1. ثقافة
  2. أدب

لهذا السبب فاز نجيب محفوظ بنوبل.. كواليس مثيرة يرويها دنيس جونسون ديفز

21 مايو 2025
 دينيس جونسون ديفز
دينيس جونسون ديفز في مكتب الجامعة الأمريكية بالقاهرة (المركز القومي للترجمة)
الترا صوتالترا صوت

دينيس جونسون ديفز (1921 – 2017) مترجم بريطاني من أصول كندية، عمل أستاذًا في جامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول سابقًا). ونالت ترجماته لأعلام الأدب العربي الحديث شهرةً واسعة. وقد جمعته بهم مجموعة من الحكايات والجلسات الفارقة والتي دونه في كتابٍ له حمل عنوان "ذكريات في الترجمة" (اليربوع للنشر والتوزيع، 2007) قدمه له الأديب المصري نجيب محفوظ وترجمه كامل يوسف حسين. ففي أحد فصوله يحكي "ديفيز" حكاية محفوظ وجائزة نوبل. نستعرض هنا أبرز ما جاء بها:

"تعد قصة نجيب محفوظ مع جائزة نوبل قصة مثيرة للاهتمام، فخلال إحدى زياراتي للقاهرة، أثناء سنوات إقامتي في فرنسا أو إسبانيا، تلقيت اتصالًا هاتفيًّا من صديق لي مفاده أن زوجة السفير الفرنسي لدى تونس، وهي سيدة سويدية، موجودة في القاهرة، وترغب في مقابلتي والتقينا في مكان يعد اختياره بعيد الاحتمال وهو فندق كليوباترا، وهناك أبلغتني بأن لجنة الجائزة تبحث إمكانية فوز كاتب عربي بها. وكانت معها قائمة بأسماء المرشحين المحتملين، ومن بينهم الشاعر السوري أدونيس، كاتب القصة القصيرة المصري يوسف إدريس، الكاتب السوداني الطيب صالح ونجيب محفوظ. وسألتني أولًا عما إذا كنت أشعر بأن هناك أي كاتب آخر من العالم العربي يستحق النظر في إمكانية فوزه بالجائزة، وإزاء الشعور بأن القائمة مكتملة ناقشنا مطولًا المزايا النسبية لهؤلاء المرشحين المحتملين. لم يكن بالإمكان وصف أدونيس بأنه شاعر يحظى شعره بالانتشار بين عامة الناس، فضلًا عن كون شعره بعيدًا عن مدارك الكثير من القراء. أما إدريس فإنه على الرغم من التقدير الكبير الذي يحظى به باعتباره النصير الرائد للقصة القصيرة في العالم العربي، إلا أنه لا تتوافر له مواد كافية مترجمة إما إلى الإنجليزية أو الفرنسية، وهما اللغتان اللتان يعرفهما أعضاء اللجنة. ولم تكن للطيب صالح في ذلك الوقت أعمال متاحة في الإنجليزية أو الفرنسية إلا روايته "موسم الهجرة إلى الشمال"، روايته القصيرة "عرس الزين" وثلاث قصص قصيرة أو أربع، وقد استبعده هذا النِتاج المحدود من إمكانية فوزه بالجائزة، ولما كنت مترجمه إلى الإنجليزية فإنني كان حريًّا بي، بالطبع، أن أبتهج لو أنه حصل عليها. وفي غمار مناقشة مزايا المرشحين المختلفين، بدا جليًّا أن نجيب محفوظ هو المرشح المفضل، ليس بسبب النوعية الرفيعة لكتاباته فحسب، وإنما كذلك العدد غير المألوف من الروايات ومجموعات القصص القصيرة الذي أبدعه. وعلى الرغم من أن اهتمامي قد ثار بفعل النظر في إمكانية منح الجائزة لكاتب عربي، إلا أنني لم أشغل نفسي أكثر من هذا بلقاء السيدة السويدية، ودهشت على نحو ما ذُكر أن محفوظ نفسه قد دهش عندما تم إبلاغه لأول مرة بأنه تقرر منحه الجائزة". 

