13-يناير-2023
لميعة عباس عمارة وديوانها

لميعة عباس عمارة ومجموعتها لو أنبأني العرّاف

ولدت الشاعرة لميعة عباس عمارة (1929 - 2021) في بغداد لعائلة صابئية مندائية. تعد إحدى رواد الشعر المعاصر في العراق. درست في دار المعلمين العالية في كلية الآداب وحصلت على الإجازة في الخمسينيات، وعُيّنت مدرسة في دار المعلمات في وقت كان لا يزال تعليم النساء الجامعي في العراق وانخراطهن في العمل أمرًا نادرًا.

بدأت كتابة الشعر في وقت مبكر من حياتها، وكانت ترسل قصائدها إلى الشاعر المهجري إيليا أبو ماضي الذي كان صديقًا لوالدها، ونشر لها في مجلة السمير أول قصيدة وهي في الرابعة عشر من عمرها، وقد نشر أبو ماضي القصيدة مع تعليق يقول فيه: "إن في العراق مثل هؤلاء الأطفال، فعلى أية نهضة شعرية مقبل العراق".

من دواوينها الشعرية: الزاوية الخالية، عودة الربيع، أغاني عشتار، يسمونه الحب، لو أنبأني العراف، البعد الأخير. اختيرت هذه القصيدة من ديوان لو أنبأني العراف.


لو أنبأني العرّاف

أنك يومًا ستكونُ حبيبي

لم أكتُبْ غزلًا في رجلٍ

خرساء أصلّي

لتظلَّ حبيبي

لو أنبأني العراف

أني سألامس وجه القمرٍ العالي

لم ألعب بحصى الغدران

ولم أنظم من خرز آمالي

لو أنبأني العراف

أن حبيبي

سيكونُ أميرًا فوق حصانٍ من ياقوت

شدَّتني الدنيا بجدائلها الشقرِ

لم أحلُمْ أني سأموت

لو أنبأني العرّاف

أن حبيبي في الليلِ الثلجيِّ

سيأتيني بيديهِ الشمسْ

لم تجمد رئتايَ

ولم تكبُرْ في عينيَّ هموم الأمس

لو أنبأني العراف

إني سألاقيك بهذا التيه

لم أبكِ لشيءٍ في الدينا

وجمعتُ دموعي

كلُّ الدمعٍ

ليوم قد تهجرني فيه.