واصلت وسائل الإعلام الغربية الكبرى استخدام لغتها المعهودة عند تغطية أي أحداث تتعلق بالقضية الفلسطينية، فاستخدمت اللغة ذاتها في تغطية الاقتحامات الهمجية التي نفذتها قوات الاحتلال ليلة أمس وصباح اليوم، والتي أسفرت عن إصابة عدد من المصلين واعتقال أكثر من 400 منهم.
مقاطع الفيديو والصور، بل والبث المباشر من داخل المسجد الأقصى، والتي أظهرت جميعها بوضوح ومن دون التباس، مشاهد لمصلين عزل يتعرضون لضرب عنيف بأعقاب البنادق والهراوات، ومعتكفات يسحلن في باحات المسجد الأقصى على أيدي قوات الاحتلال المدججة بالسلاح، كل ذلك لم يمنع وسائل الإعلام الغربية من استخدام لغة تحمل فيها الضحايا من المعتكفين والمعتكفات مسؤولية ما حدث ويحدث
مقاطع الفيديو والصور، بل والبث المباشر من داخل المسجد الأقصى، والتي أظهرت جميعها بوضوح ومن دون التباس، مشاهد لمصلين عزل يتعرضون لضرب عنيف بأعقاب البنادق والهراوات، ومعتكفات يسحلن في باحات المسجد الأقصى على أيدي قوات الاحتلال المدججة بالسلاح، كل ذلك لم يمنع وسائل الإعلام الغربية من استخدام لغة تحمل فيها الضحايا من المعتكفين والمعتكفات مسؤولية ما حدث ويحدث، وتحول دون إنتاج تغطيات صحفية تتناسب مع المبادئ الأساسية للصحافة والمتمثلة بتقديم الأخبار بدقة يمكن أن تفضي إلى محاسبة المسؤولين.
فيديو | توثيق جديد يظهر اعتداءات شرطة الاحتلال على المعتكفين والمعتكفات في المسجد الأقصى الليلة#اقتحام_الأقصى#المسجد_الأقصى #الاعتكاف_العظيم pic.twitter.com/IgQ1eLAiSW
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) April 5, 2023
النيويورك تايمز وصفت الاعتكاف في المسجد الأقصى بـ "التمترس في أحد مساجد القدس"، متبنية ما ورد في بيان للشرطة الإسرائيلية، كما تبنت مزاعم ترددها سلطات الاحتلال بأنها تمنع المكوث في المسجد الأقصى ليلًا، وأن عدم استجابة المعتكفين ذلك أدى إلى "تبادل إطلاق الصواريخ"، في حين وصفت الصواريخ الإسرائيلية بأنها أطلقت ردًا على الفعل الفلسطيني، ولم تأتِ على ذكر تهديدات المستوطنين بتقديم القرابين داخل باحات المسجد الأٌقصى.
المصطلحات نفسها استخدمتها كل من دويتشه فيلي ووكالة الأنباء الفرنسية، إذ نشرتا بيان الشرطة الإسرائيلية مع بعض التصرف. في حين ذهبت داس بيلد الألمانية خطوة إضافية بتبني الرواية الإسرائيلية، إذ اكتفت باستخدام المسمى الإسرائيلي للمسجد الأٌقصى في العنوان الرئيسي للخبر.
إصابات بين المعتكفين والمعتكفات في المسجد الاقصى بعد اعتداء قوات الاحتلال عليهم أثناء اقتحام المسجد الأقصى. pic.twitter.com/aM4l3xJYwg
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) April 4, 2023
أما البي بي سي فنشرت مقطع فيديو صورته قوات الاحتلال لعملية الاقتحام ووصفت المسجد الأقصى بـ "الموقع المقدس المتنازع عليه" رغم أنه يقع في الجزء الشرقي من مدينة القدس، والذي يعتبره المجتمع الدولي منطقة فلسطينية محتلة. إلا أن البي بي سي سرعان ما غيرت العنوان من "اشتباكات تندلع إثر اقتحام الشرطة لموقع مقدس متنازع عليه" إلى "عنف وألعاب نارية داخل المسجد الأقصى في القدس."
واتهمت إن بي سي نيوز المعتكفين في المسجد الأقصى بالاشتباك مع قوات الاحتلال وإحداث الفوضى. كما لم تذكر أي من وسائل الإعلام اقتحام قوات الاحتلال لعيادة المسجد الأٌقصى.
العيادة الطبية في #المسجد_الأقصى أيضا لم تسلم من اعتداءات الاحتلال.
#الاعتكاف_العظيم #اقتحام_الأقصى pic.twitter.com/scxNNKF1lU
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) April 5, 2023
فيديو | إصابة داخل المسجد الأقصى، بعد اعتداء شرطة الاحتلال على المرابطين ومنع وصول سيارات الإسعاف#المسجد_الأقصى #الاعتكاف_العظيم pic.twitter.com/wqTYQf0wZx
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) April 4, 2023
حسابات عديدة اعترضت على اللغة المستخدمة من قبل وسائل الإعلام الغربية وحاولت تصحيح عناوين رئيسية.
يقول الصحفي في ميدل إيست آي، آزاد عيسى: "القوات الإسرائيلية المسلحة بالرصاص المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، اقتحم المسجد الأقصى وهاجم المصلين، ولكن بالنسبة للبي بي سي والنيويورك تايمز وهاآرتس فإن هذا لا زال يسمى "اشتباكات".
Israeli forces, armed with rubber-coated steel bullets, teargas and stun grenades, stormed the Al-Aqsa mosque, and attacked worshippers. But for BBC, NYT, Haaretz and others, these still amount to "clashes". pic.twitter.com/dp5RORvNiJ
— Azad Essa (@azadessa) April 15, 2022
ويقول دان: "لم يكونوا يتمترسون، بل كانوا يحيون شعيرة المكوث طوال الليل في المسجد في رمضان. تخيلوا ان يكتب أحدهم عنوانًا مثل: "كاثوليكيون يتمترسون في كنيسة في منتصف ليلة الفصح"، لوصف قداس منتصف الليل."
They weren't barricaded they were observing a traditional custom of staying late/all night during Ramadan
Imagine a headline
"Catholics Barricade Themselves In Church At Midnight on Easter" when referring to Midnight Easter Mass - it'd be the same thing. https://t.co/Z2f9Tl28o2
— Dan (Mastodon: izzod@izzodlaw.com) (@Eodyne1) April 5, 2023
وقال أحد المستخدمين: "دعوني أعدل العنوان لكم: القوات الإسرائيلية تهاجم المصلين المدنيين مرة أخرى.
Clashes? Shame on you @BBCNews
Let me fix it for you: Israeli forces attacking worshiping civilians. (again) https://t.co/tsFKB5PPX2
— Hus (@hsavas) April 5, 2023
وقال آخر: "هذا ليس العنوان الصحيح لما يحدث في القدس. لن تخدعونا، فنحن نعرف لعبتكم."
@BBCWorld you’re terrible people.
This isn’t the title of what’s happening in Jerusalem.
You can’t fool us, we know your game. https://t.co/qr0Y81yKBN— The Chronicles of Mubby {Ex} 🇳🇬 (@Femi_OfMainland) April 5, 2023