31-أكتوبر-2018

لا يلزم أن تكون مكتبة البيت ضخمة ليستفيد الطفل (Trendir)

الترا صوت- فريق التحرير

أثبتت دراسة جديدة فكرةً بسيطةً مفادها أن تنشئة الأطفال في بيت فيه الكثير من الكتب له تأثير إيجابيّ على تحصيلهم العلمي وعلى براعتهم في الرياضيات، وذلك حسب ما نقل موقع BigThink الشهير. 

وذكر المقال أن متوسط عدد الكتب في البيت الأمريكي يبلغ 114 كتابًا، ووفقًا لدراسة نُشرت مؤخرًا عن أثر وجود مكتبة في البيت على تعليم الأطفال في المستقبل، فإن 114 عدد جيّد جدًّا. عكفت الباحثة على دراسة 160 ألف شخص في الفترة ما بين 2011 إلى 2015 ووجدت أن احتواء البيت على 80 كتابًا أو أكثر له أثر لا يستهان به على مستوى تعليم الأطفال وعلى تفوقهم في الرياضيات ومهارات تكنولوجيا الاتصال المعلوماتي(ICT).

اقرأ/ي أيضًا: 5 نصائح مجربة لتربية طفل يحب القراءة

وقد أثبتت الدراسة أيضًا بأن التأثير كبير جدًّا إلى درجة أن مستوى الثقافة والقابلية لاستخدام التكنولوجيا لدى الأشخاص الذين لم يكملوا تعليمهم الجامعي ولكنهم نشأوا في بيوت تحتوي على مكتبات عامرة يماثل مستوى الثقافة لدى الجامعيين الذين احتوت بيوتهم على بضعة كتب فقط.

وجود مكتبة في البيت له أثر كبير في تنمية قدرة الفرد على استخدام التكنولوجيا والمصادر الرقمية أيضًا

ووجدت صاحبة هذه الدراسة الدكتورة جوانا سيكورا، من الجامعة الوطنية الأسترالية أن هذه الفائدة الكبيرة تتحقق إذا احتوى البيت على 80–350 ولم تثبت نتائج إضافية إذا زاد العدد. ولكن تعريف المكتبة الكبيرة أمرٌ نسبي إلى حد كبير، فالعائلات الإسكندنافية حققت أعلى الأرقام، 14% من العائلات النرويجيين و13% من العائلات السويدية تمتلك ما يزيد على 500 كتاب في مكتبات بيوتهم. أما دول أخرى مثل تشيلي واليونان وإيطاليا وسنغافورة وتركيا فمعدل الكتب في بيوتها لا يصل إلى 80 كتابًا.

هل للمكتبات الرقمية أثر في ذلك؟

وفيما يتعلق بالتساؤل الذي يراود الجميع في هذا الصدد عما إذا كان لظهور المكتبات الرقمية أثر في ذلك، فإن الدراسة لا ترجح وجود أثر لانتشار ظاهرة الكتاب الإلكتروني في عدد الكتب الموجودة في البيت، "لا يمكننا القول بأن القراءة من الكتاب الورقي أصبحت موضة قديمة، هذا الاستنتاج لم يأت أوانه بعد، ذلك لأن صاحب المكتبة الرقمية الكبيرة عادةً ما يمتلك مكتبة ورقية كبيرة في الوقت ذاته. كما أن وجود مكتبة في البيت له أثر كبير في تنمية قدرة الفرد على استخدام التكنولوجيا والمصادر الرقمية، لذا ستجد أن أصحاب المكتبات الرقمية هم أصحاب الكتب الورقية أصلًا.

إن حتواء البيت على 80 كتابًا أو أكثر له أثر لا يستهان به على مستوى تعليم الأطفال وتفوقهم في الرياضيات ومهارات تكنولوجيا الاتصال

لماذا يعتبر النشوء مع مكتبة في البيت مفيدًا؟

وتقترح الدراسة بأن الإجابة على هذا السؤال تتضمن عاملين أساسيين، الأول يتعلق بالأثر الذي يحدثه النشوء في بيئة اجتماعية "صديقة" للمعرفة والتعلم ، فتعرُّض المراهقين للكتاب لا بدّ وأنه جزء مهم من الممارسة الاجتماعية التي ستغذي لديهم قدرات ذهنية على المدى البعيد. أما الثاني فيتعلق بالقراءة نفسها، حيث أن القراءة تساعد الأفراد على تطوير مهارات أخرى ذات علاقة، وهذه المهارات تساهم كثيرًا في تمكينهم من تحقيق مستوى دراسي ومهني متقدم وتعد أساسًا لممارسات حياتية مستمرة لتطوير تعليمهم وقدراتهم الحسابية.

80 كتابًا أرخص بكثير من رسوم سنة دراسية واحدة

نتائج الدراسة التي أثبتت أن وجود مكتبة في البيت ينمي العديد من المهارات الذهنية والحسابية ويساعد على اكتساب مستوى أعلى من العلم والثقافة تجعل من إنشاء مكتبة في البيت استثمارًا كبيرًا لمستقبل الأطفال. قد يبدو ذلك خبرًا سارًا لعائلات كثيرة حول العالم لا تستطيع توفير تعليم جامعيّ لأبنائها بسبب تكاليفه الباهظة. أما بالنسبة للعائلات الميسورة فتقترح الدراسة أن وجود مكتبة أمر لازم عليها أيضًا لأن ذلك يضمن استفادة أكبر من التعليم الذي سيتلقاه الطفل في المستقبل ويزيد من فرصة أن يصبح ناجحًا في حياته.

 

اقرأ/ي أيضًا

القراءة أعظم النعيم

فصل المقال في ما بين القارئ والكاتب من الاتصال