بعد وقت قصير من إطلاق الجيش الإسرائيلي عمليته البرية في جنوب لبنان، بدأت تظهر مقاطع مصورة لجنوده وهم يفجرون قرى لبنانية بأكملها، تاركين المنازل والمواقع الأثرية داخلها مدمرة.
وكانت تلك القرى قد تعرضت قبل ذلك لأضرار واسعة جراء القصف الإسرائيلي الذي استمر لمدة عام، بعد أن فتح حزب الله جبهة إسناد لغزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وحين دخل وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، صباح الأربعاء الماضي، عاد مئات الآلاف من النازحين اللبنانيين إلى قراهم التي أجبروا على مغادرتها بفعل القصف الإسرائيلي الشديد.
لكن في تلك القرى التي دمرتها القوات الإسرائيلية واحتلتها، لم يُسمح لسكانها بدخولها، بل أُطلقت النار على مدني حاول إنقاذ منزله.
كانت تلك القرى قد تعرضت قبل ذلك لأضرار واسعة جراء القصف الإسرائيلي الذي استمر لمدة عام، بعد أن فتح حزب الله جبهة إسناد لغزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023
وفي تقرير لموقع "ميدل إيست آي"، استعرض لمحة عن القرى الجنوبية الأربع التي دمرتها إسرائيل.
يارون
تقع قرية يارون في قضاء بنت جبيل على ارتفاع حوالي 780 مترًا فوق سطح البحر، وتطل على الخط الأزرق، وهو الخط الفاصل الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان من جهة وشمال فلسطين المحتلة وهضبة الجولان المحتلة.
يُقال إن اسم يارون ذو أصول كنعانية. ويُعتقد أن القرية، التي تقع على تلة، يُشار إليها في العهد القديم باسم "يارون"، أي المكان المرتفع الذي يطل على أماكن أخرى.
وهناك معنى آخر ذكره الكاتب اللبناني الراحل أنيس فريحة لاسم القرية، وهو "الرعب والخوف".
كانت يارون مسرحًا لمعركة شهيرة وقعت عام 1781 بين الشيخ ناصيف نصار، وهو زعيم بارز في جبل عامل، وجيش الدولة العثمانية بقيادة أحمد باشا الجزار المتمركز في عكا.
ويُعتقد أن الشيخ نصار، الذي قُتل أثناء المعركة، سقط من فوق جواده على صخرة تُعدّ من معالم يارون اليوم. وقد أدى القصف الإسرائيلي الأخير إلى تدمير قاعة ناصيف نصار في القرية، والتي كان من المقرر افتتاحها قريبًا.
احتل الجيش الإسرائيلي القرية عام 1982 حتى عام 2000، كما تعرضت لهجمات إسرائيلية منذ سبعينيات القرن الماضي.
🎥 صحفيّ إسرائيليّ يفجر منزلاً في #لبنان ضمن تقريرٍ صحفي يقدمه للقناة الـ12 الإسرائيليّة. pic.twitter.com/IEm5pIsErY
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 29, 2024
محيبيب
تتبع قرية محيبيب قضاء مرجعيون، وتقع على تلة تطل على مناظر خلابة. تشتهر القرية بوجود مقام النبي بنيامين، ابن النبي يعقوب، ويعود تاريخ المقام إلى أكثر من 2100 عام.
وأخذت القرية اسمها من لقب أطلق على النبي بنيامين، وهو "الحبيب". يستقبل المقام زوارًا من إيران والعراق وسوريا والهند وباكستان.
أُقيمت القرية منذ أكثر من 250 عامًا، وتُعتبر نقطة عبور مهمة للقوافل التجارية القادمة من سوريا وفلسطين.
ميس الجبل
يشتهر سكان ميس الجبل بصمودهم عبر التاريخ، وينعكس ذلك في طبيعة البلدة التي تنتشر فيها أشجار "الميس" الصلبة، المعروفة بعمرها الطويل وارتفاعها الشاهق.
تُعد ميس الجبل من أكبر قرى قضاء مرجعيون، وتقع على ارتفاع 700 متر عن سطح البحر، وتضم العديد من المواقع الدينية الشيعية القديمة.
إلى الغرب، يقع مسجد الإمام علي، وفي الشرق مسجد الشيخ إبراهيم، بالإضافة إلى مسجد أبي ذر الغفاري شمالًا.
ومن بين سكان القرية العديد من الشخصيات الدينية الشيعية البارزة، منهم رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، الشيخ عبد الأمير قبلان.
بليدا
تقع قرية بليدا في قضاء مرجعيون أيضًا، ويُعتقد أن اسمها يعني "بيت الطفل" أو "المولود حديثًا".
تضم القرية مسجدًا ذا قيمة تاريخية كبيرة يعود تاريخه إلى 2000 عام. ويُعتقد أن المسجد كان معبدًا وثنيًا قبل ظهور الإسلام، ثم أصبح أول مسجد في جبل عامل بعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام في القرن السابع.
ومن المواقع التاريخية الأخرى في بليدا "بئر النبي شعيب"، الذي يقع بمحاذاة الأسلاك الشائكة التي أقامها الجيش الإسرائيلي على الحدود.
كما توجد منطقة قريبة تُطل على بئر يُسمى "خربة شعيب"، وهو المكان الذي يُعتقد أن النبي موسى سقى فيه أغنام النبي شعيب.