15-مارس-2016

إبراهيم جوابرة/ فلسطين

"العالمُ جميلٌ هذا الصباح"
قال أحدُهم
نظَرَ في المرآة
رتّبَ ياقته السوداء حول عنقه النحيل
وخرج يبحث عن قنبلةٍ قديمةٍ
في حديقة البيت الخلفية

في التلفزيون
يتحدثون عن اختلال العالَم 
ليس لي شأنٌ في ذلك 
أَنظُرُ إلى جبل الثلج خلف النافذة
هناك طفلٌ يتزلج على لوحٍ من البلاستيك
أريد أن أتزلج أيضًا 
عندي لوحٌ قديمٌ من الرخام
ثقيلٌ، لكنه أملس 
يصلح للزحلقة لكنه لا يصلح للحمل 
لمسافات طويلة
يصلح لطوفانٍ كبير 
ولا يصلح لسيلٍ عابر 
لي أطفالٌ في العالم القديم
وهنا أيضًا
كتبت أسماءهم على لوح الرخام
سأحمل اللوح
وألقيه على الجليد
ستتزحلقُ أسماؤهم 
كبحارةٍ على ظَهر عاصفة
سيسمع المارة صرخاتهم الهائلة 
وسينظرون إلى اللوح بارتياب من رأى
كائنًا فضائيًا
بلا يدَيْن
ولا مركبة.

لستُ حزينًا بما يكفي
أَجلِسُ أنا والعالم على طاولةٍ واحدة
أنا أحمل فطيرةً وهو يحمل أخرى 
يقول لي: "آلهةٌ كثيرةٌ نزفت كي تسقي حقل الذرة الذي تبتلعه الآن"
وأقول له: "لستُ حزينًا بما يكفي كي أشرب نوايا الآلهة، 
ولستُ سعيدًا بما يكفي كي آكل زرع غيري دون صلاة".

اقرأ/ي أيضًا:

كيف تكتب تراجيديا متقنة؟

تركوا بضاعتَهم في الخنادقِ وانصرفوا