فربّما يغيب لاعبًا واحدًا عن المباريات بعدد من الدقائق يفوق مدّة غياب خمسة آخرين في أندية أخرى، لذلك أورد التقرير بالتفصيل مجموع الأيام الضائعة بسبب الإصابات لكلّ فريق، وكان ليفربول الأكثر ضررًا بشكل واضح، غاب لاعبوه بسبب الإصابة بما مجموعه  1029 يومًا، يليهم كريستال بالاس بـ861 يومًا، أقلّ المتضرّرين كان تشيلسي بحصيلة غياب للاعبيه وصلت إلى 267 يومًا، ستجدون في الجدول أدناه تفاصيل مجموع الأيام الضائعة لكلّ فرق البريميرليغ.

مجموع الأيام الضائعة للاعبين بسبب الإصابة، المصدر: skysports

 

ارتفع معدّل الإصابات في البريميرليغ عن الموسم الماضي بنسبة 9.9% عمّا كانت عليه في الجولة الـ26 من الموسم الماضي، وهو أمر سببه الرئيسي كما هو معروف الضغط الكثيف في المباريات، من خلال ازدحام الروزنامة بعديد المواجهات في وقت أقل من السابق، زد على ذلك فترة التحضير القصيرة لهذا الموسم بسبب تبعات فيروس كورونا، حيث انتهت أبرز المنافسات في أوروبا بوقت متأخّر جدًّا، فوجدت الفرق نفسها في بداية موسم جديد بعد أيام قليلة من نهاية القديم، وعليها أن تلعب وسط هذه الظروف بجدول مباريات مزدحم للغاية، بشكل لم تألفه الأندية من قبل.

اقرأ/ي أيضًا:  خلافاتٌ بين كلوب والإدارة.. ماذا يحدث في أروقة الأنفيلد؟

من الطبيعي أن نلقي اللوم في بادئ الأمر على ازدحام جدول المباريات فيما يخصّ عدد الإصابات، ولكنّ لو أمعنّا النظر في البيانات التي نشرها موقع إصابات البريميرليغ وتقرير سكاي سبورتس، سنجد أن أكثر الفرق تضرّرًا بالإصابات، لم تكن من خاضت عدد مباريات أكثر في هذه الفترة التي شملتها الدراسة.

علم الجميع قبل بداية الموسم أن الجدول سيكون مزدحمًا للغاية، وكان عليهم العمل على هذا الأساس، فلا يمكن ليورغن كلوب أن يلوم أحدًا سوى نفسه

 أكثر نادٍ بالبريميرليغ خاض مباريات في جميع المسابقات هو توتنهام هوتسبيرز، لعب 42 مباراة، يليه مانشستر يونايتد بـ41 مباراة، ثمّ آرسنال ومانشستر سيتي بـ40 مباراة، يليهما تشيلسي وليستر سيتي وليفربول  بـ38 مباراة لكل منهم، حامل اللقب هو الأكثر ضررًا بعدد أيام غيابات اللاعبين في صفوفه، رغم أنّ أربع فرق لعبت مباريات أكثر منه، فأين يكمن الخلل؟

يقع اللوم بالدرجة الأولى على مدرّب ليفربول يورغن كلوب، والذي لم يعتمد بشكل كبير على نظام المداورة بين لاعبيه، وهو أمر توضّحه الأرقام، فلو تناولنا مثلًا فريق توتنهام أكثر من خاض مباريات حتى الآن، سنجده تعرّض لعدد أقلّ من أيام الغيابات في صفوف لاعبيه بالمقارنة مع ليفربول، السبب الرئيسي هنا يعود لنظام المداورة الذي اتّبعه جوزيه مورينيو، وهو أكثر مدرّب اعتمد على نظام المداورة في هذا الموسم بمعدّل وصل إلى 6.2 لاعب في المباراة الواحدة، وأدى ذلك إلى حصيلة غياب للاعبيه بسبب الإصابة وصلت  لـ433 يومًا، فاحتلّ الفريق المركز الـ15 في أيام غيابات لاعبيه رغم كونه أكثر الأندية لعبًا للمباريات.

على الجانب الآخر، يقبع ليفربول في المركز العاشر من حيث معدّل تدوير اللاعبين بين فرق البريميرليغ، اعتمد يورغن كلوب على نظام المداورة بنسبة وصلت إلى 3.9 في المباراة الواحدة، وهو ما فاقم مشاكل الفريق البدنيّة، وأسفر عن تراكم الإصابات في صفوفه، وهنا نستعرض لكم معدّل مداورة اللاعبين في فرق البريميرليغ، مع عدد المباريات التي خاضها كلّ فريق:

1- توتنهام: لعب 42 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 6.2 في كل مباراة.

2- آرسنال: لعب 40 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 5.7 في كل مباراة.   

3- مانشستر يونايتد: لعب 41 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 4.8 في كل مباراة.

3- مانشستر سيتي: لعب 40 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 4.8 في كل مباراة.

5- تشيلسي: لعب 38 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 4.6 في كل مباراة.

5- برايتون: لعب 38 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 4.6 في كل مباراة.

7- ليستر سيتي: لعب 38 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 4.1 في كل مباراة.

8- إيفرتون: لعب 32 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 4 في كل مباراة.     

8- نيوكاسل يونايتد: لعب 31 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 4 في كل مباراة.

10- ليفربول: لعب 38 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 3.9 في كل مباراة.

11- فولهام: لعب 31 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 3.6 في كل مباراة.

12-  ويستهام يونايتد: لعب 32 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 3.5 في كل مباراة.

12- أستون فيلا: لعب 28 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 3.5 في كل مباراة.

12- كريستال بالاس: لعب 28 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 3.5 في كل مباراة.

15- ويست بروميتش ألبيون: لعب 29 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 3.4 في كل مباراة.

16- بيرنلي: لعب 32 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 3 في كل مباراة.

17- شيفيلد يونايتد: لعب 30 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 2.9 في كل مباراة.

18- وولفرهامبتون: لعب 30 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 2.7 في كل مباراة.

19-  ساوثهامبتون: لعب 30 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 2.3 في كل مباراة.

20- ليدز يونايتد: لعب 28 مباراة، معدّل المداورة بين لاعبيه 2.1 في كل مباراة.

قد لا تختصر مسألة مداورة اللاعبين جميع تبريرات زيادة الإصابات في صفوفهم، لكنّها تمثّل المسبّب الرئيسي لذلك، وهنا نلقي باللوم بالدرجة الأولى على مدرّبي الفرق، والذين علموا قبل بداية الموسم أن الجدول سيكون مزدحمًا للغاية، وكان عليهم العمل على هذا الأساس، فلا يمكن ليورغن كلوب أن يلوم أحدًا سوى نفسه، صحيحٌ أنّ فريقه عانى كثيرًا من الإصابات، لكنّ إرهاقه للاعبيه بدقائق لعب طويلة، كان سببًا أساسيًا لحدوث ذلك.

 وقد يتحمّل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بعضًا من المسؤوليّة أيضًا، فهو الوحيد من الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى الذي ما زال مصرًا على اقتصار عدد التبديلات لكلّ فريق إلى ثلاثة، وربّما يساهم رفع عدد التبديلات المسموح بها إلى خمسة في تقليل عدد الإصابات في صفوف اللاعبين.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

اقتنص فوزًا تاريخيًا في ديربي الميرسيسايد.. إيفرتون يُعيد ليفربول قرنًا للوراء

بعد اكتساحه ليفربول في الأنفيلد.. أبرز 6 مكتسبات حققها مانشستر سيتي ومدربه