07-ديسمبر-2021

الشاعرة لويز غلوك

لويز غلوك ( 1943-) هي شاعرة وكاتبة أمريكية، واحدة من أبرز الشعراء في جيلها، وقد فازت بجائزة نوبل للآداب لعام 2020. وفازت بالعديد من الجوائز الأدبية الرئيسية في الولايات المتحدة، مثل وسام العلوم الإنسانية الوطنية، وجائزة بوليتزر، وجائزة الكتاب الوطنية، وجائزة نقاد الكتاب الوطنية، وجائزة بولينجن، بالإضافة إلى جوائز أخرى. كما حازت على جائزة ولقب الشاعر الأمريكي في الفترة من 2003 إلى 2004. غالبًا ما توصف جلوك بالشاعرة ذات طابع السيرة الذاتية. يُعرف عملها بكثافته العاطفية وبتصويره المتكرر للخرافة أو التاريخ أو الطبيعة للتأمل في التجارب الشخصية والحياة العصرية.


أسطورة الإخلاص

 

عندما اختار هاديس أن يحب تلك الفتاة

بنى لها نسخة مطابقة عن الأرض

بقي كل شيء على حاله حتى المرج

ولكن مع سرير إضافيّ

 

كل شيء بقي على حاله حتى ضوء الشمس

لأنه سيكون صعبًا على فتاة صغيرة

أن تنتقل بسرعة من ضوء ساطع إلى ظلام مطلق

 

ظن أنه بالتدريج سيقدّم الليلَ

بالبداية كظلال أوراقٍ ترتعش.

القمر ثم النجوم، ثم لا قمر ولا نجوم

لتعتاد بيريسفون على ذلك بشكل بطيء

وفي النهاية اعتقد أنها ستجد ذلك مسليًا

 

نسخة مطابقة عن الأرض

إلا أنه ثمة حب هنا

ألا يريد الجميع الحب؟

 

انتظر سنوات عديدة

بنى عالمًا، يراقب بيرسيفون

التي تشم وتتذوق

ظن أنه إذا كان لدى أحد ما شهية واحدة

فسيحصل على جميعها.

 

ألا يريد الجميع أن يشعر ليلًا

بجسد الحبيب، بالبوصلة، بنجم القطب

ليسمع النفس الهادئ الذي يقول:

أنا على قيد الحياة لأنك تسمعني

أنت هنا معي. وعندما يستدير أحد

يستدير الآخر؟   

 

هذا ما شعر به إله الظلام

ينظر إلى العالم الذي بناه

لبيرسيفون. لم يخطر بباله أبدًا

ألا يكون هناك المزيد من الروائح

وبالتأكيد المزيد من الطعام

 

ذنب، ذعر، خوف من الحب

هذه الأشياء التي لم يتخيلها

ولا يتخيلها مُحبّ

 

إنه يحلم، يتساءل ماذا يسمي هذا المكان

فكر بالبداية أن يسميه الجحيم الجديد (الحديقة)

وفي النهاية قرر أن يسميه

صِبا بيرسيفون

 

يطلع ضوء خافت فوق المرج الأفقي

خلف السرير. يأخذها بين ذراعيه

يرغب أن يقول لها أحبك، لا شيء يمكن أن يؤذيك

 

لكنه فكّر

هذه كذبة، لذلك في النهاية قال:

أنت ميتة، لا شيء سيؤذيك

بدا له ذلك بداية واعدة وصادقة أكثر    

 

الماضي

 

ضوء صغير في السماء قد ظهر

فجأة بين

غصني شجرة صنوبر، إبرهما الرقيقة

 

مطبوعة الآن على السطح المضيء

وتعلو ذلك

سماء عالية، مليئة بالريش

استنشق الهواء، إنها رائحة الصنوبر الأبيض

تصبح أقوى عندما تهب الرياح خلاله

والصوت الذي تصنعه غريبٌ بنفس الدرجة

كصوت الرياح في فيلم

 

الظلال تتحرك. الحبال

تصدر صوتها. وما تسمعه الآن

هو صوت العندليب، الحبليات،

وصوت الطائر وهو يغازل أنثاه

 

الحبال تتحرك. الأرجوحة

تتأرجح في الريح، مربوطة

بحزم بين شجرتي صنوبر

 

استنشق الهواء. إنها رائحة الصنوبر الأبيض

 

الصوت الذي سمعته هو صوت أمي

أو صوت الأشجار فحسب

عندما يمر عبرها الهواء

 

لأنّ الصوت الذي يصدر

يمر عبر لا شيء.

 

اقرأ/ي أيضًا:

آن سكستون: نشيدٌ لأجلِ السيّدَة

آنا كاستيلو: أطلبُ المستحيل