26-فبراير-2016

سعي لتدوين وفضح العقد الذكورية بطريقة ساخرة(أحمد محمود/أ.ف.ب)

"أيها الفتى تحرر من عقد جسدك وتعالَ لنمارس الحبّ سويًا"، إحدى الجمل التي دونتها الفتيات التونسيات في إطار حملة هاشتاج "لو تحدثت النساء مثل الرجال"، والتي انطلقت منذ يوم الخميس 25 فبراير/شباط بشكل ملحوظ، وشهدت إقبال العديد من النساء للتدوين وفضح العقد الذكورية بطريقة ساخرة تعكس ألمهن من اختزالهن، من البعض، كوعاء لإفراغ الشهوات.

شهدت حملة هاشتاج "لو تحدثت النساء مثل الرجال" إقبالًا من النساء للتدوين وفضح العقد الذكورية بطريقة ساخرة 

كتبت النساء بأسلوب وتعابير الرجال، وعاكست الرجال بطريقتهم أيضًا، "أيّها الوسيم كم أنت وسيم بهذا الشورط الأحمر القصير، هات رقم هاتفك لنتعرّف جيّدًا، أنت تتجاهلني.. هل تعتقد بأنّك وسيم حقًا إنك بشع وتافه وسأنكحك"، جمل ذكورية، تم توجيهها هذه المرة إلى الرجل التونسي، الذي تفاعل أيضًا سلبًا وإيجابًا مع الحملة الافتراضية.

اقرأ/ي أيضًا: العنف على رقاب 47% من التونسيات

وتبدو هذه الجملة الأكثر جرأة، وقد تداولها البعض: "هل حقًا أنت لم تعرف امرأة قبلي ولم تمارس الجنس إلا هذه اللحظة ولكن كلّ شيء يوحي بأنّك قد عرفت أجساد نساء أخريات، قل الحقيقة أنا لا أصدّقك ولن أتزوج إلا رجلاً عفيفًا شريفًا ولم تلمسه امرأة قبلي". هي الجملة عادة ما تتوجه للمرأة في تونس وكل مجتمعات الجنوب، وتعكس حراسة مشددة على جسدها ليختزل شرفها جسديًا حتى وإن فقدت عفتها المعنوية فكيف سيكون الأمر مع الرجل لو تعرض إلى ما تتعرض له المرأة؟

كما كان الحجاب والاحتشام والتعري والمظاهر الخارجية من ضمن المواضيع التي تمّ تداولها في هذه الحملة الافتراضية، وكتبت إحدى المدونات: "الرجل الذي سيخرج عاريًا سيعتدى عليه ومن تترك أخاها يخرج عاريًا ليست إمرأة حقًا، نحن النساء لنا غرائز لا يمكن كبتها هكذا خلقنا الله ولا يمكن لومنا أبدًا يجب ستر أنفسكم أيّها الرجال"، في إشارة إلى التبرير الذكوري لظاهرة التحرش الجنسي بالشوارع التونسية.

الجسد، الجنس، الكذب، احتقار المرأة، واختزالها في غشاء البكارة وغيرها من المواضيع كانت أهمّ النقاط التي تطرقت إليها الحملة الافتراضية، منذ يومين تقربًا، لفضح الممارسات الذكورية وأيضًا للتعبير عن ما تعيشه المرأة التونسية في واقع لا يزال رغم ثورته يستبطن الاحتقار للنساء، وذلك رغم ما يشاع عن تقدمية المشرّع التونسي عن غيره من الدول المجاورة.

اقرأ/ي أيضًا: المطلقات في الجزائر.. حقوق مهدورة وتحرش جنسي

"السلطة ذكورية ومن توّد مواجهة الذكورية لابدّ أن لا تنسى أن أفراد الشرطة من الذكور"، هكذا كتب الناشط والمدون "جهاد مبروك" وهو يسرد حالة اعتداء على فتاتين بالعاصمة، قامتا بالاعتداء على شاب حاول الاعتداء عليهما، بطريقة خادشة للحياء، لتقوم الشرطة فيما بعد بسحب الفتاتين إلى مركز الأمن وكالت لهما الشتائم، أدان مبروك "الذكورية البوليسية" في تعاملها مع النساء حتى وإن كنّ مظلومات.

ورفض الصحفي التونسي سيف الدين العامري هذه الحملة من منطلق أنّها "قضايا مفتعلة من الفراغ فالنساء حسب هذه الحملة يعتقدن أنهنّ الخير المطلق وأنّ الرجال هم الشر المطلق". كما دعا العامري إلى "ضرورة التنسيب في هذا الخطاب"، مضيفًا: "ليس كل الرجال مهووسون بالجسد والجنس، وليست كل النساء وفيات لحبيبهن أو يؤمنّ بفراش الحب".

ولم يسلم الدين الإسلامي من هذه الحملة، حيث قامت صفحة "لا دينيون تونسيون" بتغيير بعض الآيات القرآنية لصالح المرأة خاصة تلك الآيات المتعلقة بهجر المضاجع والميراث. ولا تزال الحملة تستقطب النساء والرجال على حدّ السواء، وتثير نقاشًا قديمًا متجددًا.

اقرأ/ي أيضًا: 

المرأة السودانية.. العنف متواصل

المرأة الليبية.. العنف متواصل