"عندما كنت أقيم في بيروت بين عامي 1970 و1974، تم الاتصال بي للانضمام إلى الفريق الذي يعكف على ترجمة روايات نجيب محفوظ إلى اللغة الانجليزية لتنشرها دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة، حيث ساد الشعور بأن معظم المترجمين ليست لديهم معرفة جيدة بالقدر الكافي بكل من اللغتين العربية والإنجليزية، وإنه لهذا السبب ينبغي أن يعهد لواحد ممن تعد العربية لغتهم الأم بإنجاز ترجمة أولية، ثم تسلم الترجمة إلى شخص أو أكثر للقيام بـ"صقل" النصّ الأولي. وقد رفضت أن أكون عضوًّا في هذا الفريق، وأعربت عن اعتقادي بأنه تمامًا كما أنه لا يمكن عادةً لكتاب أن يكون من تأليف لجنة أو العديد من الأشخاص فكذلك الترجمة ينبغي أن تُسند إلى شخص واحد. ومن شأن إلقاء نظرة على سبيل المثال، على صفحة العنوان في رواية نجيب محفوظ "ميرامار" أن توضح أن ما لا يقل عن أربعة أشخاص قد ساهموا في ترجمتها، وهو ما لا يعني القول إن النتيجة النهائية ليست مقبولة بصورة تامة. وبينما لم يكن مشروع دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة لترجمة أعمال نجيب محفوظ، في رأيي، الطريقة المُثلى للترجمة، إلا أنه أنتج بالفعل عددًا من الترجمات لرواياته، وبفضل توافر كيان يُعتد به من حيث الحجم من أعماله باللغة الانجليزية، فاز بجائزة نوبل.

"كنت مسؤولًا عن توصية المترجم فيليب ستيورارت Philip Stewart بترجمة رواية "أولاد حارتنا" المثيرة للجدل. وكان يرغب في العثور على عمل يمكنه أن يترجمه، فيما أظن، للحصول على درجة الماجستير من جامعة أكسفورد، وقد أبلغته أنه إذا قام بترجمة الرواية، فإنني سأدرجها في سلسلة "مؤلفون عرب"، حيث نشرت تحت عنوان "أبناء جبلاوي". ولم أدرك أن الرواية التي أوصيت بترجمتها ستصبح، في وقت لاحق، موضوعًا لضجة هائلة، وستؤدي إلى محاولة لاغتيال المؤلف. وفي السابق، عندما كانت الرواية تُنشر في صورة حلقات في صحيفة "الأهرام"، تعرضت الصحيفة للضغط لمنع نشر باقي الكتاب، الذي ذهبت دوائر دينية إلى أنه يتضمن تجديفًا. وفي الوقت نفسه، طلبت السلطات من المؤلف أن يفسر ما يدور الكتاب حوله ومن الذين تمثلهم الشخصيات المختلفة المقيمة بالحارة في حقيقة الأمر. وقد تصادف أنني كنت في إحدى زياراتي الدورية للقاهرة، في ذلك الوقت، وأبلغني نجيب محفوظ بالورطة التي وجد نفسه فيها، فقلت إن عليه أن يتمسك بموقفه، وأن يذكر أنه ليس من شأن المؤلف أن يبدأ بتفسير أعماله، وأن عليه أن يرفض الرد على أي سؤال قد يعرضه للخطر مع الدوائر المعنية في الأزهر. غير أنه أصبح معروفًا للكافة أن "الأهرام" أوقفت نشر الرواية، وأن الكتاب لم يعد متاحًا في مصر (وذلك على الرغم من أن نسخة من طبعة صادرة في بيروت يمكن على الدوام شراؤها من إحدى المكتبات الأرفع مستوى الموجودة في قلب القاهرة). وقد حظرت الطبعة المترجمة إلى الإنجليزية كذلك في مصر، وبلغ الأمر ذروته في عام 1994 بعد ما يزيد عن ثلاثين عامًا من نشر الكتاب في حلقات بصحيفة "الأهرام" عندما قام أحد المتطرفين، اعتقادًا منه بأن الكتاب يتضمن تجديفًا على الرغم من أنه قد قيل إنه لم يقرأه قط بمهاجمة الكاتب وإصابته بجراح بليغة من خلال طعنه في رقبته".

