05-أبريل-2023
المسجد الأقصى

واصلت وسائل الإعلام الغربية الكبرى استخدام لغتها المعهودة عند تغطية أي أحداث تتعلق بالقضية الفلسطينية. (GETTY)

واصلت وسائل الإعلام الغربية الكبرى استخدام لغتها المعهودة عند تغطية أي أحداث تتعلق بالقضية الفلسطينية، فاستخدمت اللغة ذاتها في تغطية الاقتحامات الهمجية التي نفذتها قوات الاحتلال ليلة أمس وصباح اليوم، والتي أسفرت عن إصابة عدد من المصلين واعتقال أكثر من 400 منهم.

 مقاطع الفيديو والصور، بل والبث المباشر من داخل المسجد الأقصى، والتي أظهرت جميعها بوضوح ومن دون التباس، مشاهد لمصلين عزل يتعرضون لضرب عنيف بأعقاب البنادق والهراوات، ومعتكفات يسحلن في باحات المسجد الأقصى على أيدي قوات الاحتلال المدججة بالسلاح، كل ذلك لم يمنع وسائل الإعلام الغربية من استخدام لغة تحمل فيها الضحايا من المعتكفين والمعتكفات مسؤولية ما حدث ويحدث

مقاطع الفيديو والصور، بل والبث المباشر من داخل المسجد الأقصى، والتي أظهرت جميعها بوضوح ومن دون التباس، مشاهد لمصلين عزل يتعرضون لضرب عنيف بأعقاب البنادق والهراوات، ومعتكفات يسحلن في باحات المسجد الأقصى على أيدي قوات الاحتلال المدججة بالسلاح، كل ذلك لم يمنع وسائل الإعلام الغربية من استخدام لغة تحمل فيها الضحايا من المعتكفين والمعتكفات مسؤولية ما حدث ويحدث، وتحول دون إنتاج تغطيات صحفية تتناسب مع المبادئ الأساسية للصحافة والمتمثلة بتقديم الأخبار بدقة يمكن أن تفضي إلى محاسبة المسؤولين.

النيويورك تايمز وصفت الاعتكاف في المسجد الأقصى  بـ "التمترس في أحد مساجد القدس"، متبنية ما ورد في بيان للشرطة الإسرائيلية، كما تبنت مزاعم ترددها سلطات الاحتلال بأنها تمنع المكوث في المسجد الأقصى ليلًا، وأن عدم استجابة المعتكفين ذلك أدى إلى "تبادل إطلاق الصواريخ"، في حين وصفت الصواريخ الإسرائيلية بأنها أطلقت ردًا على الفعل الفلسطيني، ولم تأتِ على ذكر تهديدات المستوطنين بتقديم القرابين داخل باحات المسجد الأٌقصى.

المصطلحات نفسها استخدمتها كل من دويتشه فيلي ووكالة الأنباء الفرنسية، إذ نشرتا بيان الشرطة الإسرائيلية مع بعض التصرف. في حين ذهبت داس بيلد الألمانية خطوة إضافية بتبني الرواية الإسرائيلية، إذ اكتفت باستخدام المسمى الإسرائيلي للمسجد الأٌقصى في العنوان الرئيسي للخبر.

أما البي بي سي فنشرت مقطع فيديو صورته قوات الاحتلال لعملية الاقتحام ووصفت المسجد الأقصى بـ "الموقع المقدس المتنازع عليه" رغم أنه يقع في الجزء الشرقي من مدينة القدس، والذي يعتبره المجتمع الدولي منطقة فلسطينية محتلة. إلا أن البي بي سي سرعان ما غيرت العنوان من "اشتباكات تندلع إثر اقتحام الشرطة لموقع مقدس متنازع عليه" إلى "عنف وألعاب نارية داخل المسجد الأقصى في القدس."

واتهمت إن بي سي نيوز المعتكفين في المسجد الأقصى بالاشتباك مع قوات الاحتلال وإحداث الفوضى. كما لم تذكر أي من وسائل الإعلام اقتحام قوات الاحتلال لعيادة المسجد الأٌقصى.

حسابات عديدة اعترضت على اللغة المستخدمة من قبل وسائل الإعلام الغربية وحاولت تصحيح عناوين رئيسية.

يقول الصحفي في ميدل إيست آي، آزاد عيسى: "القوات الإسرائيلية المسلحة بالرصاص المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، اقتحم المسجد الأقصى وهاجم المصلين، ولكن بالنسبة للبي بي سي والنيويورك تايمز وهاآرتس فإن هذا لا زال يسمى "اشتباكات".

ويقول دان: "لم يكونوا يتمترسون، بل كانوا يحيون شعيرة المكوث طوال الليل في المسجد في رمضان. تخيلوا ان يكتب أحدهم عنوانًا مثل: "كاثوليكيون يتمترسون في كنيسة في منتصف ليلة الفصح"، لوصف قداس منتصف الليل."

وقال أحد المستخدمين: "دعوني أعدل العنوان لكم: القوات الإسرائيلية تهاجم المصلين المدنيين مرة أخرى.

وقال آخر: "هذا ليس العنوان الصحيح لما يحدث في القدس. لن تخدعونا، فنحن نعرف لعبتكم."

 

gg
استمع إلى بودكاست أصوات من تحت الركام من هنا