26-مايو-2019

مهرجان كان 2019 (Getty)

أُسدل الستار على الدورة الـ72 من "مهرجان كان السينمائي" لهذا العام. هذه الدورة التي كانت كما العادة موعدًا منتظرًا لأهل الفن السابع شهدت حضور عدد كبير من نجوم عالم السينما مخرجين وممثلين ونقادًا، أبرزهم المخرج الأمريكي جيم جارموش، الذي افتتح بفيلمه "الموتى لا يموتون" أفلام المسابقة الرسمية، إلى جانب ضيف المهرجان المحبب الإسباني بيدرو ألمودوفار، بالإضافة للضيف الذي لفت الأنظار وأثار اهتمام محبيّ المهرجان مع طاقم فيلمه، الأمريكي الشهير كونتين تارانتينو وفيلمه "حدث ذات مرة في هوليوود"، وأسماء كثيرة بعضها ضيوف دائمين للمهرجان.

ذهبت السعفة الذهبية من مهرجان كان لهذا العام إلى السينما الآسيوية، التي تثبت على الدوام جدارة مخرجيها وكفاءتهم

جاءت جوائز هذه الدورة مخيبة للبعض ومرضيّة للبعض الآخر، في جميع الأحوال كانت اختيارات لجنة التحكيم التي ترأسها لهذا العام، وكما هو معروف، المخرج المكسيكي أليخاندور غونزاليس إيناريتو، وضمت مجموعة مختلفة من السينمائيين أغلبهم من المخرجين.

اقرأ/ي أيضًا: افتتاح مهرجان قرطاج والأنثى المثيرة

ذهبت السعفة الذهبية لهذا العام كما في العام الماضي إلى السينما الآسيوية، التي تثبت على الدوام جدارة مخرجيها وكفاءتهم، حيث حصل عليها المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو، عن فيلمه "الطفيلي"، وجاء نيله للسعفة متوقعًا بعد أن أبدى النقاد إعجابهم بالفيلم. قدمتها له الممثلة الفرنسية كاترين دونوف، كتشريف من المهرجان لصاحب فيلم "أوكجا" ذائع الصيت، المعروض على شبكة نتفليكس. قبل ذلك قدمت ضيفة حفل الاختتام الممثلة كيارا ماستورياني ابنة الممثلة الفرنسية كاترين دونوف والممثل الإيطالي الراحل مارتشيلو ماستورياني، مفاجأة المهرجان الاستثنائية، وهي جائزة خاصة منحها المهرجان للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان عن فيلمه الرابع "لا بد وأن تكون الجنة"، وقد توقع محبّو الفيلم وسينما سليمان حصول الفيلم على جائزة من هذا العيار، بعد عرضه في آخر أيام المسابقة، وقد حظي الفيلم بإعجاب النقاد والجمهور. كما ولا بد من الإشارة إلى أن فيلم إيليا سليمان قد حصل على جائزة النقاد، وهي جائزة على هامش المهرجان تمنحها رابطة النقاد لفيلمها المفضل بين افلام المسابقة الرسمية.

إيليا سليمان في كان (Getty)

حصل فيلم "المسافة بيننا وبين السماء" على السعفة الذهبية للفيلم القصير، لمخرجه الشاب اليوناني فاسيليس كيكتاوس، وراحت جائزة الكاميرا الذهبية، التي تمنح عن الفيلم الأول لصاحبه، للمخرج سيزار دياز عن فيلمه أمهاتنا.

أمّا عن جوائز المسابقة الرسمية التي تنافس عليها 21 فيلمًا، فكانت الجائزة الكبرى من نصيب فيلم "أتلانتيك" للمخرجة الفرنسية السينيغالية ماتي دييوب، وكان قد منحها إياها ضيف المهرجان الممثل سلفستر ستالون. يتطرق الفيلم لحكاية أصيلة من العاصمة السنغالية داكار حول الهجرة.

جائزة أفضل سيناريو كانت من نصيب كاتبة السيناريو والمخرجة الفرنسية سيلين سياما عن فيلمها "صورة لفتاة في النار". كتبت سياما عدة سيناريوهات لأفلام لاقت إعجاب الجمهور فيما سبق، كان آخرها فيلم الرسوم المتحركة "حياتي ككوسا". أمّا عن جائزة أفضل ممثلة فحصلت عليها الممثلة الأمريكية إيميلي بيتشام، عن دورها في فيلم "جو الصغير" وجائزة أفضل ممثل استحقها الممثل الإسباني أنطونيو بانديراس عن أدائه لدور المخرج سلفادور مالو في فيلم "ألم ومجد" للمخرج بيدرو ألمودوفار الذي يتطرق لفترة من سيرة المخرج المهنية والشخصية.

جائزة الإخراج راحت للمخرجين الأخوين جان بيير ولوك داردين عن فيلمهما الأخير "أحمد الصغير"، لم تعجب هذه الجائزة متابعي المهرجان والنقاد الذين اعتبروا أن فيلم الأخوين جاء فيلمًا متوسطًا وأقل من المتوقع، في حين أن التوقعات حول هذه الجائزة كانت تدور حول فيلم "حدث ذات مرة في هوليوود" لتارانتينو وفيلم "ألم ومجد" لألمودوفار.

كما وتقاسم فيلمين من أفلام المسابقة الرسمية جائزة لجنة التحكيم، وهما الفيلم الفرنسي "البؤساء"، الذي حضر إلى كان مع رسالة كبيرة وجهها المخرج ليدج لي، عن أحوال المهاجرين في الضواحي الباريسية. هذا الفيلم الذي حمل اسم رواية الكاتب الفرنسي فيكتور هيجو البؤساء، أراد أن يصل صوته إلى الإليزيه عبر كان، فوجه مخرجه دعوةً إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحضور فيلمه الذي يعقد مقاربة بين بؤساء الأمس وبؤساء اليوم. والفيلم الآخر الذي حاز على جائزة النقاد كان للمخرج البرازيلي الشهير كليبر مندوزا فيلو بعنوان "نايت هوك"، الذي شارك فيلمه الأخير "أكواريوس" قبل عامين في المهرجان ذاته، ولقي إعجاب كبير.

مفاجأة مهرجان كان الاستثنائية جائزة خاصة للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان عن فيلمه الرابع "لا بد وأن تكون الجنة"

الجدير بالذكر بأن جائزة العين الذهبية التي تمنح لفيلم وثائقي، حصل عليها الفيلم السوري "من أجل سما" للصحفية وعد الخطيب والمخرج الأمريكي إدوارد واتس، مناصفةً مع الفيلم التشيلي "سلسلة الأحلام" لباتريسيو غوسمان.

اقرأ/ي أيضًا: مهرجان "كان" السينمائي.. لن يعبر أحد عن هذه الدورة مثل كلاوديا كاردينالي

وهكذا انتهت هذه الدورة محملّة بالرسائل الإنسانية التي أراد لها أصحابها أن تمر عبر السينما، وشاءت الأقدار أن يتعرف عليها الجمهور من خلال تظاهرات الأفلام التي يضمها مهرجان كان، على اعتباره مهرجان أفلام عريق يبدأ به موسم مشاهدات الأفلام قبل حلول فصل الصيف.

 

اقرأ/ي أيضًا:

في 7 أسئلة.. كل ما تريد معرفته عن مهرجان كان 2018

مهرجان كان السينمائي.. سنوات مضطربة