لمقاومة سياسات ترامب.. المرشحة لرئاسة وزراء كندا تهدد بـ"رد مؤلم"

حذّرت وزيرة المالية الكندية السابقة، كريستيا فريلاند، من أن أوتاوا قد ترد بالمثل على تهديدات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، داعية لما وصفته إعداد "قائمة انتقامية".

وجاءت تصريحات فريلاند في سياق ترشحها لخلافة رئيس الوزراء، جاستن ترودو، الذي استقال من منصبه في الأسبوع الأول من كانون الثاني/يناير الجاري، وذلك بعدما أدى اللقاء الذي جمع بين ترودو وترامب في منتجع مار إيه لاغو في بالم بيتش في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إلى أزمة سياسية، جراء وصف ترامب لترودو بـ"حاكم ولاية كندا العظيمة".

حذّرت وزيرة المالية الكندية السابقة، كريستيا فريلاند، من أن أوتاوا قد ترد بالمثل على تهديدات دونالد ترامب، داعية لما وصفته إعداد "قائمة انتقامية"

وكانت فريلاند قد تقدّمت باستقالتها من منصبها في منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، حيثُ كانت تشغل أيضًا منصب نائب رئيس الحكومة، قالت فريلاند حينها إن الاستقالة جاءت بسبب خلافات حول السياسة المالية، وكيفية الاستعداد لإدارة ترامب، الذي أكد أنه سيرفع الضرائب الجمركية على كندا إلى 25 بالمئة بعد توليه المنصب رسميًا، الأمر الذي دفع فريلاند إلى وصف سياسة ترامب تجاه كندا بـ"القومية الاقتصادية العدوانية".

وتفاقمت الأزمة بين أوتاوا وواشنطن بعدما أثار ترامب المزيد من التساؤلات بشأن علاقة الولايات المتحدة مع كندا، عندما طرح فكرة الاندماج بين الدولتين الجارتين، في تصريحات أطلقها بعيد ساعات من إعلان ترودو استقالته، معتبرًا أن هذا الاندماج سيعفي كندا من زيادة الضريبة الجمركية على البضائع الكندية. وكتب حينها على منصته الخاصة "تروث سوشيال" واصفًا كندا بـ"الولاية الـ51".

تفاقمت الأزمة بين أوتاوا وواشنطن بعدما أثار ترامب المزيد من التساؤلات بشأن علاقة الولايات المتحدة مع كندا، عندما طرح فكرة الاندماج وواصفًا كندا بـ"الولاية الـ51"

وقالت فريلاند في بيان لها، الإثنين، إن قائمة المنتجات الأميركية التي ستستهدفها كندا ستكون بقيمة 200 مليار دولار كندي، ما يعادل 139 مليار دولار أميركي، وعلّقت على هذه الإجراءات بالقول إن "الذكاء يعني الرد حيث يؤلم"، وتابعت موضحة أن التعريفات الجمركية "يجب أن تكون مستهدفة بدقة وبشكل مؤلم: مزارعي البرتقال في فلوريدا، مزارعي الألبان في ويسكونسن، والمصنعين في ميشيغان".

وتنظر فريلاند التي تطمح لخلافة ترودو في زعامة الحزب الليبرالي الوطني إلى أنه ينبغي على أوتاوا أن توضح لواشنطن "التكاليف المحددة التي ستصاحب أي تدابير تعريفة جمركية من قبل إدارة ترامب"، وأضافت أنها إذا فازت بسباق الزعامة وأصبحت رئيسة للوزراء، فإنها ستمنع أيضًا الشركات الأميركية من التقدم على المشتريات الفيدرالية الكندية، لافتةً إلى أنها ستعقد قمة دولية مع زعماء المكسيك والدنمارك وبنما والاتحاد الأوروبي "لتنسيق استجابة مشتركة للتحديات التي تواجه سيادتنا واقتصاداتنا"، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

تنظر فريلاند التي تطمح لخلافة ترودو إلى أنه ينبغي على أوتاوا أن توضح لواشنطن "التكاليف المحددة التي ستصاحب أي تدابير تعريفة جمركية من قبل إدارة ترامب"

ويظهر بشكل واضح اتفاق بعض المشرعين مع خيارات فريلاند بالرد بالمثل على تصريحات ترامب، والذين اقترحوا إيقاف كندا شحنات الطاقة إلى الولايات المتحدة. كما يرى محافظ البنك المركزي السابق،مارك كارني، الذي ينافس فريلاند على زعامة الحزب الليبرالي، أن قطع صادرات كيبيك من الطاقة الكهرومائية إلى واشنطن يجب أن يظل خيارًا مطروحًا على الطاولة في المعركة التجارية مع ترامب. لكن هذه الخطوات تصطدم بمعارضة رئيس وزراء مقاطعة ألبرتا الغنية بالنفط في كندا دانييل سميث.

وكان ترامب قد تعهد بفرض تعريفات جمركية على كل من المكسيك وكندا بدءًا من الشهر المقبل، وهو ما من شأنه أن يقلب العلاقات التجارية للولايات المتحدة مع كلا البلدين، بحسب ما تقول صحيفة نيوز ويك الأميركية. إذ إنه، وعلى الرغم من مزاعم ترامب بأن التعريفات الجمركية لن تؤثر على الأميركيين، إلا أن معظم خبراء الاقتصاد أكدوا أن المستهلكين الأميركيين قد ينتهي بهم المطاف إلى دفع ثمن كبير لتعريفات ترامب.