"عقب فوز محفوظ بجائزة نوبل، وحينما تقرر إصدار طبعة موحدة الإخراج الفني لمعظم أعماله، دعي فيليب ستيورات لإدراج ترجمته في الترجمات الرسمية التي تقدمها دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة ودار دوبلداي للنشر في أميركا، ولكنه بعد أن رأى أن مترجمي الكتاب الآخرين قد تعرضوا للهجوم عليهم، قرر السماح لمترجم آخر بإنجاز ترجمة رسمية جديدة إلى الإنجليزية لهذه الرواية المثيرة للنزاع. وقد عُرضت هذه المهمة عليَّ، لكنني رفضت القيام بها، وعندئذ عُرضت على المترجم الأميركي بيتر ثرو Peter Theroux شقيق كاتب أدب الرحلات المعروف بول ثرو. وقد نشرت ترجمته تحت عنوان "أبناء الحارة" في نيويورك في 1996، وكذلك مع طبعة دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة المؤلفة من عشرين مجلدًا في عيد ميلاد المؤلف التسعين في 2001".

كلمات مفتاحية
الشاعرة الإيرانية الشابة بارنيا عباسي (شبكات تواصل اجتماعي)

بارنيا عبَّاسي.. مستقبل الشعر الإيراني الذي اغتالته إسرائيل

الشاعرة الإيرانية الشابة بارنيا عبَّاسي التي راحت ضحية الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على طهران

محمد أولاد أحمد (بوابة تونس)

محمد الصغير أولاد أحمد.. "شاعر البلد" التونسي يتوَّج بجائزة محمود درويش

الشاعر التونسي محمود أولاد أحمد يتوج بجائزة محمود درويش عن مجمل أعماله الأدبية ومسيرته الوطنية

حسونة المصباحي (صفحة الكاتب على فيسبوك)

حسونة المصباحي: عودة إلى الذهيبات حيث كل شيء يبدأ وينتهي

رحيل الكاتب والروائي التونسي حسونة المصباحي الذي عاش حياته متنقلًا بين المدن والعواصم، ليدفن في مسقط رأسه "الذهيبات"

كتاب حلب (مركز أبو ظبي للغة العربية)
نشرة ثقافية

جان كلود دافيد.. تساؤلات حول نشأة حلب وتطورها في ترجمة جديدة

يتناول الكتاب مدينة حلب؛ بوصفها واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم

هارفارد
مجتمع

كيف أصبح ترامب يمثّل عائقًا أمام أهداف الجامعات الأميركية؟

سياسات دونالد ترامب حول الطلاب الأجانب لم تؤثر على الهجرة غير الشرعية فحسب، بل طالت نطاق التعليم والنفوذ الثقافي، الذي عملت الجامعات على بناءه على مدار عقود

آبل
تكنولوجيا

مايكروسوفت تسخر من واجهة آبل "Liquid Glass"

سخرت مايكروسوفت عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي من التغيير الجذري في واجهة آبل التي أعلنت عنها ضمن أنظمتها الأحدث، تحت اسم Liquid Glass

غاتوزو
رياضة

إيطاليا تقترب من تعيين جينارو غاتوزو مدربًا للمنتخب الأول خلفًا لسباليتي

سيتسلم غاتوزو مسؤولية المنتخب الإيطالي في ظروف صعبة، حيث يستهدف قيادته للتأهل إلى كأس العالم المقبل بعد الغياب في آخر نسختين